الشيخ الكربلائي: سوء الإدارة والقوانين المُشرعنة للفساد تنخر بجسد الدولة وتنهك الموازنة
محلي – الرأي –
التقى رئيس هيأة النزاهة القاضي عزت توفيق جعفر، ممثل المرجعية العليا في كربلاء المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وبحثا أبرز التحدِّيات التي تواجه عمل الأجهزة الرقابيَّة، وسبل دعم المرجعية الدينيَّة لمنظومة مكافحة الفساد الوطنيَّة.
وذكر بيان للنزاهة تلقت ( الرأي ) الدولية نسخة منه، ان جعفر استعرض، خلال اللقاء الذي حضره عن الهيأة المديران العامان لدائرتي القانونيَّة الوقاية ومعاون المدير العامِّ لدائرة التحقيقات والملاك المُتقدِّم لمكتب تحقيق الهيأة في المحافظة، خطوات عمل الهيأة المستقبليَّـة واستراتيجيَّـة عملها للأعوام القادمة”.
وأشار رئيس هيأة النزاهة، إلى “استكمال مديريَّات ومكاتب تحقيق الهيأة في عموم المحافظات حصر المشاريع المُتلكِّئة في تلك المحافظات،” مُؤكِّداً أنَّ “العام القادم سيشهد تحديد المقصريَّة ومحاسبة المُتسبِّبين بتلكُّؤ المشاريع الخدميَّة والاستثماريَّة تلك”.
وعدَّ القاضي جعفر “دعم المرجعيَّة لعمل المُؤسَّسات الرقابيَّة، ولا سيما هيأة النزاهة، في حربها الضروس ضدَّ الفساد والمُفسدين حصناً تستند إليه الهيأة ودافعاً لتقديم المزيد من النجاحات والخطوات غير المسبوقة في مكافحة الفساد”.
وأوضح، أن “مشروع مكافحة الفساد مشروع دولة لا يقتصر على الأجهزة الرقابيَّة فحسب، بل ينبغي أن يشترك فيه الجميع بدءاً من مُؤسَّسات الدولة والسلطات الثلاث مروراً بالمنظمات المجتمعيَّة ووسائل الإعلام” مُبيِّناً أنَّ “مكتب تحقيق الهيأة في المحافظة المُقدَّسة يُعَدُّ أنموذجاً من الناحية التنظيميَّة ومنهج العمل، ونسعى إلى محاكاة تجربته في عموم مديريَّات ومكاتب تحقيق الهيأة”.
من جانبه أكد الشيخُ الكربلائيُّ، خلال اللقاء الذي جمعه بوفد الهيأة في مكتبه في العتبة الحسينيَّة المُقدَّسة “دعم المرجعيَّة لجهود هيأة النزاهة” مُبيِّـناً أنَّ “هذا الدعم مُستمرٌّ وتمثل في تضمين العديد من الخطب في صلاة الجمعة المفردات السليمة لمكافحة الفساد وتأكيدنا ضرورة توفُّر الجديَّة والنيات الصادقة لمحاربته، وتمكين هيأة النزاهة والأجهزة الرقابيَّة الأخرى من خلال سدِّ الثغرات القانونيَّة التي ينفذ الفساد من خلالها”.
وأشار إلى، أنَّ “المرجعيَّة وضعت الأسس الصحيحة والسليمة لاختيار الحكومة والملامح الإداريَّة الناجعة لإدارة الدولة، وهو ما يُمثِّلُ خطوةً عمليَّـةً لمكافحة الفساد، “مُنبِّهاً إلى أنَّ “سوء الإدارة ووجود بعض القوانين التي شرعنت الفساد هو جانبٌ من الجوانب التي باتت تنخر جسد الدولة، وتنهك الميزانيَّة العامَّة وتهيِّئ الأرضيَّـة الخصبة للفساد”.
ولفتت هيأة النزاهة الى ان زيارة الوفد للعتبتين المُقدَّستين شملت اللقاء بأمين العتبة العباسيَّة {محمد الأشيقر} والتحاور في موضوع مكافحة الفساد وسبل دعم الأجهزة الرقابيَّة من قبل الفعاليات الاجتماعيَّة المختلفة، ولا سيما رجالات الدين وأرباب المنابر، والوقوف على أبرز احتياجات وتحدِّيات عمل مكتب تحقيق الهيأة في المحافظة، واللقاء بملاكه المُتقدِّم ومنتسبيه، وتقديم الحلول التي من شأنها تسريع وتيرة عمل المكتب الذي شرع بإفراد قضيَّـةٍ تحقيقـيَّـةٍ في كلِّ مشروعٍ متلكئ في المحافظة كخطوةٍ من خطواته باتِّجاه التعامل مع المشاريع المُتلكِّئة في المحافظة؛ بغية تحديد المقصريَّة ونسبة الإنجاز والهدر بالمال العامِّ في كلِّ قضيةٍ منها.
يُذكَرُ أنَّ هيأة النزاهة أعلنت في السابع والعشرين من الشهر الجاري مجمل المشاريع المُتلكِّئة في محافظة كربلاء، مُبيِّنةً أنَّـها بلغت 274 مشروعاً بكلفةٍ تُقدَّرُ بخمسة مليارت دينارٍ.انتهى