التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

هل تدمّر الصواريخ السورية ضد إسرائيل جدار الخوف العربي؟ 

الكيان الصهيوني، وبسبب افتقاره إلى العمق الاستراتيجي بعكس باقي دول المنطقة، يحاول اليوم وأكثر من أيِّ وقتٍ مضى التركيز على إيران خصوصاً بعد الردّ الصاروخي القوي والمُفاجئ من قبل الجيش السوري على الهجمات “الإسرائيلية” على الأراضي السورية.

يوم الأربعاء الماضي، وبعد عدد من الهجمات الجوية العدوانية التي قام بها الكيان الصهيوني والتي استهدف عدّة مناطق في ضواحي العاصمة دمشق، قام الجيش السوري وللمرة الأولى منذ حرب عام 1967 بدكّ مواقع الجيش “الإسرائيلي” في مرتفعات الجولان المحتلة وذلك بأكثر من 60 صاروخاً، وبسبب القوة والمدى والتأثير الواسع لتلك الضربة الصاروخية التي وجهها الجيش السوري؛ لم تجد تل أبيب مخرجاً لمأزقها هذا إلا أن تدّعي بأنّ هذه الهجمات كانت من تنظيم وتخطيط إيران، وذلك ردّاً منها على الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، وأن طهران هي من تقف خلف هذه الهجمات بحسب ادّعاءات الساسة ووسائل الإعلام العبرية.

لم يقتصر هذا الادعاء على الكيان الصهيوني وحسب؛ بل أيضاً توسع ليشمل عدداً من وسائل الإعلام الغربية والعبرية وحتى العربية أيضاً، وذلك تماشياً مع ادعاءات الكيان الصهيوني، وكانت حجّتهم في ذلك أنّ الجيش السوري لا يملك القدرة ولا الشجاعة للدفاع عن نفسه وهو أمر شرعي ومتاح لكل دول العالم، مُلقين تهمة إطلاق هذه الصواريخ على إيران، حيث قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن إيران “عبرت الخط الأحمر” في سوريا، حسب ادعائه.

ومن خلال متابعة تصريحات قادة الكيان يبدو أن تل أبيب تحاول زعزعة ثقة الجيش السوري بنفسه، وترغب في عدم الاعتراف بأن الجيش السوري كان يدافع عن أرضه ضدّ تدخلات الكيان الاستفزازية والتي كانت مرتفعات الجولان المُحتلة مسرحاً لها، ويمكن رؤية الرغبة “الإسرائيلية” هذه من خلال عدّة أوجه ومنها:

أولًا: تعرّض الکیان الصهيوني لهزيمتين متتاليتين في الحرب مع مجموعات المقاومة وذلك خلال عامي 2000 و2006 على يد حزب الله اللبناني، وبالإضافة لذلك فإنّ قوات الكيان لم تستطع تحقيق أيٍّ من أهدافها في قطاع غزة خلال حرب 22 يوماً في العام 2008، ولا خلال حرب الـ 51 يوماً في العام 2014، وخلال كل تلك الهجمات واجه الکیان الصهيوني مجموعات مقاومة فقط، وعلى هذا الأساس ما هو المصير الذي ينتظر هذا الکیان إذا كانت حربه مع دولة بكل عدّتها وعديدها؟.

ثانياً: لم يشترك الکیان الصهيوني بعد احتلال عدد كبير من الأراضي العربية بما فيها مرتفعات الجولان في العام 1967 بشكل مباشر في حرب مع دولة عربية أخرى، ومنذ ذلك الحين يحاول الكيان إخفاء أنشطته النووية بالإضافة للدعم الأمريكي الكبير والمهول لتلك الأنشطة، ناهيك عن “تحقير” الدول العربية من خلال إملاء الأوامر عليها وإثبات أنها غير نافعة، والآن إذا اعترف الكيان بأن الجيش السوري هو من هاجم مواقعه، فإنّ جدار الخوف من الکیان الصهيوني سوف يتحطم.

ثالثًاً: الجيش السوري وبعد سبع سنوات من العمل ضد مئات الجماعات الإرهابية الخطيرة مثل “داعش والنصرة” والتي تدعمها عشرات الدول بما في ذلك أمريكا والسعودية والإمارات فضلاً عن الکیان الصهيوني؛ اكتسب ذلك الجيش ثقة كبيرة بنفسه وقدرته، والآن وجدت الحكومة السورية ومن خلال الثقة بالنفس والشجاعة التي أثبتها جيشها الفرصة ملائمة لهزيمة الكيان الصهيوني وتحرير الأراضي العربية التي يُسيطر عليها ذلك الكيان من خلال دعمه للمجموعات الإرهابية، والتي يصعب محاربتها وهذا ما لا يرغب به الكيان الصهيوني.

رابعاً: ليس لدى الکیان الصهيوني أيّ عمقٍ استراتيجي، ويأتي قرار القيادة في دمشق لتحرير الجولان كبداية ومقدمة لمحاربة الكيان الصهيوني، وتل أبيب لا ترغب بأنّ تُظهر هذا الخوف والقلق لعدم إضعاف جيشها وجبهتها الداخلية التي اهتزت بعد الحملة الصاروخية التي قامت بها دمشق على مرتفعات الجولان المحتلة.

خامساً: يحاول الكيان الصهيوني ويكافح من أجل إعداد تقارير مُزيّفة فيما يخصُّ الهجمات الصاروخية السورية على مرتفعات الجولان المحتلة، كما يُحوّل هذا الكيان الدول العربية من الحرب على “إسرائيل”، إلى الحرب على إيران، معتمداً في ذلك على ما بات يُعرف بـ “إيران فوبيا”، ناهيك عن العديد من الخطوات السعودية التي تهدف إلى التقارب مع الكيان الصهيوني.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق