صحيفة تركية: إذابة جثة خاشقجي ليست سهلة.. وهذا ما يترتب عليها
وكالات ـ الرأي ـ
قال الكاتب في صحيفة “خبر ترك” فاتح ألطايلي، إنه علم من مختصين في الطب العدلي أن إذابة جثة الصحفي السعودي جمال خاشقجي أمر ليس سهلًا، مؤكدا أن احتمال إذابة جثة خاشقجي بعد قتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول كان مثيرا جدا.
وأوضح الكاتب، في المقال الذي نشرته “ترك برس”، أنه لا يملك معلومات ووثائق سرية تؤكد أو تنفي احتمال إذابة جثة خاشقجي، مشيرا إلى عدة محاولات في تاريخ الجريمة فشلت في التخلص من الجثة بإذابتها، من بينها محاولة فاشلة لخبيرة في الكيمياء الحيوية.
وأضاف: “إذابة الجثث بالحمض ليست شيئا مجهولا أو غير مسبوق في تاريخ الجريمة”، مستطردا: “المثال الأول المعروف في العصور الحديثة حدث في شيكاغو عام 1897، عندما قام أدولف لانغرت، منتج مشتقات اللحوم من شيكاغو، بقتل زوجته، وأراد التخلص من جثتها بواسطة المواد الكيميائية. لكن ما استخدمه ليس حمضًا وإنما محلول قلوي هو هيدروكسيد البوتاسيوم. وضع الجثة في المحلول لكن الجذع لم يذب تمامًا”.
وذكر الكاتب واقعة أخرى حدثت في أربعينيات القرن الماضي، قائلا: “أذاب القاتل المتسلسل البريطاني جون جورج هاي جثث 6 ضحايا في الحمض. استخدم حوالي 200 لتر من حمض السلفريك لكل جثة.
تذوب الجثة داخل الأسيد في ظرف 4 أيام، لكن خلال هذه الفترة لم يكن هاي يستطيع البقاء في البيت بسبب انبعاث غازات سببت له حروقًا في جسمه من الدرجة الثالثة. ومع ذلك لم تذب الجثث تمامًا”.
وأردف: “عام 1980، أذابت أسرة غامبينو الشهيرة جثة رجل قتلته في 250 لترًا من الحمض. لم تذب الجثة بالكامل. وكانت هناك محاولة أخرى لإذابة الجثة بالحمض، قامت بها الخبيرة في الكيمياء الحيوية لاريسا شوستر، بعد أن قتلت زوجها. وضعت شوستر جثة زوجها في برميل مليء بالحمض، وأحكمت إغلاقه، ثم وضعته في المخزن. بعد أيام عثرت الشرطة على البرميل واستخرجت بقايا جثة الزوج منه. كانت البقايا كافية للتعرف على هوية المجني عليه، وحُكم على شوستر بالسجن المؤبد”.
وأشار الكاتب إلى أن “الأمر الملفت هو أن القلويات أكثر فعالية من الحموض في إذابة جثة الإنسان.
وهي الطريقة التي استخدمها أدولف لانغرت عام 1897″، لافتا إلى أن هيدروكسيد الصوديوم أو البوتاسيوم أو الهيدروكسيدات المعدنية الأخرى فعالة أكثر من الحمض.
وتابع: “في الواقع، تذيب الهيدروكسيدات، وهي المادة الأولية في منتجات التنظيف، ما لا تذيبه الحموض. ومع ذلك لا تتحقق الإذابة الكاملة”.
وأوضح أنه: “يمكن لهذه الهيدروكسيدات المخلوطة بالماء أن تؤدي إلى إذابة كاملة في حال تسخينها إلى درجة 300 مئوية تحت الضغط. لكن من أجل الوصول إلى هذه الحرارة العالية يجب توفر وعاء كبير يتسع للجثة ومئات الليترات من المحلول. وعند القيام بهذه العملية تنبعث غازات سامة”.
وأردف: “حتى خلط الماء بالقلويات هو عملية خطيرة لا يمكن تنفيذها في البيت، لأنه بمجرد الخلط ينبعث بخار شديد الخطورة”.
واختتم الكاتب مقاله قائلا إنه يترك للقراء “في ضوء هذه المعلومات حرية تصديق رواية إذابة جثة خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية من عدمها”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق