الاسدي : سنبقى على أهبة الاستعداد تحسباً أي طارئ
امن – الرأي –
قال قائد جهاز مكافحة الإرهاب بالعراق، عبد الغني الأسدي، إن قواته ستظلّ -على الدوام- على أهبة الاستعداد تحسّبا لأي طارئ، مشيرا أن الحرب على الإرهاب في العراق منحت الجهاز خبرة ميدانية واسعة.
وذكر الأسدي في مقابلة صحفية أن “قواته خاضت، إلى جانب فصائل أخرى، حربا ضارية على مدى ثلاث سنوات ضد داعش الإرهابي، انتهت بهزيمته” مضيفاً، أن الحرب على الإرهاب “مكّنت القوات العراقية من اكتساب خبرة ميدانية واسعة تسعى إلى تطويرها في الفترة المقبلة”.
وبالرغم من انتهاء المعارك تقريبا مع داعش في جميع المدن العراقية و”تحرير سكانها منه”، غير أن ذلك لا ينفي أن قوات النخبة “ستكون على أهبة الاستعداد دائما”، تحسّبا لهجمات الجيوب المتبقية من التنظيم أو أي تنظيم مسلح آخر قد يظهر مجددا في العراق الذي مزقته الحرب على مدى عقود، كما يؤكد الأسدي.
وتعد قوات جهاز مكافحة الإرهاب قوات نخبة بالجيش العراقي، وتلقت تدريبات على يد القوات الأمريكية ودول أخرى من التحالف الدولي المناهض لداعش.
وفي الحرب الطاحنة التي بدأت منذ صيف 2014 وحتى نهاية العام الماضي، كانت قوات مكافحة الإرهاب بمثابة رأس الرمح بهذه الحرب.
وأضاف الأسدي، إن “هذه المهمة لم تكن سهلة على الإطلاق بالنسبة لقواته، وخاصة في المرحلة الأولى من الحرب، حين كان الجهاز يفتقر للخبرة المطلوبة في مواجهة مقاتلي داعش جيدا والمستعدين للقتال حتى آخر رمق”.
وبين، إن أولى المعارك التي خاضتها قواته كانت في محافظة الأنبار وقد كانت الأصعب، حيث “جابهنا عدوا لسنا معتادين على قتاله”.
وأضاف “كنا مدربين على عمليات المداهمات واعتقال المطلوبين للقضاء، وفوجئنا بعدو يقاتل بمختلف الأساليب وبسيارات ملغومة وأحزمة ناسفة وعبوات في طرق التقدم، ويقاتل ببيوت ملغومة”.
وتحفظ الأسدي عن الإفصاح عن حجم الخسائر في صفوف قوات مكافحة الارهاب خلال الحرب، مكتفياً بالقول: “تكبّدنا خسائر وكل المعارك يكون فيها تضحيات، غير أنه لا يسعنا حاليا التصريح برقم دقيق لحين انتهاء الدراسة حول هذا الجانب”.
وأشاد قائد مكافحة الارهاب بما قامت به قوات الجهاز في حماية المدنيين خلال الحرب والحفاظ على ممتلكاتهم، مبقيا باللوم على “داعش” في تفخيخ المنازل والأبنية وتدميرها لعرقلة تقدم القوات العراقية داخل المدن.
وأشار “الآن لدينا قطعات متمركزة في محافظة كركوك وفي الموصل وصلاح الدين، وأعدنا بعض الأفواج إلى ثكناتها في المحافظات، فيما ستعود بقية القوات تدريجيا لمواقعها الأصلية”.
ولفت إلى أن قواته ستبقى “على أتم الجاهزية لمواجهة أي خرق أمني في أي محافظة، وفي حال تم تكليفنا بالتدخل من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وبخلاف ذلك، فإن الشرطة الاتحادية هي من تتولى الحفاظ على الأمن أو معالجة أي خرق”.
وقال الأسدي، إن “لدينا عقد شراكة مستمرة مع القوات الأميركية، وعقود أخرى مع الاستراليين والكنديين والفرنسيين، ولدينا حلقات دراسية مع تركيا، وكل منهم له نمط معين نوعي في دعم الجهاز وتطوير قدراته”.
وأضاف “لدينا خبرة متكاملة، لهذا لن نصرف المزيد من الأموال على التدريب بل في التطوير، وخرجنا من المعركة بدروس وهذه الدروس ستدخل ضمن منهاج الجهاز التدريبي وستضاف لها بنود أخرى”.
وتماما مثلما رسمت الحرب ضد داعش، مشاهد مؤلمة في ذاكرة الكثير من العراقيين، فإن الأسدي يحتفظ بالكثير من تلك المشاهد، بينها مشهد طفلة قال إنها جعلته يذرف الدموع.
وفي معرض سرده للواقعة، قال إن داعش كان يحتجز 50 شخصا في سرداب منزل ملغوم في الجانب الغربي لمدينة الموصل، إبان الحرب داخل المدينة العام الماضي.
وأضاف أن قوات الجهاز تمكنت من تحرير أولئك المدنيين، لكن طفلة جعلته يذرف الدموع حين توجّهت إليه معاتبة على تأخر القوات العراق في إسدال الستار عن محنتهم التي استمرت على مدى ثلاث سنوات من حكم داعش”.
وعقب تحرير أحياء الموصل بالكامل من داعش، رافق الأسدي تلك الطفلة في جولة، ليريها أنهم لم يتأخروا، وإنما تلك هي أحكام الحرب الجائرة التي تفرض الكثير من الأشياء على الناس.انتهى