التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

كيف حرّفت وسائل الاعلام الغربية كلام خبير ايراني؟ 

وكالات – الرأي –
نشرت بعض وسائل الإعلام العربية كلاما للباحث الايراني رحيم بور أزغدي حول مانسب له بشان مخططات طهران للتدخل في شؤون الدول العربية والهيمنة عليها فما هي حقيقتها؟ وهو مانحاول تسليط الاضواء عليه في التقرير التالي.

والحقيقة هي ان رحيم بور أزغدي أورد كلام وزير الخارجية الاسبق هنري كيسنجر لكن وسائل الاعلام المناوئة نسبت هذه التصريحات اليه وحذفت اسم كيسنجر وهو مااعتادت عليه منظومة الاعلام العربية الدائرة في فلك الاعلام الغربي.

ويبدو ان تلفيق الأخبار والأكاذيب الإعلامية دون ملاحقة قانونية أو مساءلة أخلاقية هو مادأبت عليه وسائل الاعلام المناهضة التي لاتعتمد الأخلاق والصدق في نشاطاتها ويبدو للمحلل أن انتخابات العراق قد اقتربت، وبدأت معها مجدداً نشر مثل هذه السموم الإعلامية.

وحاولت وسائل الاعلام الترويج لاكاذيب ومزاعم مؤخرا تمثلت بأن الإيرانيين هم من أعدموا صداما، وليس العراقيين، وثانياً: أن هناك ست دول عربية تقع تحت سيطرة أية الله الخامنئي، وثالثاً: أن ايران تتدخل في الدول الصديقة لأميركا في المنطقة وتسقط أنظمتها حتى تخضع لسيطرتنا، ورابعاً: أن الوقت قد حان من أجل إعلان الإمبراطورية الفارسية في المنطقة، وأن طهران سوف تعلن رغبتها في تأسيس إمبراطورية. وهو ماترتب على هذه الإدعاءات وللأسف ظهور أجواء ثقيلة، واتهامات وأحكام.

والأمر الغريب، أن وسائل الاعلام هذه نسبت مانقله أزغدي عن كيسنجر وبريجنسكي والكيان الصهيوني والسعودية إليه! وهو مانفاه بعد ذلك ولو لم نكن في عصر الاتصالات والإنترنت، لما ظهرت حقيقة مثل هذه الأكاذيب.

ان تعبيرات مثل خطر الهلال الشيعي تم طرحها لأول مرة على لسان الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك وعبد الله الثاني ملك الأردن والمسؤولين الصهاينة وتم اختراع تعابير اخرى مثل خطر الإمبراطورية الفارسية أو الشيعية منذ عصر الإمام الخميني على ألسنة الساسة الأميركيين والبريطانيين وآل سعود.

ويبدو إن هذا الخطاب يهدف أولاً: إثارة المسلمين السنة، والقوى الثورية في الدول العربية، ضد إيران، وثانياً: الاساءة لمجاهدي جبهة المقاومة في الدول العربية، وثالثاً: تشويه حركة الصحوة الإسلامية في غرب آسيا وشمال أفريقيا.

وللرد على التهمة الاولى ينبغي القول إن العراقيين هم من عاقبوا صداما حيث إن الحكومة والمجاهدين وتلاميذ الشهيد السيد محمد باقر الصدر، هم من أعدم هذا المجرم، الذي سفك دماء ملايين المسلمين من السنة والشيعة والكرد والعرب والفرس في العراق وإيران، بموجب حكم قضائي صادر من محكمة رسمية، رغم دعم أميركا وأنصار صدام والسعوديين له.

وعندما انتصرت الثورة الإسلامية وطردت الأميركيين والإسرائيليين والإنجليز من ايران، بدأت صحوة إسلامية عامة في المنطقة والعالم ولم تكن هذه الحركة إيرانية أو شيعية فقط، لكنها كانت إسلامية وإنسانية وعالمية. وما أورده أزغدي هي ذات العبارات التي استخدمها الإمام الخميني قبل ثلاثة عقود رداً على الادعاءات الإعلامية المعادية والتي كانت قد طرحت مزاعم تأسيس الإمبراطورية الفارسية أو الشيعية، حيث أجاب: إننا ضد الإمبرطوريات وضد استكبار الغرب والشرق، وأميركا والإتحاد السوفيتي، ونسعى إلى القضاء على الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين، ونخالف الأنظمة التي أوجدتها بريطانيا، وأميركا، والإتحاد السوفيتي المتحالفة مع الصهيونية، وطلب من الشباب المسلم الثورة على الظلم، واعتبر أن إيران الإسلامية هي الوطن الثاني لجميع المجاهدين الإسلاميين (سواء كانوا شيعة وسنة وعرب وفرس وأتراك وأفغان و…).

وفي الحقيقة أن ما قاله أزغدي كان قراءة لكلام الإمام الخميني والذي كان مناهضاً لكل أنواع الطائفية المذهبية والقومية والعرقية. وتصدير الثورة يعني في حقيقته الدعوة الإسلامية العالمية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسعي من أجل إقامة القسط والعدل في عالم الإسلام ويصب في الدفاع عن أمن واستقرار الدول المسلمة لكن محاولات التحريف تصب في سياق تصدير الأزمات من أجل المستبدين والمستكبرين،

لقد تحدث الإمام الخميني عن تأسيس إمبراطورية للمستضعفين ومجابهة المستكبرين، وعن القوة العظمى للإسلام في مواجهة القوتين الغربية والشرقية، وماقاله هذا المحلل الايراني هو ذات الموضوع ايضا، وهي نفس الصرخات والشعارات التي يطلقها المجاهدون العرب بدءا من العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وحتى مصر والمغرب وليبيا ومن البحرين البطل وحتى اليمن المظلوم، والمجاهدون المضطهدون من السنة والشيعة داخل السعودية والإمارات، وغيرهم وإن إيران هي مأمن جميع الثوار في العالم وخاصة مجاهدي الإسلام من جميع المذاهب والجنسيات والقوميات والأعراق.

ورأى هذا المحلل الايراني ان العراق هو أول دولة عربية طردت جيوش الاستكبار والمحتلين من أراضيه، وان العراق المجاهد، هو أول بلد عربي أقام ديمقراطية حقيقية، وان العراق المقدس أولى الدول العربية التي هزمت الإرهاب التكفيري المتوحش وصدته رغم من دعم الغرب ونظام آل سعود والصهاينة، وهو أولى الدول العربية التي لم تسمح للأجانب بتقسيم اراضيه في ظل أقسى الحروب وأثقلها، وهذا الشعب لا يمكن توجيه الاساءة له.

إن قيمة كل شعب تكمن فيما يحققه من إنجازات ولم يكن العراق مطلقاً دولة بعيدة عن الإيرانيين، وكذلك صدام لم يستطع غرس الأحقاد والتفرقة بين الشعبين العراقي والإيراني، رغم تأجيج ثمان سنوات للحرب بين الشعبين حيث استمرت زيارة أضرحة أهل البيت (ع) والعتبات المقدسة في العراق في النجف الاشرف، وكربلاء والكاظمية وسامراء المقدسة لأكثر من ألف عام، وكان هذا الأمر وسيظل أمنية كل أسرة شيعية وسنية في إيران.

إن الشعب الإيراني وقيادة الثورة الإسلامية، يفخرون بأنهم وقفوا وسيظلوا واقفين، وفق مسؤولياتهم الشرعية إلى جوار الشعوب العربية بدءا من العراق المجاهد وسوريا المقاومة والبحرين المظلوم واليمن الشريف ولبنان الضحية، وحتى الشعوب المناضلة في شمال أفريقيا وفلسطين الأسيرة والشعب المضطهد في الحجاز والجزيرة العربية.

ألم يكن غزو أميركا والناتو للعراق وأفغانستان وسوريا وليبيا و… هو حقاً تدخل مشؤوم في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية والعربية؟! ألم تكن التدخلات الإرهابية لآل سعود والإمارات وقطر و… في الدول العربية والمذابح وتشريد ملايين من الأسر المظلومة العربية من السنة والشيعة، تدخلاً مفرقاً وإرهاباً وتصديراً للأزمات؟!

هل يعد استجابة إيران الإسلامية لدعوة الحكومات الشرعية والشعوب المظلومة المعتدى عليها في العراق وسوريا وأفغانستان، وكانت هي الدولة الوحيدة التي ترسل الأسلحة إلى الفلسطينيين، تدخلاً في شؤون الآخرين وتصديراً للأزمة وتهديداً لسيادة الغير؟!

نعم، لو كان حديث الإمام الخميني وقائد الثورة الإسلامية؛ أية الله الخامنئي، تهديداً، فهو تهديد فقط لسيادة الاستكبار العالمي والاستبداد الإقليمي، وهو نقطة مضيئة بالأمل من أجل العالم الإسلامي، وقريباً سوف تحلق نسور العالم العربي في آفاق بيت المقدس، وسوف تعود الأمة الإسلامية إلى الكرامة والوحدة المحمدية، من شبه جزيرة الهند وشرق آسيا، وحتى آسيا الوسطى وقلب البلقان، ومن اليمن والبحرين والحجاز، وحتى مصر وليبيا والمغرب، ومن إيران وحتى فلسطين، شريطة أن نتحدث سوياً بشفافية وصدق ودون وسطاء، وأن نستمع إلى بعضنا البعض، وليس من خلال وسائل الإعلام الكاذبة والتابعة لآل سعود والصهاينة.

ويشار الى ان بعض وسائل الاعلام العربية والمنطقة الدائرة في فلك التبعية لامبراطوريات الاعلام الغربي قامت مؤخرا بتحريف كلام المحلل الايراني رحيم بور ازغدي ونسبت اليه مزاعم وزير الخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسنجر والمستشار القومي الاميركي الاسبق زبغنيو بريجنسكي حول اعتزام ايران تأسيس امبراطورية فارسية واسقاط الحكومات غير الموالية لها في المنطقة وأثارت الضجيج الاعلامي دون أدنى شعور بالحياء جراء اطلاق الاكاذيب.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق