خبير إعلاميّ: بن سلمان قد يكون ملكًا ولكن السعوديّة ستشهد بداية انهيارها
وكالات – الرأي –
قال خبير إعلاميّ، إنّ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان فقد كل الشرعيات ويبحث عن شرعيةٍ أمريكيّةٍ عبر تل أبيب، مبينًا في الوقت عينه أنّه يحاول تقديم القضية الفلسطينيّة قربانًا لكلٍّ من الولايات المُتحدّة الأمريكيّة وكيان الاحتلال الإسرائيليّ.
وأوضح أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت الفلسطينيّة نشأت الأقطش في حوارٍ تلفزيونيٍّ، أنّ ابن سلمان يتبنّى مواقف متطرفة أكثر من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيليّ ورئيس حزب (يسرائيل بيتينو)، المُتشدّدّ أفيغدور ليبرمان.
وأضاف أستاذ الإعلام الفلسطينيّ، وهو أستاذ الإعلام والعلاقات العامة في جامعة بيرزيت، أضاف قائلاً إنّ ولي العهد السعودي شاب طامح للحكم، ولكي يصل إليه، أوضح، لا بدّ أنْ ترضى عنه الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، التي لا تزال غير مطمئنة من أنّه يمكن أنْ يكون البديل المناسب في حكم المملكة العربيّة السعودية، وذلك على الرغم ممّا قدّمه ولي العهد من مواقف متطرفة ومليارات، على حدّ تعبيره.
وتابع الأستاذ الأقطش قائلاً في معرض ردّه على سؤالٍ إنّ الأمير الشاب يقوم بالتغريد خارج السرب، بمعنى أنّ أمراء آل سعود لن يقبلوا بذلك وإنْ كانوا تاريخيًا لم يقدموا الكثير للقضايا العربيًة بشكلٍ عامٍّ، لكن السياسة السعودية اعتمدت أسلوب الدبلوماسيّة الدافئة، فيما اليوم يخرج ابن سلمان بطريقة شاذّة جدا عن هذا السياق، على حدّ قول الأستاذ الأقطش.
علاوةً على ما ذُكر آنفًا، أشار الأقطش إلى أنّه “إذا رجعنا إلى التاريخ، ووجدنا الوثائق التي نشرت في ثلاثينيات القرن الماضي من القيادات العربية بلا استثناء وموافقتها على المشروع الصهيونيّ، نستطيع اليوم أنْ نفهم ما الذي يجري”، على حدّ تعبيره.
مُضافًا إلى ذلك، أوضح الأقطش أنّه عندما ذهب الرئيس المصريّ الأسبق، محمد أنور السادات إلى القدس كان العرب موافقين بالإجماع على السلام مع الاحتلال، لكنّ إسرائيل هي من رفضت ذلك، بحسب مذكرات سايروس فانس، لأنّها تريد أنْ تستخدم هذه الأنظمة العربية بطرقٍ مختلفةٍ سواء للتمويل أوْ لقمع الشعوب العربيّة، بحسب تعبيره.
يُشار إلى أن سايروس فانس كان محاميًا أمريكيًا ووزير خارجية للولايات المتحدّة في عهد الرئيس جيمي كارتر من 1977 إلى 1980، وقبل ذلك كان وزير الجيش ونائب وزير الدفاع.
ولفت الأستاذ قطيش في سياق حديثه إلى أنّ المواطن العربيّ اليوم يُقارن أفضلية العيش في ظلّ أنظمةٍ عربيّةٍ قمعية جوعت وفقرت وجهلت هذه الشعوب أمْ تحت الاحتلال، واصفًا هذه المقارنة التي صنعتها الأنظمة العربية خدمة لإسرائيل، بأنّها المرعبة، على حدّ قوله.
وأكّد الأقطش على أنّ “رجل أمريكا” القويّ في المملكة السعودية هو محمد بن نايف، وكان قد أثبت قدرته على ضبط الأمن ومحاربة ما يُسّمى الإرهاب، إلّا أنّ استيلاء ابن سلمان على الحكم بشكلٍ مفاجئٍ بدلاً من ولي العهد السابق، تطلّب منه أنْ يقوم بتقديم تنازلاتٍ كبيرةٍ لإرضاء الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
وتابع الخبير الإعلامي الفلسطينيّ قائلاً إنّ الشعب العربيّ يستفيق على حقيقةٍ مرعبةٍ كفيلة بأنْ تؤدّي إلى تفجير الوطن العربيّ، وتتمثل هذه الحقيقة، برأيه، بأنّ هذه الأنظمة التي كانت تتغنّى باسم فلسطين وتقمع شعوبها باسم تحرير فلسطين، نجدها اليوم تتنازل عن فلسطين من أجل البقاء في الحكم، بحسب قوله.
وختم الأستاذ قطيش حديثه قائلاً إنّ وليّ العهد السعوديّ، الأمير محمد بن سلمان قد يكون ملكًا، ولكن المملكة العربيّة السعوديّة لن تكون كما كانت، مُشدّدًا في الوقت عينه على أنّ هذه بداية انهيارها في المبادئ والمواقف، الأمر الذي سيخلق حالة من المعارضة القوية سواء من الأمراء الذين سجنوا وتمّ تهميشهم، أوْ من الشعب، على حدّ قوله.
وبيّن أستاذ الإعلام الفلسطينيّ أيضًا أّنه من حقّ الأمير ابن سلمان أنْ يدير سياسات المملكة العربيّة السعوديّة كيفما يشاء، وأنْ يفتح علاقات دبلوماسيّة مع من يريد، ولكن ليس من حقّه إطلاقًا أنْ يقوم بتقديم القضية الفلسطينية من أجل أنْ يُصبح ملكا، كما أنّه من المرفوض تمامًا أنْ يتنازل عن الثوابت والحقوق الفلسطينيّة، على حدّ قوله.انتهى