التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

الاتجاه السياسي السعودي الجديد حيال المنطقة والعراق 

تتمحور استراتيجية السعودية على تقوية مكانتها في المنطقة عامة وفي العراق خاصة فالسعودية وبالرغم من تدخلاتها الدولية على مختلف الاصعدة والمحاور تبحث عن رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط بقيادة فتاها الجديد محمد بن سلمان.

السعودية وفي خضم محاولاتها للتأثير على الساحة العراقية تنوي ارسال رسالة الى ايران بان السعوديين قادرون على بسط هيمنتهم في العراق وذلك لما تملكه السعودية من تأثيرات على الاحزاب السنية ولما تغدقه عليها من اموال والشيعية مؤخراً، من هنا يأتي اصرار السعودية على التدخل في شؤون العراق الداخلية.

الا ان الانتصارات المتتالية التي حققها الجيش العراقي بمساعدة القوات المتطوعة الشعبية (الحشد الشعبي) في مقاتلة داعش، اثارت غضب السعودية التي رأت ان كل خططها في العراق قد بدأت تفشل بوجود هذه القوات لذا وضعت كل اهتمامها للمطالبة بانحلال هذه القوات.

السعودية لا تزال تتدخل في الشؤون الداخلية العراقية وتنتقد وجود القوات الشعبية وتهاجمها فمرة على لسان “ثامر السبهان” السفير السعودي السابق في العراق والذي خلق جوا من التوتر بين الدولتين مما أدى الى مطالبة بعض النواب البرلمانيين في العراق والقادة السياسيين بطرد السفير السعودي من العراق وبناء على هذه المطالبات تم استبدال السفير بآخر، الا ان الرياض لم تتخلى عن خططها واستتراتيجيتها في العراق بل استبدلتها بخطط اخرى أهمها تأثيراً وسرعة هو التقارب الاقتصادي والثقافي فمن هنا نرى مساعيها لافتتاح قنصلية في النجف من جهة ودعمها لكثير من المشاريع الاستثمارية من جهة اخرى تعتمد بذلك على وتر العروبة عله يجدي نفعاً ولو بصورة وقتية، هذا ظاهرياً اما باطنيا فبعد ان يئست من تأثير الاحزاب السنية ولما رأته من فشل ذريع على الساحة السياسية لاهل السنة فكرت بان تدعم الاحزاب الشيعية لتخلق جواً من الاختلاف والطائفية بين تلك الاحزاب ولانه الطريق الوحيد لتفتيت الساحة العراقية ولانها تعرف ان علاقة الاحزاب الشيعية بها محل اختلاف شديد بينها فمنهم من يؤيد هذه العلاقة لانهم عرب ومنهم من يرفض هذه العلاقة لانها مرتبطة بالوهابية والسلفية التي ذاق الشعب العراقي الويلات بسببها وبسبب الانتحارين والدواعش القادمين من السعودية وغيرها لذبح العراقيين وتفجيرهم في كل مكان. من هنا بدأت السعودية بضخ الاموال عن طريق دعمها لهذا وذاك متعللة بدعم المشاريع الاستثمارية والثقافية والدعوة الى رؤساء العشائر الجنوبية والوسط كل ذلك ينصب في سياسة ضرب هذه الاحزاب بعضها ببعض لتبقى بعيدة عن الانظار تدير المعركة من خلف الكواليس، فهل سينسى العراقيون ذلك ويتناسون دور السعودية في عدم استقرار الوضع الامني لسنوات عديدة وانهم سبب كل الويلات والمآسي التي مرت على العراق أم ان التاريخ والعراق سيمحو ذلك وينساها او سيتناساها. الايام القادمة أيام عصيبة والانتخابات القادمة ستفرز الكثير من الاوراق وستظهر الكثير من السيناريوهات قد نرى منها العجب ولكن لا عجب في السياسة فهي لا ترحم وليكن الله في عون العراق ليخرج مرفوع الرأس من هذه الدوامة الى بر الامان.
المصدر / فارس

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق