خبير سياسي أمريكي: على الرغم من إطلاق سراح القس “برانسون”.. إلا أنه لا يزال هناك خلافات بين أنقرة وواشنطن
قبل أكثر من عامين قامت السلطات التركية باعتقال القس الأمريكي “أندرو برانسون” ووجّهت له العديد من الاتهامات كان من أبرزها القيام بأعمال إرهابية داخل تركيا وخلال تلك الفترة طالبت أمريكا السلطات في أنقرة بإطلاق سراح مواطنها، إلا أن أنقرة لم تقبل الإفراج عن ذلك القس الأمريكي، بل إنها ضربت بجميع طلبات أمريكا عرض الحائط وبهذا تحوّلت قضية هذا القس الأمريكي إلى أحد أهم التحديات التي عصفت بالعلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وأنقرة خلال الفترة السابقة وبعد أن قضى القس الأمريكي عامين في السجن أعلنت السلطات التركية الأسبوع الماضي بأنها أفرجت عنه وأنه ذهب إلى أمريكا يوم الجمعة الماضي وعلى الرغم من أن بعض المصادر الإخبارية أكدت تحسّن العلاقات التركية الأمريكية عقب إطلاق سراح القس الأمريكي إلا أن بعض المحللين السياسيين أعربوا بأن العلاقات الطيبة بين أنقرة وطهران، وقيام أنقرة بوضع اللمسات الأخيرة على شراء نظام الصواريخ “أس-400” والأزمة في سوريا، تعتبر من أهم الأحداث التي تعوق عملية تحسّن العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وأمريكا.
وحول هذا السياق أعرب الموقع التحليلي “أحوال تركية” مساء السبت في تقرير قام بكتابته “أرون شتاين”، الخبير والمحلل السياسي في شؤون غرب آسيا “شؤون إيران وتركيا” في المجلس الأطلسي للبحوث، حيث قال: لقد أفرجت المحكمة العليا التركية عن القس الأمريكي “برانسون” يوم الجمعة الماضي بعد اعتقاله قبل عامين وإيداعه في السجن بتهمة الإرهاب، وجاء هذا الإفراج بعد احتدام الخلافات الدبلوماسية بين عضوي حلف “الناتو” (أنقرة وواشنطن) في مختلف المجالات، بما في ذلك العلاقات الطيبة بين إيران وتركيا، والحرب الأهلية السورية، وقضية شراء أنقرة نظام الصواريخ الروسية “أس-400”.
وفي سياق متصل علق هذا الخبير السياسي على موضوع القس “برانسون” في مقاله، حيث كتب: لقد تعمدت السلطات التركية التعنت أمام إطلاق سراح هذا القس الأمريكي وقامت بإيقاف جميع الجهود الدبلوماسية التي كانت ترمي إلى إيجاد حلول لهذه القضية وهذا الأمر هو ما دفع البيت الأبيض إلى استخدام لغة التهديد للضغط على السلطات التركية وفيما يتعلق بانزعاج واشنطن من استمرار علاقات التعاون الطيبة بين إيران وأنقرة، كتب “شتاين”: في الوقت الذي قامت فيه أمريكا بفرض عقوبات ثانوية في شهر نوفمبر الماضي على طهران للحد من صادراتها من الطاقة، زادت التوترات بين أمريكا وتركيا جراء إصرار هذه الأخيرة على الحصول على الطاقة من إيران، في الواقع، لو سلّطنا الضوء أكثر على هذه الأزمة، فإننا سوف نكتشف بأن جذور هذه الأزمة ترجع إلى قضية “هاكان أتيلا” (المصرفي التركي الذي اتهمته السلطات الأمريكية بأنه قدم الكثير من المساعدات للحكومة الإيرانية لتجاوز العقوبات الاقتصادية والبنكية والذي قامت واشنطن بسجنه لمدة 14 شهراً في أحد السجون الأمريكية) وبعد ذلك قضية “هاك بنك” (الذي لعب دوراً في تجاوز إيران للعقوبات التي فرضتها أمريكا في عام 2012 والجهود التي بذلتها تركيا لإيقاف تلك العقوبات).
وفيما يخص القضية الأخرى التي أدت إلى نشوب النزاعات بين أنقرة وواشنطن، كتب هذا الخبير السياسي الأمريكي: إن مستقبل مدينة “منبج” السورية، التي تم الاتفاق على وضع خارطة طريق لها في بداية هذا العام، يظلّ مصدراً للتوتر المستمر بين أنقرة وواشنطن وذلك بسبب عدم وجود تنسيق بين الدوريات المشتركة التي تقوم بحماية الخطوط الأمامية للقوات العسكرية، ولهذا يجب على الجانبين تحديد وضع الدوريات ومسؤولياتها قبل معالجة قضية السيطرة وإدارة مدينة “منبج”.
وتابع هذا المحلل السياسي في المجلس الأطلسي للبحوث، وبعد ذلك تأتي قضية شراء السلطات التركية نظام الصواريخ الروسي “أس-400″، والتي تعارضها أمريكا بشدة ولفت إلى أن الاتفاق بين موسكو وأنقرة لنقل طائرات “اف -35” إلى تركيا قد يتسبب في قيام السلطات الأمريكية بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على الشركات التركية.
وفي سياق متصل أعرب “شتاين” أن إطلاق سراح القس “برانسون” قد ساعد إلى حد ما بحل العديد من المشكلات الداخلية لتركيا، حيث قال: “لقد ساعد إطلاق سراح القس “برانسون” على عدم زيادة الخلافات الجدية حول مختلف قضايا “السياسة الخارجية ” بين الجانبين وهنا تجدر الإشارة إلى أن تركيا كان لديها ما يكفي من الأسباب لإطلاق سراح القس “برانسون” وكانت التكهنات تشير إلى أنه كان من المحتمل أن تزيد تركيا من مشكلاتها الاقتصادية وتتسبب في خلق العديد من الأزمات الاقتصادية المستقبلية لها في حال لم تقم بإطلاق سراح هذا القس الأمريكي.
والآن ومع مناقشة القضية السورية وقضية شراء نظام الصواريخ “أس-400″، فإن إطلاق تركيا لسراح القس “برانسون” يمكن أن يساعدها إلى حد ما في كسب ود السلطات التنفيذية والتشريعية الأمريكية وفي نهاية هذا المقال، كتب هذا الخبير السياسي: “على الرغم من حصول كل هذه الأحداث، إلا أن المشكلات الحقيقية بين أنقرة وواشنطن لا تزال بحاجة إلى حلول جذرية لإعادة العلاقات الطيبة بينهما.
المصدر / الوقت