قسد تسيطر على هجين في دير الزور..فمن المستفيد في هذا التوقيت الحرج؟
قالت ما يسمى بـ “قوات سوريا الديمقراطية” أو ما بات يعرف باسم “قسد” الجمعة، أنها فرضت سيطرتها على بلدة هجين في ريف دير الزور الشرقي بشكل كامل، بعد معارك استمرّت عدة أشهر ضد تنظيم “داعش” الإرهابي حيث يأتي هذا الأمر بعد ساعات من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اقتراب بدء عملية عسكرية واسعة النطاق في شرق الفرات.
ونشرت “قسد” صوراً عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك” أظهرت رفع أعلامها وسط البلدة، بعد أن شهدت هجين معارك عنيفة، الأسبوع الماضي، ترافقت مع قصف جوي مكثف لطيران ما يسمى بـ “التحالف الدولي”، ما أجبر التنظيم على التراجع إلى بلدتي الشعفة والسوسة آخر معاقله في سوريا.
وفي هذا الصدد نقلت وكالة “فرانس برس” عن مدير “المرصد السوري لحقوق الإنسان” رامي عبد الرحمن قوله: بعد أسبوع من المعارك والقصف العنيف، تمكنت “قوات سوريا الديمقراطية” بدعم من التحالف الدولي، من طرد تنظيم “داعش” من هجين، في الجيب الواقع في ريف دير الزور الشرقي بمحاذاة الحدود العراقية.
وأفادت شبكة “ديرالزور24″، بأن “قسد” تمكّنت من فرض سيطرتها بالكامل على مدينة هجين، وتلاحق عناصر “تنظيم الدولة” في الجهة الشرقية من المدينة وسط معارك طاحنة في محاولة من الأخير لاستعادة بعض الأحياء من المدينة التي خسرها.
وتأتي عملية تراجع التنظيم في المدينة هذه بعد أن تمكنت “قسد” خلال الـ 48 ساعة الفائتة من كسر الخطوط الدفاعية للتنظيم داخل هجين والتقدم بشكل كبير فيها، عقب فرض سيطرتها على مشفى هجين ومشفيَيْن آخرَيْن ومنطقة السوق ومناطق أخرى في المدينة، إذ لم تمنع المقاومة الشرسة والاستماتة التي أبداها عناصر “تنظيم الدولة” من مواصلة تقدّمها في عمق هجين.
وفي ذات السياق، تمكّنت “قسد” من السيطرة على أجزاء من قريتي البوخاطر وأبو الحسن شرق دير الزور بعد اشتباكات مع “تنظيم الدولة”، فيما لم يصدر الأخير أي تصريحات إعلامية حول السيطرة على مدينة هجين وتراجعه في المنطقة.
وتقود “قسد”، منذ 10 سبتمبر/أيلول، هجوماً بدعمٍ من التحالف الدولي بقيادة واشنطن لطرد التنظيم من هذا الجيب الواقع في ريف دير الزور الشرقي بمحاذاة الحدود العراقية، ويدافع التنظيم بشراسة عن المنطقة وأبرز بلداتها هجين والسوسة والشعفة.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية أطلقت الجمعة الماضية بالاشتراك مع “جيش الثوار” معركة جديدة في ريف دير الزور الشرقي على الضفة الشرقية لنهر الفرات للسيطرة على آخر معاقل التنظيم في هجين والشعفة والمراشدة والبوخاطر والبوبدران والسوسة والشجلة والباغوز، وتعتبر مدينة هجين خط الدفاع الأول عن باقي القرى والبلدات المتبقية تحت سيطرت التنظيم ضمن الأراضي السورية.
ووثّق ناشطون خلال أسبوع مجزرتين لقوات التحالف بحق أبناء المدينة راح ضحيتها 8 شهداء من عائلة واحدة الجمعة الماضية سبقها يوم الأربعاء ارتكاب مجزرة مماثلة راح ضحيتها 25 مدنياً آخر بقصف الطيران.
وكانت “قسد” قد أعلنت قبل يومين فتحها ممراً آمناً لخروج المدنيين المحاصرين في بلدة هجين، بعد مقتل عشرات منهم نتيجة الاشتباكات والغارات الجوية لطيران التحالف، كما أعلنت “قسد” قبل أيام اعتقالها عدداً من عناصر التنظيم، بينهم قادة ميدانيون أثناء معارك هجين.
يتعاون الجنود الأمريكيون مع المسلحين الأكراد ضمن تحالف “قوات سوريا الديمقراطية”، وذلك في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وكثيراً ما انتقدت تركيا هذه السياسة الأمريكية.
كما أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) حذرت تركيا من أن أي عمل عسكري من جانب واحد سيكون “غير مقبول”.
وتعتمد واشنطن على وحدات حماية الشعب الكردية في حربها على داعش، إلا أن تركيا تعتبر تلك الوحدات امتداداً لحزب العمال الكردستاني وقد خاضت ضدها عدة معارك في سوريا.
وهنا يتساءل مراقبون لماذا وبعد أشهر من المعارك بين تنظيم “داعش” الإرهابي وقسد تم السيطرة على هجين بعد غارات مكثفة من قبل التحالف الأمر الذي أجبر التنظيم الإرهابي على الانسحاب، فهل يوجد رابط زمني معيّن بين إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن اقتراب عملية شرق الفرات والدعم الأمريكي السريع بهدف زيادة نفوذ الأكراد في دير الزور السورية؟
المصدر / الوقت