تقرير بريطاني يتحدث عن ازمة المياه وتهديدها للمحاصيل الاستراتيجية في العراق
سياسة – الرأي –
تناول تقرير بريطاني، ازمة المياه التي يشهدها العراق ومدى تأثيرها على زراعة المحاصيل المقررة ضمن الخطة الصيفية، بعد ان قرار تقليل مساحة الخطة الزراعة المتفق عليها.
وذكر تقرير نشرته شبكة “بي بي سي” البريطانية، إن أزمة الجفاف وقلة المياه تمثل تهديدا كبيرا لقطاع الزراعة، أبرزها حظر زراعة محاصيل استراتيجية ذات ربحية عالية أو هامة للاستهلاك المحلي مثل الأرز كون زراعتها تستهلك كميات كبيرة من المياه.
وأضاف، أن وزارة الموارد المائية ناشدت مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، لاستثناء الأرز والذرة الصفراء من خطة زراعة المحاصيل الصيفية هذا الموسم لكونهما من المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه، وذلك لإعطاء الأولوية إلى توفير مياه الشرب للمواطنين.
وأوضح التقرير، ان الشح المائي الذي يعانيه العراق يعود لعوامل عدة، أبرزها أن العراق دولة المصب لنهر دجلة، فيعتمد في غالبية موارده المائية على مياه الأنهار والروافد التي تنبع وتتدفق من خارج حدوده، كما ان أغلب المياه العراقية تخضع لسيطرة دول المنبع للنهرين، وفي مقدمتها تركيا التي أنشأت سدودا ومشاريع مائية عدة لتعزيز أمنها المائي، كما أن إيران أنشأت أيضا مشاريع تطوير مائية أدت إلى انخفاض مياه دجلة المتدفقة من نهري الوند المار عبر مدينة خانقين بمحافظة ديالى ونهر الزاب الصغير بمحافظة السليمانية في إقليم كوردستان.
وأشار إلى ان أزمة المياه في العراق تفاقمت في الفترة الأخيرة عقب بدء تركيا في ملء سد “اليسو” الضخم على نهر دجلة، وهو المشروع الذي اعتبرته أنقرة على صلة باعتبارات الأمن القومي، لكن أنقرة أوقفت أوائل الشهر الجاري ملء خزان السد بصفة مؤقتة بعد شكاوى من الحكومة العراقية تتضمن أن السد يضر بحصتها من مياه نهر دجلة ويفاقم أزمة الشح المائي، ويتوقع أن يمد منطقة كبيرة جنوب شرق البلاد بالكهرباء.
وتابع التقرير ان “التغير المناخي، الذي يتضمن ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية، يسهم في زيادة حدة الشح المائي في العراق”، حيث تداول ناشطون صورا على وسائل التواصل الاجتماعي مطلع الشهر الجاري، لأشخاص يعبرون النهر في بغداد سيرا على الأقدام بعد انخفاض منسوبه بسبب العوامل السابقة فضلا عن ظاهرة المد والجزر الطبيعية.
من جهته أكد الناطق الرسمي باسم وزارة الزراعة حميد النايف، أن الخطة الزراعية الصيفية لهذا العام تم اقرارها من قبل اللجنة الدائمة المشتركة بين الوزارتين {الزراعة والموارد المائية} وهي خالية تماما من المحاصيل الصيفية المعتمدة على الارواء {انهار ومشاريع ارواء} وهي “الشلب، الذرة الصفراء، الذرة البيضاء، السمسم، الدخن، زهرة الشمس، القطن، الماش”.
وأشار النايف إلى ان “الخطة الصيفية المقرة تقدر بمساحة 600 ألف دونم وهي مخصصة لزراعة الخضروات ومحاصيل اخرى، فضلا عن اعطاء حصة مائية لبساتين النخيل اما المحاصيل التي تعتمد على الابار في عملية الارواء فتم اقرارها وهي {الذرة الصفراء، الذرة البيضاء، القطن، السمسم، الدخن، زهرة الشمس، الماش} و لكن بمساحات محددة”.
وأوضح ان “الخطة المقرة تمثل 50% من الخطة التي اعدتها وزارة الزراعة لهذا العام”، داعيا الفلاحين والمزارعين الى الالتزام بالتعليمات الصادرة بهذا الشأن.
يذكر ان العراق يعاني أيضا من زيادة درجة ملوحة المياه، ما يجعلها غير صالحة للاستخدام البشري والزراعي، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الشح المائي في البلاد.انتهى