من مسيرات العودة إلى معركة “الأمعاء الخاوية”.. ثبات وصمود
تستمر معارك المقاومة التي تحمل عنوان الثبات والصمود على خريطة فلسطين المحتلّة، وفي حين واصلت مسيرة العودة وكسر الحصار فعالياتها للجمعة الـ28 على التوالي تحت عنوان “الثبات والصمود”، يواصل الأسير خضر عدنان مفجّر معركة الأمعاء الخاوية مقاومته الكيان الإسرائيلي لليوم الـ”36” على التوالي.
وتواصلت فعاليات مسيرة العودة بعد أن توافد آلاف المواطنين إلى مخيمات العودة شرقي قطاع غزة للمشاركة في فعاليات الجمعة الـ28 من مسيرة العودة وكسر الحصار تحت عنوان “الثبات والصمود”، حيث شرع الفلسطينيون في التوافد إلى المخيمات المنتشرة شرق وشمال القطاع، لتأكيد استمرارية المسيرة وصمودهم رغم القمع الإسرائيلي.
وفي شمال القطاع، أصيب 10 مواطنين بالرصاص الحي والغاز وصفت جراح أحدهم بالخطيرة.
وجنوب القطاع، أشعل الشبان الإطارات المطاطية لحجب رؤية القناصة الإسرائيليين، فيما أصيب 5 منهم بجراح متفاوتة.
استشهاد طفل وشابين فلسطينيين
مسيرات جمعة “الثبات والصمود” أدت إلى استشهاد طفل وشابين فلسطينيين، عصر الجمعة، وأصيب عشرات المواطنين بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع بعد إطلاق قوات الاحتلال النار على المشاركين في جمعة “الثبات والصمود”.
وأعلنت وزارة الصحة ارتقاء طفل وشاببين في العشرين من عمرهما، فيما أصيب أكثر من 350 آخرين بجراح متفاوتة على الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة د. أشرف القدرة: إنه جرى التعرف على هوية الشهيد الطفل وهو فارس حافظ السرساوي “12عاماً” والشهيد محمود أكرم محمد أبو سمعان “24عاماً” اللذين أصيبا شرق غزة، والشاب حسين فتحي الرقب (28 عاماً) متأثراً بإصابته برصاص الاحتلال شرق خانيونس جنوب القطاع.
وشهدت الجُمع الأخيرة، مشاركة جماهيرية واسعة وفاعلة، ولا سيما الجمعة الماضية (الـ 27)، والتي شهدت حشداً وزخْماً شعبياً كبيرين، واستشهد خلالها سبعة فلسطينيين، وأصيب أكثر من 500 برصاص قوات الاحتلال واعتداءاتها، وأطلق عليها اسم جمعة “انتفاضة الأقصى”، واستشهد منذ انطلاق هذه المسيرات 205 فلسطينيين في اعتداءات الاحتلال، منهم 10 شهداء جثامينهم محتجزة ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 22 ألفاً آخرين، منهم 400 في حالة الخطر الشديد.
“الأمعاء الخاوية” تدخل يومها الـ”36″.. تضامن ضعيف
يواصل الأسير خضر عدنان معركته مع السجّان الصهيوني للمرّة الثالثة على التوالي حيث دخل إضرابه عن الطعام اليوم ـ”36″.
ووسط غيابٍ إعلامي وتضامنٍ باهت لا يكاد يذكر، يواصل الأسير خضر عدنان خوض معركة الأمعاء الخاوية منفرداً للمرة الثالثة على التوالي، مطالباً بحقه المشروع في الحرية ورافضاً للاعتقال التعسفي.
زوجة الأسير، رندة خضر، أعربت عن قلقها حيال حالة التضامن “الخاملة”، موضحةً في تصريح للمركز الفلسطيني للإعلام: “التضامن ضعيف جداً، علماً أن المطلوب المشاركة الفعالة، وعدم الاقتصار على التضامن فقط، ومع ذلك فإن الجهات الفلسطينية تتعامل باستحياء، وبشكل خجول، وللأسف نخوض هذه المعركة وحيدين، وهناك من ينتظر للنهاية لمجرد تسجيل موقف، وهذا مختلف كثيراً عن المشاركة الأوّلية، ومتابعة النشاط الجماهيري من البداية حتى النهاية”.
وعن الإضراب المتواصل، توضّح: “الفكرة كانت حاضرة منذ اللحظات الأولى لاعتقاله، رفضاً له من أساسه”، مضيفة: إن مطالب زوجها عادية وعادلة جداً، فـ”الاعتقال ظالم، ولا بدّ من إيقافه والإفراج عنه”، مشيرة إلى أنها ستبقى تساند زوجها حتى يحقق مطالبه العادلة.
وتعبّر “رندة” عن عدم رضاها من التفاعل مع قضية زوجها على الأصعدة كافة، قائلة: “القليل من وسائل الإعلام تتابع حالة زوجي يوماً بيوم، لكنها دون المستوى المطلوب، لا إعلامياً ولا تضامناً ولا على المستوى السياسي”.
وتشير إلى أن الاحتلال قد يلجأ للمناورة والخداع، كما حصل في اعتقاله قبل الأخير، إذ جمع معلومات وكمّاً من الاعترافات عليه، وصلت إلى 21 اعترافاً حول نشاطه، وهذا كان بدافع جمع أدلة تدينه بقضية ما، وذلك تحاشياً لمواجهة أخرى جديدة مع الشيخ عدنان، وهو ما عدّته غرضاً للتعذيب والتنكيل به، لتبرير الحبس الإداري لاحقاً، كما جرى سابقاً.
النخالة: مبادرة مصالحة… فلتكن المستوطنات مكاناً لا يصلح للحياة
سياسياً، طرح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة في أول خطاب بعد انتخابه أميناً عاماً للجهاد الإسلامي مبادرة وصفها بـ”جسر العبور للمصالحة” الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس، وأكد النخالة، خلال كلمة له ضمن فعاليات جمعة الصمود والثبات، تمسّك حركته بمبادرة النقاط العشرة التي طرحها الأمين العام السابق الدكتور رمضان عبد الله عام 2016 للخروج من حالة الاسنداد في مسيرة الشعب الفلسطيني.
وأشار النخالة إلى أن ملف المصالحة العالق بين فتح وحماس له علاقة مباشرة بالحصار على قطاع غزة، قائلاً: “لقد آن للسلطة الفلسطينية أن تدرك أن المشروع الوطني الفلسطيني يتآكل لمصلحة المشروع الصهيوني، لذلك نقول للأخ أبو مازن لا يمكن أن تخاطب العدو التاريخي لشعبنا وأمتنا بالسلام ومبادرات السلام وتقديم التنازلات وتخاطبنا بلغة الحرب ولغة العقوبات وهناك متسع لنا ولك في هذا المكان على قاعدة وحدة الشعب الفلسطيني ووحدة قواه السياسية لمواجهة محاولات تصفيات القضية الفلسطينية والتي ابتدأت باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل”.
وأضاف: “نحن نرى أن الوقت قد حان لأن نجلس ونبني جسور الثقة ونتجاوز الحزبية القاتلة، ونبدأ مع شعبنا العظيم مسيرة الحرية من جديد لذلك ليس من حق أحد منفرد أن يتجاوز تضحيات شعبنا بعد أكثر من 70 عاماً على النكبة.
المصدر / الوقت