ابوظبي ودبي .. علاقة تعصفها الخلافات والتنافس
ابوظبي ودبي الامارتان الاقوى في الامارات العربية المتحدة السبع، ولطالما اتسمت علاقاتهما بالتنافس، بالرغم من انهما الداعمان الاساسيان لفكرة الاتحاد مع الشارقة وعجمان ورأس الخيمة وأم القوين والفجيرة، ولكن هذا لم يمنع بروز الخلافات بين الجانبين.
فدبي تعمد لتحييد الدولة عن التدخل بالتجارة والسياسات الاقتصادية، عكس ابوظبي التي تميل لهذا التدخل لطبيعتها في التكسب عبر الامتيازات والاعتماد على عوائد الطاقة فضلا عن السيطرة على الاتحاد عبر توزيع المعونات المالية واخضاع الامارات الاخرى، الامر الذي دفع تلك الامارات لرفض قوانين الاتحاد عام 1996، ورفض دبي دمج قواتها العسكرية في القوات المسلحة الاتحادية.
فبالرغم أن دبي تفتقر لقدرة التنافس مع ابوظبي، الا أن مشاريعها وافكارها الناجعة في تحويل الامارة الى منطقة تجارية حرة واستقطاب رؤوس اموال الشرق الاوسط الهاربة من جحيم الحرب الاهلية اللبنانية وغزو العراق للكويت، أدى لترجيح كفة دبي في التنافس مع ابوظبي، الى أن طفت أزمة 2008 الاقتصادية العالمية، التي تركت أثرها على اقتصاد دبي، ما استدعى تدخل ابوظبي وتقديم حزمة معونات مالية لانقاذها.
بالسنوات الاخيرة ومع مرض حاكم ابوظبي والامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، تولى شقيقه محمد بن زايد زمام الامور الذي رغم محاولته، لم ينجح بتورية الخلافات وحسده لحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم التي بدت تطفو على السطح في الاعوام الفائتة.
الجانب الاكبر من الخلافات جوهري الطابع، حيث إن دبي ومنذ زمن بعيد وعلى اساس رؤية تجارية، تعمد للحفاظ على علاقاتها مع دول الجوار والامتناع على المغامرات الامنية والسياسية، من منطلق سياسة ممنهجة، ولاجتذاب رؤوس الاموال، في الوقت الذي ترغب ابوظبي المعتمدة على الامتيازات الريعية، بالاستعراض والتمظهر في السياسات الخارجية والداخلية، إذ أن هذه الفوارق في السياسات العامة، أدت لايجاد أرضية للخلافات في الفضاء السياسي لدولة الامارات العربية المتحدة.
وجدت ابوظبي موطئ نفوذ في امارة دبي التي واجهت آثار الازمة الاقتصادية العالمية 2008، وذلك عبر تقديم المعونات المالية للثانية، وعمليا فقدت دبي القدرة السياسية رغم توفقها الاقتصادي، وبات محمد بن راشد موضع انتقادات من أسرة آل مكتوم لعدم حفاظه على استقلالية الامارة.
فرغم من أن محمد بن راشد ولمواجهة طموح محمد بن زايد الرامية لتوسيع نفوذه في دبي، اقدم على اجراءات كـ إقالة ضاحي خلفان رئيس شرطة دبي والذي هو من رجالات بن زايد في الهيكلية الامنية في الامارة، وذلك لاستشعار بن راشد الخطر منه، مع ذلك فيوجد اشخاص لايزالون في دائرة بن راشد مثل انور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية والذي عمليا يطبق توصيات محمد بن زايد واخيه عبدالله.
أنور قرقاش من الدبلوماسين الاماراتيين ويعمل بصفة مستشار في الشؤون الخارجية، ويؤتمر من قبل بن زايد، وعبر تغريداته على “تويتر”، يرسم السياسة الاعلامية لحلفاء الامارات ووسائل الاعلام العربية الموالية، في الوقت الذي هذا المنصب من حصة امارة دبي في توزيع المناصب السياسية والتنفيذية في الامارات، غير انه يدار من قبل محمد بن زايد.
بقلم: كاظم صادقي
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق