إضراب عام في المدارس الحكومية
محلي ـ الرأي ـ
شهدت المدارس الحكومية، اليوم الأربعاء، إضراباً عاماً عن الدوام، تعبيراً عن رفضهم للمناهج الدراسية وتدني مستوى التعليم والخدمات في المدارس.
وبحسب شهود عيان فان “عدد كبير من طلاب المدارس الابتدائية في بغداد استجابوا للاضراب ولم يتوجهوا صباح اليوم لمدارسهم إحتجاجاً على صعوبة المناهج وتغييرها”.
وكان معلمون وطلاب في العراق، دعوا طلاب المراحل الدراسية الابتدائية والثانوية للإضراب عن الدوام اليوم الأربعاء وغد الخميس، للمطالبة بتحسين الواقع التعليمي في المدارس الحكومية في البلاد، كما ناشدوا أولياء الأمور لدعم مشاركة أولادهم في الإضراب.
وقال حسين الربيعي، وهو أحد منسقي الإضراب، إن “الدعوة جاءت بعد فشل جميع المبادرات التي طرحت على وزارة التربية، وعلى شخصيات سياسية وحكومية طيلة سنوات”، مؤكداً أن “الإضراب سيستمر ليومين فقط، وهو إنذار للجهات الحكومية لتباشر بحلول واقعية لتحسين التعليم، وإلا فإن الإضراب سيتجدد ويتسع، لكننا لن نخرج عن سلمية احتجاجاتنا”.
وحسب ما أعلن منظمو الإضراب، فإن الأسباب تتلخص في انهيار العملية التربوية، وتغيير المناهج الدراسية بمناهج أعلى من مستوى الطلاب، من دون أن يجري تدريب المعلمين عليها، وانهيار البنية التحتية للمدارس، فضلا عن مطالبتهم بالارتقاء بمستوى المعلم المهني والمادي، وتوفير الأمن له، والتحقق من عملية تغيير المناهج السنوية وما يشوبها من فساد وإهدار للمال العام.
وقال سعد العبوسي، وهو مدرس رياضيات في إحدى مدارس بغداد، إن “من أهم الأخطاء التي نعاني منها عدم إلحاقنا بدورات تدريبية على المناهج الجديدة التي يتم تغييرها، بالإضافة إلى أن ما نحتاجه ليس تغيير المناهج وإنما توفير بنية تحتية”.
وأضاف “العراق بحاجة إلى عدة آلاف من المدارس، فهناك مدارس طينية في نواح وقرى مختلف المحافظات، وهناك مدارس عبارة عن كرفانات، ومئات المدارس التي تهالكت أبنيتها، وعدد الطلاب في الصف الواحد يصل أحياناً إلى 80 طالباً، أي ما يزيد عن ضعف استيعاب الصف”.
وقالت نور أحمد، وهي معلمة في إحدى مدارس محافظة ديالى، “كنت من بين المعلمات اللاتي رفعن شكاوى لوزارة التربية نطالب فيها بتوفير ما يحتاجه الطالب والمعلم على حد سواء، وهو توسيع المدارس أو بناء أخرى جديدة”، مبينة أن صفوف مدرستها مخصصة لاستيعاب 25 طالبا، لكن عدد الطلاب يصل إلى خمسين أحياناً وهو ما يربك العملية التعليمية”..
وتابعت: “المقاعد غير كافية، وأغلبها غير صالحة، وكثير من الطلاب يفترشون الأرض، بل إن الأهالي تبرعوا لترميم المدرسة وتوفير المقاعد للطلاب بعد أن ذهبت مناشداتنا للجهات المسؤولة أدراج الرياح”.
وانتقلت دعوة الإضراب إلى مواقع التواصل الاجتماعي من خلال وسم خاص هو #لن_أرسل_أبنائي_إلى_المدرسة_يومي_الأربعاء_والخميس، وعبر عراقيون من خلاله عن غضبهم من الواقع التعليمي.
وأكد أولياء أمور أنهم يؤيدون الإضراب عن الدوام المدرسي لإيصال غضب الطلاب وأهاليهم إلى الجهات الحكومية.
وقال فريد عبد الرحمن، إنه رغم كونه يحمل شهادة جامعية، لكنه يعجز أحياناً في شرح مواضيع المنهج الدراسي لطفليه، “المعلمون اليوم مغلوبون على أمرهم، فهم يعانون من مشاكل تمنعهم من إيصال المعلومة للطالب بالشكل الصحيح، فليس من المعقول أن يطالب المعلم بنسبة نجاح عالية وهو يعمل داخل صف مزدحم بالطلاب، وليس معقولاً أن يتدنى مرتب المعلم لدرجة تجبره على إعطاء حصص خصوصية في مقابل المال، وليس معقولا أن تتغير المناهج باستمرار ولا يجري تدريب المعلمين”.
وفي السياق، قارن محمد واثق، وهو طالب في الصف الثاني متوسط، بين حاله كطالب يدرس في مدرسة حكومية، وحال صديقه الذي يدرس في مدرسة خاصة.
وقال “صديقي حيدر لا يعاني ما أعانيه، وأستعين به لفهم الدروس وحل الواجبات”، مبيناً أن “المدارس الخاصة نظيفة، والصف مزود بالخدمات ووسائل التعليم، ويتراوح عدد الطلاب في الصف بين 18 إلى 23 فقط”.
وبعد 2003، شهد العراق ظهور عدد كبير من المدارس الخاصة، حيث استغل مستثمرون تراجع التعليم الحكومي لتأسيس مدارس تعتمد الجودة، لكن الدراسة فيها مكلفة لأصحاب الدخل المحدود.انتهى