التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

حلف “ناتو عربي” لمواجهة إيران أم “حلب” الدول العربية من جديد؟! 

ادّعت الإدارة الأمريكية عقب إعلانها عن مشروع ما يسمى بـ “حلف ناتو عربي”، أن هذه الخطوة “تصبّ في سياق التصدي لإيران والحؤول دون توسع نفوذها في المنطقة”، لكن بمزيد من الدقة في هذا المشروع سيظهر أن الهدف الرئيسي منه يصبّ في سياق الابتزاز الأمريكي للدول الأعضاء في هذا الحلف.

وبحسب تصريحات صادرة عن مسؤولين عرب وأمريكيين “تعمل واشنطن على تأسيس حلف أمني – سياسي جديد مع الدول العربية في منطقة الخليج الفارسي إلى جانب مصر والأردن للحدّ من توسع النفوذ الإيراني في المنطقة”.

وفي سياق متصل، أعلن البيت الأبيض رغبته في تعزيز التعاون بما يشمل مجالات الدفاع الصاروخي والتدريبات العسكرية ومكافحة الإرهاب، وغيرها من القضايا كدعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية مع هذه الدول العربية.

وذكرت “رويترز” أمس السبت أن “الإدارة الأمريكية تسعى لإحياء فكرة تشكيل “ناتو عربي” بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة”.

كما تأمل حكومة ترامب بأن تتم مناقشة التحالف المزعوم والذي أطلق عليه مؤقتاً اسم “تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي” خلال قمة مرتقبة بواشنطن يومي 12 و13 أكتوبر / تشرين الأول، حيث أكد البيت الأبيض أنه يعمل منذ عدة أشهر على تأسيس مشروع هذا “التحالف” بوصفه النسخة العربية لـ “حلف الشمال الاطلسي” (الناتو).

وبغض النظر عن الأهداف المعلنة على لسان مسؤولي البيت الأبيض حول مخطط الـ “إيران فوبيا”، يبدو أن من أهم أهداف إدارة ترامب من مشروع “الناتو العربي” هو حلب الدول العربية المتشاطئة مع الخليج الفارسي.

وسبق لأمريكا خلال العقود الماضية وخاصة منذ تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة في هذا البلد، أن قامت بحلب وابتزاز الدول العربية مراراً وتكراراً، ووقّعت معها صفقات مليارية لبيع السلاح والمعدات العسكرية، وذلك في إطار مشروع “إيران فوبيا”.

وقد تمثلت أحدث هذه الصفقات في الاتفاقية الموقعة بقيمة 460 مليار دولار بين “التاجر ترامب” والسعودية، حيث خصصت 110 مليارات دولار من هذا المبلغ لشراء السلاح ليكون ذلك أكبر مبلغ من نوعه طوال التاريخ.

وتجدر الإشارة هنا إلى تصريحات ترامب في شهر مارس الماضي، خلال استقباله ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” في البيت الأبيض، حيث قال: إن “السعودية دولة ثرية، وعليه ينبغي أن نكون متفائلين بشأن عقد صفقات السلاح والمعدات العسكرية معها”.

وعلى صعيد آخر، كان ترامب قد أعلن خلال ابريل الماضي أن “بعض الدول في منطقة الشرق الأوسط لن تصمد أسبوعاً دون حماية أمريكا”، مضيفاً إن بلاده أنفقت على مرّ الأشهر الـ 18 الماضية ما قيمته 7 ترليونات دولار في المنطقة، بما يستدعي من الدول الثرية أن تعوّض عن هذه النفقات.

من جانبها، وقّعت قطر على خلفية “أزمة مجلس التعاون” المفتعلة والمدبرة سابقاً من قبل أمريكا، على اتفاقية بقيمة 12 مليار دولار مع أمريكا، ليضاف هذا المبلغ إلى المبالغ الطائلة التي تقدّمها الإمارات وسائر الدول الأعضاء في “مجلس التعاون” إلى إدارة ترامب مقابل حمايتها أمام “تهديدات إيران فوبيا” المفبركة.

يذكر أن القرار الأمريكي بشأن تأسيس “حلف الناتو العربي” جاء على خلفية فشل حكومة ترامب في مخطط عزل إيران وأيضاً الانسحاب من الاتفاق النووي الموقّع من جانب 6 قوى عالمية، وعليه فإن تهديدات ترامب في “تصفير” حجم صادرات النفط الإيراني والرّد الإيراني الحاسم على هذه التهديدات، خير دليل على فشل المشروع الأمريكي الرامي إلى عزل إيران دولياً واقليمياً.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق