بعد تقييم “سي آي أي”.. دعوة لضم بن سلمان لقائمة العقوبات الأميركية
وكالات – الرأي –
أثار كشف الإعلام الأميركي ووكالات الأنباء العالمية بأن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) خلصت إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي سؤالا شديد الأهمية عما إذا كانت واشنطن ستضم اسم ولي العهد السعودي إلى قائمة المسؤولين السعوديين الذين عاقبتهم وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان بسبب جريمة قتل خاشقجي.
ودعا عضو مجلس النواب الأميركي توم مالينوسكي إلى ضرورة إضافة اسم محمد بن سلمان لقائمة العقوبات طبقا لقانون ماغنيتسكي، وقال مالينوسكي في تغريدة له بتويتر “بموجب قانون ماغنيتسكي تستطيع لجان الكونغرس المعنية -وينبغي عليها- أن تطلب من إدارة ترامب ضم اسم محمد بن سلمان، وسيكون على الإدارة فرض عقوبات عليه في غضون 120 يوما أو تفسير سبب عدم القيام بذلك”.
وقال مالينوسكي -وهو مساعد سابق لوزير الخارجية الأميركي إبان حكم الرئيس السابق باراك أوباما- “نواجه بموقف شديد التعقيد، إذ إن لدى إدارة ترامب معلومات من أجهزة استخباراته بضلوع محمد بن سلمان ومسؤوليته عن مقتل صحفي في واشنطن بوست، وكذبت عليه بهذا الشأن، ومع ذلك حاولت الإدارة الأميركية مساندة بن سلمان والتستر عليه، وهذا موضوع يجب التحقيق فيه”.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أشارت إلى أن “سي آي أي” قد أطلعت أعضاء في الكونغرس الخميس الماضي على فحوى وتفصيلات تقديراتها لعملية تصفية خاشقجي، وأنهم قد أبلغوا بما نشر لاحقا من مسؤولية محمد بن سلمان عن عملية القتل.
من ناحية أخرى، تعتقد بعض الأصوات في واشنطن -ومنها المسؤول السابق بوزارة العدل بروس فاين- أنه بالإضافة إلى إمكانية فرض عقوبات على محمد بن سلمان بمقتضي قانون ماغنيتسكي يجب أن توجه رسائل إلى ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بضرورة استبدال ولي عهده، مع التهديد بفتح تحقيقات دولية في عملية قتل خاشقجي التي ستدين النظام السعودي كله، ويمكن أن تفرض عليه عقوبات شبيهة بتلك التي فرضت على نظام العقيد معمر القذافي بسبب قضية لوكربي.
ويرى البعض أن نشر تقييم وكالة “سي آي أي” يقطع الطريق أمام أي محاولات من جانب إدارة الرئيس الأميركي للتستر على المسؤول الحقيقي عن جريمة خاشقجي.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون قد أشار عقب إعلان النائب العام السعودي سعود المعجب توجيه تهم بقتل خاشقجي لعدد من الضباط والمسؤولين الأمنيين إلى “أن ما اطلعت عليه الإدارة لا يشير إلى علاقة مباشرة لمحمد بن سلمان بعملية القتل”.
الدولة العميقة
ويرى خبراء أميركيون أن خطوة تسريب أخبار توصل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية لإدانة محمد بن سلمان بجريمة خاشقجي وطريقة خروجها وتوقيتها قد جاءت لقطع الطريق على أي محاولات للتستر عليه من جانب البيت الأبيض، خاصة في ظل العلاقة الحميمية التي تربط جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومستشاره مع محمد بن سلمان.
وأثارت علاقة كوشنر بمحمد بن سلمان قلقا في أوساط الأجهزة الأميركية التي تعاملت لسنوات في مجال مكافحة الإرهاب مع ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف الذي اعتبرته الرجل الأقوى داخل العائلة السعودية الحاكمة، ونصحت تلك الأجهزة كوشنر بالحذر في علاقته بولي العهد السعودي.
المصدر / الوقت