خطّة ترامب للسلام.. جنين مشّوه لن تُكتب له الحياة
من جديد؛ السلام في الشرق الأوسط يعود إلى الواجهة، وفي هذا السياق قال الصحفي بصحيفة “نيويورك تايمز” مارك لاندر، إنّ حكومة ترامب تستعد لطرح خطّة السلام الجديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، غير أنّ الإسرائيليين يرون أنها تفتقد إلى الأسس الصحيحة، والفلسطينيّون يرفضونها بشكلٍ كامل.
خطّة ميّتة
وفي هذا السياق تقول الصحيفة إنّ مسؤولاً أمريكياً كبيراً أكد أن حكومة ترامب تضع اللمسات الأخيرة لخطة السلام في الشرق الأوسط، وهي خطة بحسب الصحيفة طال انتظارها، لكن من الممكن أن يرفضها الجانب الفلسطيني وبإصرار، فالرئيس ترامب قلقٌ للغاية من قضية أخرى وهي قضية كوريا الشمالية، والتي سيعلن عن تفاصيلها قريباً.
على الرغم من أن التوقيت الدقيق لإطلاق هذه الخطة لم يتم تحديده بعد؛ إلا أن المسؤولين قالوا إن التحديات الرئيسية أمام البيت الأبيض تتمثل في كيفية الإعلان عن هذه الخطة بطريقة لا يمكن رفضها.
فالفلسطينيون الغاضبون من قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة “لإسرائيل” يرفضون طلب البيت الأبيض للجلوس على طاولة المفاوضات، غير أنّ البيت الأبيض وكما تقول الصحيفة يأمل بأنّ يؤدي إطلاق هذه الوثيقة إلى إجبار الفلسطينيين من خلال الضغوط للعودة إلى طاولة المفاوضات وقبول تلك الخطة.
الأوضاع السياسية المتغيرة داخل “إسرائيل”
قضية أخرى بحسب الصحيفة من شأنها تعقيد مفاوضات السلام؛ وهي الوضع السياسي داخل “إسرائيل”، حيث يواجه رئيس الوزراء نتنياهو اتهامات بالفساد ويتعرّض للملاحقة القضائية، وقد يطلب نتنياهو إجراء انتخابات مبكرة لإعادة انتخابه وهو بذلك يسعى للحصول على أصوات تُعزز من شعبيته وموقفه، وباعتقاد الخبراء فإن المشكلات القانونية التي يواجهها نتنياهو نتيجة اعتماده على الحزب اليميني؛ قد تجعله يبتعد على مضض عن أي حل سياسي مع الفلسطينيين.
ومع ذلك؛ فإن تسارع أنشطة البيت الأبيض يشير إلى أنه وبغض النظر عن التطورات السياسية، سوف يعلن ترامب قريباً عن تفاصيل خطته السياسية، وحسب أحد مستشاريه؛ فإنّ واشنطن مستعدة لمساعدة إسرائيل وفلسطين على إيجاد أرضية للتوصل إلى اتفاق، وشبّه هذا المستشار خطة الرئيس الأمريكي بالبرنامج الإسرائيلي Wiz 2، وهو البرنامج الذي يساعد السائقين على الابتعاد عن الاختناقات المرورية.
ووفقاً لترامب؛ فإن “الحل النهائي” هو الهدف الرئيسي بالنسبة له، غير أنّ العديد من المحللين يرون أن الحل النهائي هو الخسارة النهائية لترامب.
معالم ضائعة
على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين كانوا مترددين في مناقشة مضمون خطة ترامب للسلام، غير أنهم يُصرّون على مواصلة إخفاء الخطوط الرئيسية لتلك الخطة منذ مجيء ترامب لسُدّة الرئاسة، مؤكدين أنّ مبادئ الحكم لم يتم الإعلان عنها أسوةً بخطة السلام العربية التي أطلقتها الجامعة العربية في العام 2002، والتي عُرفت بعدها بمبادرة السلام العربية، حيث إنّ خطّة ترامب لم يتم الإعلان عن أي من خطوطها العريضة المتعلقة بمبادئ الحكم أو أي شيء آخر.
وعلى سبيل المثال كما تقول الصحيفة؛ لم تضع خطة حل الدولتين كأحد أهدافها، غير أنّ إنشاء دولتين هو إحدى توصيات تلك الخطّة، كما أنّ الخطة لا تتحدث أو تدعو إلى “حل عادل ومنصف” لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، في حين أنّها تتحدث عن اتخاذ خطوات من شأنها حل مشكلة اللاجئين.
وفي السياق ذاته وصف مساعدو ترامب هذه الوثيقة متعددة الصفحات بمرفقاتها بأنها “حلٌ مقترح” لجميع النزاعات الرئيسية، كمشكلة الحدود والأمن واللاجئين والوضع في القدس، مؤكدين أن كلا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سيجدان قضايا مرحب بها وأخرى يتم معارضتها.
وفي السياق ذاته؛ قالت القناة العاشرة الإسرائيلية، إن نتنياهو أبلغ حكومته يوم الأحد الماضي بعدم وجود أي خطة أمريكية للسلام على الطاولة، في حين أكد مسؤولون أمريكيون أن خطتهم لم يتم إعلام أيًّ من رؤساء الدول بها.
وتشير الصحيفة إلى أنّ مساعدي ترامب الذين قاموا بتصميم خطّة السلام تلك هم جاريد كوشنر، جايسون ديغرين بلوت، وديفيد فريدمان، لا يمتلكون أيّ خبرة ديبلوماسية، حيث إنّ كوشنر، هو صهر ترامب وكبير مستشاريه، وجرين بلوت مسؤول قانوني كبير في مؤسسات ترامب التجارية، وفريدمان هو محامٍ مختص بالإفلاس.
وفي النهاية.. تقول الصحيفة إنّ ترامب ومساعده كوشنر بذلا الكثير من الجهد لتوطيد علاقاتهما بعدد من الدول الخليجية كالسعودية والإمارات، ومع ذلك؛ يقول المسؤولون الأمريكيون إن البيت الأبيض لا يعتمد على أصدقائه العرب للدفع بخطة ترامب للسلام.
وفي رسالة مفتوحة إلى صحيفة “واشنطن بوست” ألقى غرين بلات باللوم على حركة حماس بسبب المعاناة التي تعيشها غزة، غير أن دور حماس وبحسب بلات لا يمكن أن “يجعلنا نتخلى عن مسؤوليتنا بالمساعدة في القطاع، نحن مطالبون بإيجاد طريق للمضي قدماً في مستقبل واضح للفلسطينيين في غزة”.
ويقول المسؤول الفلسطيني أحمد مجدلاني إن السلطات الفلسطينية رفضت دعوة البيت الأبيض لحضور المؤتمر لأن هدف أمريكا هو “القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية”، غير أنّ مساعدي ترامب أكدوا أنّهم لم يفقدوا الأمل بعودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات.
المصدر: الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق