الغموض يلفّ مصير خاشقجي.. وبوادر أزمة دبلوماسيّة بين الرياض وأنقرة
تتوالى التبعات المتعلّقة باعتقال الكاتب والإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، الذي اختفى أمس الثلاثاء بعد مراجعته للقنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا، وسط حديث عن بوادر أزمة دبلوماسية كبيرة مع تركيا إذا تبين أنه مخطوف بسبب مخالفة الرياض للأعراف الدبلوماسية.
ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على اختفاء خاشقجي، إلا أن السلطات التركية أو السعودية لم تصدر أي بيان رسمي بشأن مصيره، ولا سيما أن للأمر علاقة بسيادة الدولة التركية إن صح نبأ “اختطاف” الإعلامي السعودي من داخل الأراضي التركية.
وبعد ساعات من اختفاء خاشقجي، نشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية خبراً عن قيام الإنتربول السعودي باسترداد مطلوب بقضايا احتيالية في شيكات دون رصيد.
وفي رد أمريكي على عملية اختفاء الصحفي السعودي المقيم في أمريكا، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها تقوم بالتحقيق في اختفاء الصحفي، وقال مسؤول في الوزارة “اطلعنا على هذه التقارير ونسعى للحصول على مزيد من المعلومات حالياً”.
تفاصيل اختفاء خاشقجي
من جانبها، كشفت خطيبة خاشقجي عن اختفاء الأخير منذ ظهر الثلاثاء، بعد مراجعته للقنصلية السعودية في إسطنبول بتركيا.
وقالت السيدة خديجة أزرو: إن خاشقجي دخل إلى مبنى القنصلية في الساعة الواحدة ظهراً للحصول على أوراق رسمية خاصة به، ولم يخرج من مبنى السفارة إلى الآن حيث إنها كانت برفقته عند دخوله.
بدورها كتبت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً عن سر اختفاء خاشقجي بعد دخوله السفارة السعودية في تركيا.
وقالت الصحيفة إن: “أصدقاء وأقارب جمال خاشقجي، قالوا إنهم قلقون على سلامته بعد أن فقد الاتصال به خلال زيارته للقنصلية السعودية في اسطنبول يوم الثلاثاء”.
وتابعت الصحيفة: إنه بحلول العاشرة مساء بتوقيت اسطنبول ظل الغموض يرافق اختفاء خاشقجي، ولم تسمع خطيبته عنه أي خبر، وكذا أصدقاؤه الذين تجمّعوا خارج مبنى القنصلية، ولم تجب وزارتا الخارجية السعودية أو التركية على رسائل تطلب توضيحات عن مكان وجوده.
وجاء في مقال الصحيفة التي يعمل لديها خاشقجي: “لا نعرف ما إذا كان محتجزاً أو يتعرض للاستجواب أو متى قد يُخلى سبيله”.
وأضافت: “رافقته خطيبته إلى القنصلية حيث ذهبا لاستكمال الأوراق الرسمية الروتينية، ولكن لم يُسمَح لها بالدخول مع جمال. وبحسب ما ورد، فقد مُنِعَ من اصطحاب هاتفه المحمول إلى الداخل وأُجبِر على تركه، وهذا أمر شائع في العديد من المكاتب البيروقراطية في الشرق الأوسط”.
الشرطة التركيّة تحقّق وسياج حول قنصلية الرياض باسطنبول
الشرطة التركية سارعت إلى فتح تحقيق في قضية اختفاء خاشقجي، وقالت مصادر إعلامية إن عناصر من الشرطة التركية دخلوا مبنى القنصلية في إسطنبول للبحث عن خاشقجي ولم يجدوا شيئاً، كما أشارت إلى أن الشرطة التركية تحققت من كاميرات المراقبة التي أظهرت أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، الأمر الذي يرجح تعرضه لعملية اختطاف، وقد نشرت الشرطة التركية حواجز حديدية على جميع مداخل القنصلية السعودية في اسطنبول.
من جهته، قال المغرد “مجتهد”، إنه مرّت ساعات على اختفاء جمال خاشقجي بعد دخوله السفارة السعودية في تركيا لإنهاء بعض المعاملات، وأضاف: إنّ الحكومة التركية أحيطت بالموضوع، وإذا تبين أنه مخطوف (وهو المرجح) فمن المفترض أن يسبب ذلك أزمة دبلوماسية كبيرة مع تركيا.
غموض حول وصول خاشقجي للسعودية
وسط الحديث عن وصول خاشقجي إلى السعوديّة وتكتّم الأخيرة على هذا الأمر، نفت مصادر تركية، نبأ وصول الكاتب السعودي إلى الرياض، بعد اختطافه من داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.
وذكرت المصادر أن السلطات التركية تقوم بإجراءات حثيثة من أجل إنهاء أزمة اختفاء خاشقجي.
وكان موقع “الجزيرة نت” القطري نقل عن مراسله في إسطنبول، قوله إن قوات الأمن التركية دخلت إلى مقر القنصلية السعودية في إسطنبول لتفتيشه إثر أنباء عن اختفاء الإعلامي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية.
وقال الموقع: إن “عناصر من الشرطة التركية دخلت مبنى القنصلية في منطقة باشيكطاش بإسطنبول للبحث عن خاشقجي ولم يجدوا شيئاً”، مضيفاً: إن “الشرطة التركية تحققت من كاميرات المراقبة التي أظهرت أن خاشقجي غادر مبنى القنصلية بعد 20 دقيقة من دخولها، الأمر الذي يرجّح تعرّضه لعملية اختطاف”، وفق تعبيره.
في المقابل، تحدّثت أنباء عن وصول خاشقجي إلى السعودية، وهي أنباء أكد عليها حساب “سجناء الرأي”، بينما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن الإنتربول السعودي إعلانه “استرداد مطلوب بقضايا احتيالية بشيكات دون رصيد”، ربط متابعو قصة خاشقجي بين اختفائه من تركيا وإعلان الإنتربول.
يذكر أن خاشقجي قد غادر السعودية قبل نحو عام إلى أمريكا، بعد حملة اعتقالات طالت كتاباً ومفكرين سعوديين، من بينهم الداعية سلمان العودة والدكتور علي العمري.
وفي سبتمبر 2017، باشر خاشقجي بانتقاد سياسة حكومة بلاده، حين نشر في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية مقالاً تحدث فيه عن الخوف والتخويف وحملة الاعتقالات التي بدأت تشهدها السعودية منذ نحو عام، واصفاً إياها بـ”الدرامية”، وأنها طالت الإصلاحيين والمحافظين على حد سواء.
جاء مقال خاشقجي قبل أسابيع من إيقافه عن الكتابة في صحيفة “الحياة” السعودية التي تصدر في لندن، بقرار من الأمير السعودي خالد بن سلطان، مالك الصحيفة.
المصدر / الوقت