التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

قمة العشرين وخيبة الأمل.. التركيز على الحواشي وغضّ الطرف عن المتن الأساسي 

انطلقت أعمال قمة العشرين يوم الجمعة الماضي، بالعاصمة الأرجنتينية “بيونس أيرس”، بمشاركة زعماء 20 دولة، وسط توترات وانقسامات عديدة، بهدف الوصول إلى حلول مناسبة للأزمات التجارية والسياسية المشتعلة حالياً، أبرزها الحرب التجارية المشتعلة بين أمريكا والصين، والتوترات الأخيرة التي حدثت بين موسكو وكييف على خليفة قيام قوارب عسكرية روسية بالاشتباك مع بعض السفن الأوكرانية في مضيق “كريتش” وقضية مقتل الصحفي السعودي المعارض “جمال خاشقجي”، خاصة وأن الرئيس التركي هو الآخر يحمل معه هذه القضية إلى قمة العشرين، حيث تصرّ أنقرة على كشف الجهة العليا التي أمرت بقتل الرجل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول وهذه القضايا تؤكد بأن اليأس وخيبة الأمل من إيجاد حلول لمجمل القضايا الاقتصادية العالمية يخيمان على هذه القمة الثلاثة عشر لقادة مجموعة العشرين الذين سلطوا الضوء فقط على القضايا السياسية وتناسوا القضايا الاقتصادية.

ومن المقرر خلال قمة مجموعة العشرين، أن يجتمع قادة الدول المشاركة مع بعضهم البعض وفي هذا السياق، أجتمع الرئيس الروسي “بوتين” يوم الجمعة الماضي مع نظيره الفرنسي “إيمانويل ماكرون”، لمناقشة قضايا تتعلق بسوريا وليبيا وأوكرانيا والقرار الأمريكي بالانسحاب من معاهدة “الأسلحة النووية متوسطة المدى” وتجدر الاشارة هنا إلى أن مجموعة العشرين تضم الاتحاد الأوروبي و19 دولة هي: أمريكا، وكندا، والمكسيك، والبرازيل، والأرجنتين، وجنوب إفريقيا، والصين، والسعودية، والهند، وإندونيسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، وألمانيا وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وتركيا، وأستراليا، وروسيا، ويحق للدولة المستضيفة دعوة دول من خارج المجموعة للمشاركة في القمة وتستقبل مجموعة العشرين في اجتماعاتها كلاً من المؤسسات التالية “بريتون وود”، والرئيس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، ورئيس البنك الدولي، واللجنة النقدية والمالية الدولية ولجنة التنمية التابعة لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

صراعات “ترامب” مع كلٍّ من روسيا والصين في قمة مجموعة العشرين

أعلن الرئيس الأمريكي يوم الجمعة الماضي فور وصوله إلى العاصمة الارجنتينية عن رفضه لقاء الرئيس الروسي “بوتين” في جلسة مغلقة، بذريعة أن القوات العسكرية لهذا الأخير سيطرت على ثلاث سفن حربية أوكرانية خلال الأيام القليلة الماضية، وحول هذا السياق قال “ديمتري بيسكوف” الناطق باسم الرئاسة الروسية: ” أنه من المؤسف أن يتم إلغاء هذا الاجتماع”، مضيفاً: “قد لا نتفق بالضرورة على كل المواضيع، هذا قد يكون أمراً مستحيلاً، لكن من الضروري التحاور وهذا الأمر يصبّ في مصلحة ليس بلدينا فقط وإنما في مصلحة العالم بأسره”.

كما أن العديد من المصادر الإخبارية أعلنت بأن الرئيس “ترامب” سيعقد يوم السبت على هامش قمة مجموعة العشرين لقاء مع نظيره الصيني “شي جينغ بينغ”، للتوصل إلى حلول فيما يخص الحرب التجارية القائمة بين البلدين ولفتت تلك المصادر إلى أن الرئيس “ترامب” هدد بأنه إذا لم يتوصل إلى اتفاق جيد مع الرئيس الصيني، فإنه سوف يقوم بفرض تعريفات جمركية جديدة بقيمة 267 مليار دولار على البضائع الصينية.

“ابن سلمان”، الأمير الذي كان مثيراً للجدل في قمة مجموعة العشرين

أعلن الرئيس الأرجنتيني أنه سينتهز الفرصة لبحث الاتهامات مع ولي العهد السعودي عندما يلتقيان أثناء القمة، واصفاً عملية قتل خاشقجي بأنها “أمر خطير للغاية”، وقال: “أعتقد ويحدوني الأمل أن التحقيقات في تركيا وفي السعودية ستستمر بغية توضيح الوضع سواء لأقارب السيد خاشقجي أم للمجتمع الدولي”.

وحول هذا السياق أعربت منظمة “هيومن رايتس ووتش” بأنها قد طلبت من الأرجنتين أن تستخدم بنداً خاصاً بجرائم الحرب في دستورها للتحقيق في ضلوع ولي العهد في جرائم محتملة ضد الإنسانية في اليمن حيث تشن السعودية حملة عسكرية، كما طالبت بالتحقيق في صلة الأمير محمد بمقتل خاشقجي قبل ستة أسابيع ولفتت تلك المنظمة إلى أن المحكمة العليا في الأرجنتين قد قبلت هذا الطلب، وفي الوقت نفسه أعلن بعض القادة المشاركين في اجتماع مجموعة العشرين بأنهم يرفضون الاجتماع مع “ابن سلمان”، حيث قال “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي الأمريكي: إن الرئيس “دونالد ترامب” لا يعتزم لقاء “ابن سلمان” في هذه القمة.

“ابن سلمان”، ضيف “بوينس آيرس” غير المرغوب فيه

تعرّض ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان للتهميش خلال التقاط الصورة الجماعية الرسمية لزعماء العالم وكبار الشخصيات بقمة مجموعة العشرين في “بوينس آيرس” التي بدأت يوم الجمعة الماضي، إذ كان موقعه في طرف المجموعة ولقي تجاهلاً كبيراً من قادة العالم بعد التقاط الصورة ولم ينل “ابن سلمان”، وهو الذي وضعه البرتوكول الرسمي للقمة في ركن الصف الثاني للزعماء، الكثير من الاهتمام خلال اللقطة الافتتاحية، بل إن أغلب الزعماء والقادة لم يصافحوه رغم أنه أول من يستقبل القادمين لالتقاط الصور ولقد ظهر ولي العهد مرتبك القسمات خلال اللقطة، وبعدها، لم يبق الرجل طويلاً بين قادة العالم، وكان أول المغادرين لمنصة القمة الأكثر أهمية خلال العام الحالي، وهو ما أثار اهتمام وفضول الكثير من المتابعين ولقد رأى البعض أن البروتوكول المنظم للقطة التصوير وضع الأمير الشاب على طرف، وفي زاوية، حتى لا يحرج غيره من القادة الذين لا يريدون الظهور معه في لقطة رسمية، بينما فسر آخرون الأمر ليظهر حالته السياسية في عالم بات ينظر إلى الأمير باعتباره طرفاً ضد العدالة وحرية الرأي

الرؤية المبهمة لقمة العشرين

بغض النظر عن الاتفاقيات التجارية، فإن قضايا الهجرة وتغير المناخ والأمن هي من بين أهم الجوانب المزمع مناقشتها في هذه القمة، ومع ذلك، فإن الاختلافات في الرأي بين قادة الدول مرتفعة للغاية لدرجة أن معظم الخبراء يعتقدون أن التوصل إلى اتفاق ذي مغزى لن يخرج من هذه القمة وهنا تذكر العديد من المصادر الإخبارية بأنه رافق القمة التي عُقدت في مدينة “هامبورغ” الألمانية العام الماضي، الكثير من المسيرات الاحتجاجية الضخمة وأنه من المتوقع أن تندلع هذا العام احتجاجات شعبية مماثلة في الأرجنتين، التي يريد شعبها أن يعلن للعالم أجمع بأن بلدهم يواجه مشكلات مالية داخلية كبيرة، فلماذا تتحمل حكومتهم تكاليف ضخمة لعقد هذه القمة التي لم تحقق أي إنجازات تذكر؟.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق