قضية خاشقجي توقظ قضية الحريري.. بعد الإهانة والاعتقال الحريري يساند سجّانه!
مرة أخرى تعود قضية اعتقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الأضواء بعد أن كشفت وكالة “رويترز” للأنباء عن مصدر عربي رفيع المستوى قالت إنه ذو علاقات مع العائلة المالكة في السعودية، أن مستشار ولي عهد السعودية، سعود القحطاني، الذي أُقيل، السبت الماضي، من منصبه في الديوان الملكي، هو من أدار عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
ووفقاً للمصدر، فإنه جرى اتصال عبر سكايب بين خاشقجي والقحطاني، حيث “أهان الأخير خاشقجي وسبَّه، قبل أن يرد عليه خاشقجي، ليطلب القحطاني بعد ذلك من رجاله قتله، قائلاً لهم: أحضروا لي رأس الكلب”.
وخلال الأيام الماضية، أكّد مسؤولون وحقوقيون أن العملية التي تمّت في القنصلية لا يمكن حدوثها دون علم ولي العهد، محمد بن سلمان، بحكم وجود المحيطين به في قلب العملية.
وبحسب المصدر العربي الذي لم تكشف الوكالة اسمه، فإنه ليس من الواضح إن كان القحطاني قد شاهد بقية تفاصيل عملية قتل خاشقجي داخل مبنى القنصلية، واصفاً تلك العملية بـ”الفاشلة وغير المتقنة”، إلا أن المصدر نفسه وآخر تركياً أكّدا وجود هذا التسجيل بحوزة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي رفض إعطاءه للأمريكيين.
وفي سياق المهام التي كانت تُوكل لسعود القحطاني، فقد كشفت وكالة “رويترز” عن مصادرها أن القحطاني أشرف على استجواب وإهانة رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، وأرغمه على الاستقالة عندما زار الأخير الرياض.
وأوضحت المصادر أن سعود القحطاني استقبل سعد الحريري في غرفة، وأمر فريقه بضربه، ووجَّه إليه شتائم، وأجبره على تقديم استقالته، وهو ما حدث فعلاً، حيث خرج الحريري للإعلام من الرياض معلناً استقالته.
وفي سياق متصل كتبت مجلة نيويوركر الأمريكية رواية مشابهة لرواية وكالة رويترز ونشرت المجلة الأمريكية موضوعاً مطوّلاً يتناول فيه سياسة وليّ العهد محمد بن سلمان وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر، وتطوّرات المنطقة، بعنوان “سعي الأمير السعودي لإعادة صنع الشرق الأوسط”، وأكد كاتب المقالة دكستر فلكنز نقلاً عن مصادره أن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري احتُجز مباشرةً عند وصوله إلى الرياض لـ11 ساعة، “وُضِعَ خلالها على كرسيّ وتعرّض للصفع مراراً من قبل السعوديين، وقد نقل هذه الواقعة ضابطان سابقان أمريكيان”.
وأشار فلكنز إلى أن “الحريري بدا مُتعباً في فيديو الاستقالة التي أعلنها من الرياض عبر قناة (العربية) السعودية الرسمية، ما يعزّز رواية تعرّضه للضرب والصفع”، ويشير فلكنز في المقال إن “الحريري عندما استُدعي الى الرياض للقاء ابن سلمان كان يتوقّع أن يُستقبل بحفاوة من الأسرة الحاكمة”.
وينقل فلكنز عن مساعد الحريري قوله إن “الأخير كان يعتقد بأن مشكلاته مع ابن سلمان ستحلّ خلال اللقاء”، ويسأل فلكنز في مقاله “هل يقود محمد بن سلمان من خلال عمله مع البيت الأبيض التطرّف أم يكتفي بالاستيلاء على السلطة بنفسه؟”.
القضية المتجددة أثارت جدلاً واسعاً بين المغردين اللبنانيين، وأبدى اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم استياءهم من الخبر الذي اعتبروه “إهانة للبنانيين جميعاً”، وأوضح مغردون أن ما يزيد من غضبهم، “الولاء المطلق من الحريري للسعودية”، قائلين إن أحد الأمثلة على ذلك، تأييد الحريري بشدة لبيان السعودية حول مقتل خاشقجي، برغم الإدانات الدولية الواسعة، والتشكيك في الرواية التي تبرئ ولي العهد محمد بن سلمان من دم خاشقجي.
وطالب مغردون لبنانيون من الحريري، تنخية مصالحه الشخصية جانباً، والأخذ بعين الاعتبار أنه شخصية عامة تمثل لبنان، وفي حال تعرضت للإساءة فإن لبنان كبلد بأكمله يتعرض للإساءة.
أما الحريري نفسه
دافع عن معتقليه والإجراءات التي اتخذوها بشأن قضية مقتل جمال الخاشقجي، واعتبر أنها “تصبّ بالإطار الذي يخدم مسار العدالة والكشف عن الحقيقة كاملة” متناسياً قتل خاشقجي بأبشع الصور والإنكار أولاً والاعتراف لاحقاً .
وقال الحريري في تعليق له على تطورات قضية مقتل خاشقجي، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي: “إن توجيهات الملك سلمان من شأنها أن تضع الأمور في نصابها الصحيح، وتساهم في رد الحملات المغرضة التي تتعرض لها السعودية، وهو الأمر الذي كان محل ترحيب الأشقاء العرب وإجماعهم على أن استقرار السعودية وسلامتها والتضامن معها، مسألة لا يصح أن تخضع للتردد تحت أي ظرف من الظروف”، على حد تعبيره.
ويرى محللون أن سباحة الحريري عكس التيار والدفاع عن السلطات التي احتجزته وأهانته يوماً ما، حيث كان محظوظاً لخروجه حيّاً من هناك، هي خطوة لحفظ ماء الوجه وإبعاد شبح الخطر والموت الذي كان يحوم فوق رأسه أثناء إرغامه على قراءة استقالته من الرياض.
المصدر / الوقت