المرجعية الدينية العليا تنتقد بشدة تقديم المصالح الحزبية على العامة وتهديدها لتدمير المجتمع
محلي ـ الرأي ـ
أنتقدت المرجعية العليا، بشدة تقديم المصالح الحزبية والسياسية على المصالح العامة وانعكاس ضررها على المجتمع العراقي.
وقال ممثل المرجعية العليا في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف، ان “تقديم وإيثار المصالح الخاصة على المصالح العامة من الظواهر الاجتماعية المدمرة” مبينا ان “المصلحة تعني ما يبعث على الصلاح ونفعه وخيره على الاخرين ولدينا مصالح خاصة وأخرى عامة وتارة نتحدث عن مواطن كفرد باي موقع وتارة أخرى نتحدث عن كيان عشائري او مذهبي او قومي او ديني او سياسي”.
وأوضح، ان “المصلحة الخاصة نابعة عن غريزة حب الذات وهي ضرورية لدى الانسان في البحث والتحرك بالبحث عن منافعه ولكن المشكلة حينما تطغى حب الذات على مصالح الاخرين ولا يفكر الا بمصلحته وهذه ليست صحيحة والاخطر منها ان تحقيق المصلحة الخاصة اذا استلزم ذلك الاضرار بالاخرين ولا يهمه شأنهم وان كان قد اهمل مصالحهم ومنعهم من المنفعة العامة وهذا يتنافى مما هو مطلوب”.
وأشار الشيخ الكربلائي الى، ان “بعض المجتمعات ومنها المجتمع العراق يعاني اليوم من المصالح الخاصة من العامة في كثير من شؤون الحياة والتعدي على الحقوق والاموال العامة والتقصير والإهمال في الاداء المهني والوظيفي وتقديم المصالح الحزبية والقومية على المصالح العامة وتغليب المصالح العشائرية والدينية على المصلحة الوطنية”.
ودعا الى ان “الجميع مخاطبون بينهم السياسيين مراعاة المصالح العامة الذي سينعكس بانبساط الخير والمصلحة على الجميع وكل عنوان شخصي او ضيق بانتماء عشيرة او قومي او مذهبي يقوم بتقديم مصالحه على الاخرين دون مبالاة بتضرر مصلحة الاخير حينئذ سينعكس الضرر على الجميع وسيؤدي الى تشتيت الطاقات والامكانات ويجب التعاون لخدمة الجميع”.
ولفت الى، ان “حرمان الاخرين من تحقيق المصلحة العامة سيعم الجميع ولا يتصور انسان او كيان او عنوان عام بان حرمان الاخرين بان هو فقط سينتفع بل هو سيحرم من هذه المنافع وبالتالي الضرر يلحق بالأخرين بل آثر مصالحه الشخصية والضيقة ولم يبالي ولم يكترث بما لحق بلده وشعبه من ضرر واذ طالما نجز مصالحه الخاص فهو بعيد عن الوطنية”.
وبين، ان “البحث عن المصالح الخاصة بلا ضوابط وقيود وسلطة تحذ ذلك اذ ستحول الى قوة تدمير وافساد للمجتمع ومؤسساته وتترك الضعاف فريسة للاقواء وأشخاص السلطة وسينعدم الاستقرار والسلم بل تهدد مستقبل الاجيال”.
وأكد الشيخ الكربلائي، ان “ما يطلبه الفرد ككيان من امتيازات مالية أو وظيفية من الذين يؤثرون مصالح بلده وشعبه على مصالح حزبه وكيانه السياسي ويعتبر ان مصلحة بلدة مقدمة على مصلحة كيانه السياسي وان تضررت من ذلك مصالحه السياسية وكل هؤلاء جديرون بالثقة بوطنيتهم وضميرهم الديني والوطني وغيرتهم على شعبهم ومن لا يكون كذلك بل آثر مصلحته الشخصية والضيقة ولم يبالي ولا يكترث بما يلحق بلده وشعبه والمواطنين من ضرر وأذى طالما ان مصالحه الخاصة تنجز وتتحقق فهو بعيد عن شعارات الوطنية والحب لشعبه وقد تحكمت فيه غرزة الانانية جعلته عبدا وفقا لما تمليه تلك الغريزة”.
ونوه ال ان “البحث عن المصالح الخاصة بلا ضوابط او قيود مبادئ او سلطة تحد من ذلك اذا كانت هذه المصالح الخاصة تضر بمصالح الاخرين ستتحول الى قوة تدمير وافساد للمجتمع ومؤسساته وتترك الضعفاء فريسة للاقوياء واصحاب السلطة والقوة والمال وسينعدم الاستقرار والسلم والامانة وتهضم الحقوق بل تهدد مستقبل الاجيال القادمة”.
وتابع ممثل المرجعية العليا “حينما يسود المجتمع ظواهر مثل ان تطالب بالامتيازات بدون حساب وبلا مقابل يوازي الامتيازات المالية او المنصبية او الاجتماعية او السياسية وان تنتفع من موقعك الوظيفي أقصى ما يمكن من تحقيق الاهداف الشخصية او لا تقدم الخدمة الا بمقابل ومن يعطي اكثر سيكون معه وسيعطيه ومن يقف بوجهه وبمصالحه سيبحث عما يوقفه ويحد من مخططاته او ما يقمعه ولا يهمه تضرر الوطن والعشيرة والمدينة طالما تحققت المصلحة الشخصية وعلى هذا سيصبح البلد ومؤسساته سوقا لمزايدات ساحة للصراعات ولا يكون هنالك عمل وتقدم وخدمة”.انتهى