تقارير: مؤامرة خليجية وراء تظاهرات الأردن لقبول صفقة القرن مع إسرائيل
وكالات – الرأي –
أعاد ملك الأردن عبد الله الثاني التأكيد على “كلمة السر” في الأزمة التي تمرّ بها بلاده التي تعيش على وقع احتجاجات مستمرة منذ الأربعاء الماضي في ثاني حديث له خلال أقل من 48 ساعة.
وجدد عبد الله الثاني خلال لقائه أمس الاثنين برؤساء تحرير وكتاب صحفيين، التأكيد على دور “الظرف الإقليمي” في الأزمة التي تعيشها بلاده، الأمر الذي تحدث به أيضا خلال ترؤسه اجتماع “مجلس السياسات الوطني” أول أمس الأحد، كما ردده في تصريحات واجتماعات سبقت الأزمة الحالية.
وتحدث الملك الأردني بشكل بدا لافتا عن خيارات صعبة تواجه بلاده، وقال إن “الأردن واجه ظرفا اقتصاديا وإقليميا غير متوقع، ولا توجد أي خطة قادرة على التعامل بفعالية وسرعة مع هذا التحدي”.
والأخطر في حديث الملك قوله “الأردن اليوم يقف أمام مفترق طرق، إما الخروج من الأزمة وتوفير حياة كريمة لشعبنا، أو الدخول -لا سمح الله- بالمجهول، لكن يجب أن نعرف إلى أين نحن ذاهبون”.
وفي تفسيرات ما سبق، استعاد الملك سلسلة من التحديات الإقليمية التي أثرت مباشرة على اقتصاد بلاده، وعلى رأسها “انخفاض المساعدات الدولية للأردن رغم تحمله عبء استضافة اللاجئين السوريين”.
وبحسب أكثر من مصدر تحدث {للجزيرة نت}، فإن ما بين السطور في حديث العاهل الأردني أمس وفي لقاءاته المختلفة، هو إشارته بوضوح لضغوط يتعرض لها تتعلق أساسا بموقفه من القدس والقضية الفلسطينية ورفضه الانخراط في “صفقة القرن”.
وأعادت المصادر الحديث عن ضغوط سعودية إماراتية تتعرض لها المملكة في ملفات صفقة القرن، ومحاولة دفع الأردن للانخراط في محور الدولتين وتحالفاتهما وأزماتهما بل حروبهما في المنطقة.
كما كشف مصدر مطلع عن تأثر علاقة الملك بواشنطن بتحريض من أطراف عربية ترغب في إبعاده عن التأثير في ملفات المنطقة، لصالح المحور الذي بات يتشكل من واشنطن وتل أبيب والدولتين الخليجيتين اللتين لم يعد سرا سعيهما لبناء تحالف يحول الأولوية في الصراع في المنطقة من إسرائيل إلى إيران.
وعزز هذا التأكيد ما قاله رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، بأن “دولا قريبة” قد تقف وراء الاحتجاجات العارمة في الأردن للضغط عليها من أجل قبولها بـ”صفقة القرن”.
وقال بن جاسم، في تغريدتين نشرهما أمس الاثنين على حسابه الرسمي في موقع “تويتر”: “ما يجري في الأردن أرجو أن لا يكون مخططا من دول قريبة وذلك للضغط على هذا البلد الآمن للقبول بصفقة القرن”.
وتابع: “أتمنى من الشعب الأردني الشقيق أن ينظر للخراب من حوله وأن يثق بالملك وأن يعاتبه ككبير العائلة الأردنية ولكن يجب الحفاظ على هذا الكيان في هذا البحر المتلاطم”.
وذكرت وسائل إعلام عربية وغربية سابقا أن “صفقة القرن” هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية، تمهيداً لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و”إسرائيل”، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن وتل أبيب.
ويمر الأردن خلال الأيام الـ5 الماضية، باحتجاجات حاشدة عارمة اندلعت على خلفية تبني حكومة البلاد، في 21 مايو ايار الماضي، مشروع قانون معدل لضريبة الدخل، وأحالته إلى البرلمان لإقراره.
وقدم رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي أمس الأثنين إستقالته الى الملك الذي كلف وزير التربية والتعليم في الحكومة المستقيلة عمر الرزاز بتشكيل الوزارة لكن لم يصدر حتى صباح اليوم الثلاثاء قرار بتكليفه رسميا، إلا أن الشارع استقبل هذا التكليف بتفاؤل، وبدا أن يحظى بشعبية جيدة في أوساط قطاعات من الأردنيين تعرفت عليه خلال عمله وزيرا للتربية والتعليم في حكومة الملقي، وقبلها إدارته مؤسسة الضمان الاجتماعي.
وبالرغم من توزيعهم الحلوى فرحا بإقالة حكومة الملقي، فإن المحتجين عادوا لاحتجاجاتهم التي استمرت حتى ساعات فجر اليوم الثلاثاء، حيث تجمع الآلاف في محيط منطقة الدوار الرابع، وخرجت مسيرة من حي الطفايلة وسط العاصمة، كما تجددت التظاهرات في معظم المحافظات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب.
من جانبه أكد رئيس مجلس النقابات المهنية نقيب الأطباء علي العبوس مضي النقابات بالدعوة للإضراب غدا الأربعاء، مشيرا إلى أن مشكلة النقابات ليست مع اسم رئيس الحكومة وإنما مع سياساتها، حيث تشترط النقابات سحب قانون ضريبة الدخل من مجلس النواب لوقف احتجاجاتها.
وبالرغم من تأكيد الملك عبد الله الثاني أمس الحاجة لحوار جاد بشأن قانون ضريبة الدخل، فإنه أشار إلى صعوبة التخلي عن برنامج التصحيح الاقتصادي مع صندوق النقد الدولي.