الاندبندنت: سوريا وإيران أفشلتا غزو العراق.. والتهديد الأمريكي لإيران يدفعها للمحافظة على مواقفها
“ترامب سيندم لمواجهته إيران، وسيلقى ردا قاسياً” بهذه الكلمات وصفت صحيفة الاندبندنت ما آلت له العلاقات الأمريكية الإيرانية مؤخراً، خصوصاً بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، منوّهةً بأنّ لهجة ترامب العدائية عادةً ما تنتهي بأفعالٍ حذرة أو على الأغلب فإنّه لا يفعل شيء.
سياسات أمريكية فاشلة
الصحيفة البريطانية الأشهر نقلت في مقالٍ لها عن وزير عراقي سابق رفض الكشف عن هويته تأكيده أنّ زيادة التهديد الأمريكي لإيران ستجعل الإيرانيين يحافظون على موقفهم بجديِّة أكبر في العراق وسوريا.
التوتر بين إيران والولايات المتحدة وبحسب الصحيفة تفاقم إثر إعلان الرئيس دونالد ترامب في كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي أنه سيوقع ولآخر مرّة على تعليق العقوبات الإيرانية ولمدّة 120 يوماً قادمة، ما لم يتم تغيير الاتفاق النووي الموقع بين إيران والدول الخمسة الكبار قبل عامين، في حين أنّ هذه المهلة قاربت على النهاية.
وفي هذا السياق قالت الصحيفة إنّ رئيس الوزراء العراقي حيدر عبادي أكد في مقابلة سابقة معها أنّ الإيرانيين يعتقدون أن الآخرين يريدون الإطاحة بحكومتهم وهذا أمر مفهوم، ولذلك عليهم أن يقاتلوا خارج حدودهم للدفاع عن أنفسهم”.
الولايات المتحدة الأمريكية وبحسب الصحيفة كثيراً ما ترغب بتنصيب الحكومات الموالية لها في العراق، لكن وكما يؤكد الوزير العراقي، فإن إيران مصممة على منع وقوع مثل هذا الحدث على الأقل في الظروف الراهنة، ويضيف الوزير: “إن المسؤولين الأمريكيين يقللون من شأن التحالف الشيعي الذي يؤيد السلطة الإيرانية”، وأضافت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة يمكن أنّ تُثير التوتر والقلاقل في العراق، لكنها لا تستطيع الحد من نفوذ إيران هناك.
سوريا.. قلب المعركة
وفي سوريا فإنّ موقف أمريكا أكثر تعقيداً، حيث أنّ واشنطن تستخدم الأكراد السوريين كأداة للضغط هناك، فعلى الرغم من أن الولايات المتحدة لديها ألفي جندي في سوريا، غير أنّ قوتها في سوريا ترتكز وبشكلٍ كبير على الغارات الجوية، لكن وبحسب الصحيفة فإنّ هذه الطريقة ليست مناسبة للحد من نفوذ إيران في سوريا.
تعاون واشنطن مع الأكراد السوريين من شأنه تعميق العلاقات بين واشنطن وأنقرة، ويؤكد خبراء أنّ أمريكا اختارت اللعب بالورقة الكردية لكي تستطيع مواصلة سياساتها أمام سوريا والعراق وتركيا وإيران، ويرى خبراء أنّ الرئيس الأمريكي يحاول الاعتماد على التواجد الأمريكي غير المباشر والاعتماد على التحالفات فقط، الأمر الذي يرى فيه ترامب أكثر فائدة للولايات المتحدة الأمريكية.
ويؤكد مراقبون أنّه لا يبدو أن الولايات المتحدة قد اتخذت لنفسها سياسات طويلة الأمد في سوريا، حيث أنّها وبحسب الصحيفة يمكن أن تقوض حكم الرئيس السوري بشار الأسد، لكن هذا الأمر من شأنه أنّ يؤدي إلى المزيد من الفوضى في البلاد التي تشهد حرب أهلية منذ أكثر من سبعة أعوام، في حين أنّ طهران أظهرت وأكثر من مرّة أنها أكثر قدرة على استغلال الفوضى من الولايات المتحدة.
تهديدات جوفاء
وتنقل الصحيفة عن مراقبين تأكيدهم إنّ نغمة دونالد ترامب العدائية عادةً ما تنتهي بأفعال حذرة أو على الأغلب إنه لا يفعل شيء، ولكن دول الشرق الأوسط كثيراً ما تأخذ تهديداته على محمل الجد، حتى ولو كانت جوفاء وسخيفة، كما وربما تكون ردود أفعال تلك الدول قاسية ضد الولايات المتحدة.
ردود الفعل القاسية تلك، يمكن رؤيتها وبحسب الصحيفة في أحداث عام 2003، عندما أرادت الولايات المتحدة عن احتلال بغداد؛ فإنّها تحدثت عن تغيير نظام الحكم في كلٍّ من طهران ودمشق، غير أنّ الإيرانيين والسوريين كان لهم رأيٌ آخر، حيث كانوا عازمين على عدم السماح للولايات المتحدة بالاستفادة من غزو العراق، وهو ما شهده العالم خلال سنوات الاحتلال الأمريكي للعراق.
وتؤكد الصحيفة على أنّه حتى ولو نجح ترامب في التغيير الاتفاق النووي الموقع قبل عامين، غير أنّ هذا الموضوع سيفتح سلسلة من الصراعات في المنطقة والتي من المحتمل أن تنتهي بخسارة أمريكا لمواقعها.
تجدر الإشارة إلى أنّ السياسة العليا في الولايات المتحدة الأمريكية وبناءً على الدستور لا يقررها شخص الرئيس نفسه، وإنما المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية، حيث يؤكد مراقبون على أنّ أيّ تصريح لترامب لا يمثل أكثر من فقاعةٍ إعلامية، أما القرارات المهمة هي تلك التي يوافق عليها مجلس الشيوخ الأمريكي.
المصدر / الوقت