متى وكيف تتكون “الثقة بالنفس” ؟
منوعات – الرأي –
احدى أهم وأكثر النصائح تأثيرا تتمثل بان لايحتضن الآباء والامهات الشباب اطفالهم بشكل زائد لانه سيكون “محتضنا” فيما ستتعزز “الثقة بالنفس” لدى الطفل في العام الاول من عمره بفضل الاحتضان المتكرر.
خذ بنظر الاعتبار رجلا يبلغ من العمر 80 عاما لايتصف بالثقة بالنفس بما يكفي كما ان علاقاته الاجتماعية ليست قوية ويحمل نظرة متشائمة ازاء الحياة.
وهذا الرجل الطاعن في السن لم تحدث عنده هذه الحالة بعد بلوغه سن الشيخوخة حيث يتذكر ان صفة الثقة لديه لم تكن قوية كالثقة بالبيئة والثقة بالاشخاص وكذلك الثقة بنفسه.
وسيدخل هذا الرجل العام الـ 81 من عمره في الشهر المقبل الا انه من المحتمل لن يدرك ان اساس ازمة الثقة لديه تعود الى 80 عاما مضت حين كان يبلغ من العمر أقل من عام واحد.
***
ولدى اريك اريكسون عالم النفس الالماني الشهير نظرية باسم “المراحل الثمانية للنمو الاجتماعي” وتنقسم حياة الانسان، وفق هذه النظرية، الى 8 اقسام:
1- من الولادة إلى عام واحد
2- من السنة الثانية الى الثالثة من العمر
3 – من 3 إلى 6 سنوات من العمر
4 – من السادسة إلى الثاني عشر من العمر
5 – من الثاني عشر إلى العام العشرين من العمر
6 – من عمر الـ 20 إلى 30 عاما
7- من العام الـ 40 إلى 65 من العمر
8 – من سن الخامسة والستين الى النهاية
في كل مرحلة من هذه المراحل، هناك أشياء معينة تشكل شخصية الفرد. على سبيل المثال ، في الأشهر الاثني عشر الأولى من الحياة ، يتم تحديد مسألة “الثقة أو عدم الثقة” في الشخص من خلال المهمة. إذا كانت الظروف المعيشية للطفل مناسبة في السنة الأولى من حياته ، فسوف يعتبر، حتى نهاية حياته ، العالم مكانًا مناسبًا للعيش والنجاح ، ويمكنه أن يقيم علاقات مبنية على الثقة واليقظة مع الناس ، وفي نهاية المطاف ستكون هذه الثقة بالنفس بمثابة البنية التحتية لتطوره الشخصي طوال حياته.
لذلك يطلق اريكسون على السنة الاولى من العمر مرحلة “الثقة في مقابل عدم الثقة”.
ينتقل الطفل ، من البيئة الآمنة والسليمة في رحم أمه ، الى عالم البشر الملئ بالضجيج. لذلك ، فانه يقيم، في السنة الأولى من حياته، البيئة الجديدة ، هل يستطيع العيش بشكل جيد في هذه البيئة؟ (مثلما يدخل شخص ما مدينة جديدة، ففي الأيام الأولى من العمل ، يقيم المدينة وسكانها).
أي شيء يهدد سلامة وأمن الطفل في عامه الأول تعد خطرا لحياته وضربة لبرمجية الثقة لديه. اي صرخة عليه ، وضجة من قبل أمه وأبيه أمامه ، وشعوره بالجوع والعطش، ودرجة الحرارة غير الملائمة في الغرفة التي يعيش فيها الطفل ، والآلام التي يعاني منها الطفل (لأي سبب ، مثل المرض والحروق ، الكسور ، حرق القدمين) ، تجاهل الآخرين له، وهكذا ، كل ذلك معا يقوض عنصر الثقة في الطفل.
لذلك ينصح ، لاسيما في السنة الأولى من العمر ، بالعناية الفائقة للطفل لضمان سلامة وراحة بيئته بحيث لايعاني من أي ألم أو إجهاد. كما يتمنى أن لا يتم حقن اللقاح حتى لا يعاني الطفل من الالم ، ولكن بما أن مسألة صحة الطفل تعتبر من الامور الجدية ، فإنه يؤخذ حقن اللقاح كإستثناء في إلحاق الألم بالطفل.
وفي السنة الأولى من العمر ، كلما احتضن الطفل أكثر من قبل والديه ، سيتم تعزيز ثقته بنفسه بشكل أكبر. وسيكسب الطفل مزيدًا من الهدوء والثقة في تقييم البيئة الجديدة لحياته ، كلما شعر بأنه أقرب إلى المحيطين وحاز على دعمهم وتأييدهم. حتى أن الخبراء ينصحون الآباء بإزالة أكبر قدر ممكن من الملابس بين أنفسهم وبين الطفل وجعل بشرتهم ملامسا لبشرة الوليد الجديد.
لذلك اعتن بالطفل دون السنة الاولى لدرجة فائقة واحتضنه باستمرار، وتحدث معه ، وابتسم له ، واهتم بصحته ، واحتياجاته الغذائية ، ولا تدع الحفاضات تؤذيه ويعاني من التهاب الجلد لا تدخل في شجار بالقرب منه ، لاتصرخ بوجه ، ألعب معه ، و ….
إن الثقة أو عدم الثقة في الانسان يتم تحديدها في الأشهر الـ 12 الأولى من الحياة ، والقريبون من الأطفال يلعبون دورًا رئيسيًا في تكوين أو تدمير ثقته بنفسه.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق