هل اقتربت الثورة الداخلية في السعودية؟
قال موقع “مودرن دبلوماسي” الأوروبي إن عزلة السعودية تتزايد؛ بسبب سياسات ولي عهدها، محمد بن سلمان، في وقت تتصاعد فيه وتيرة المخاوف من ثورة داخلية.
وبيّن الكاتب سجاد عبيدي، في مقال له نشره بالموقع، أن السعودية ظلّت مدّة طويلة تعتمد على المال من أجل التأثير في سياسات الغرب وشراء المواقف، وهو نهج درج عليه حكام آل سعود، ولكن ولي العهد الجديد أضاف بُعداً آخر بعد أن انخرط في سياسات مزعجة ورجعيّة، وذلك في سعيه المتواصل من أجل تقليص نفوذ إيران الإقليمي والدولي.
ويرى الكاتب أن استمرار ولي العهد بهذا التوجه سيؤدي إلى تأزيم الوضع في السعودية مستقبلاً.
وقال عبيدي: “لقد وصل الاستهتار السعودي إلى حدود كبيرة، والغرب يسخّر إمكانيات المملكة لخدمة مصالحه. إنه يبيعهم السلاح ويطلب منهم شراء المزيد منه لمواجهة خطر إيران، كل ذلك ستكون له انعكاسات على الأسرة السعودية مستقبلاً، والخوف من ثورة داخلية”.
وتابع أن السعودية تفتقر للتنمية، في وقت تتوفّر فيها موارد كبيرة؛ مثل النفط والأماكن المقدسة، وفي مقابل ذلك تتصف سياسات المملكة الداخلية بالعنف تجاه المجتمع، وخاصة الأقلية الشيعية، التي تعيش واقعاً متخلّفاً بسبب الحرمان.
وكان الكاتب يتوقع أن تتأثر المناطق التي يعيش فيها الشيعة في السعودية بثورات الربيع العربي، غير أن الغرب، بسبب مصالحه على المدى الطويل، أظهر الدعم للحكام السعوديين، على حد قوله.
وقال الكاتب: “منذ ظهور الحركة الوهابية واستخدام السعودية للثروة لخدمة هذه الحركة، تمكّنت من تقديم نفسها كزعامة للعالم الإسلامي، غير أن ذلك كان سبباً فكرياً أدّى لظهور حركات متطرّفة؛ مثل “داعش”، وهو ما جعل المملكة بمواجهة مع العالم”.
ويرى أن التحدي الآخر الذي يواجه السعودية يتمثّل في محاولتها فتح علاقات مع “إسرائيل”.
وأشار إلى المعلومات المسرَّبة عن زيارات لعادل الجبير، وزير الخارجية السعودي السابق، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ومحادثاته مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، الذي أشاد من جهته بجهود السعودية لتحويل العداء من “إسرائيل” إلى إيران، حيث يُنفق الحكام السعوديون أموالاً طائلة لتبرير مثل هذا التحوّل، بحسب الكاتب.
وتابع عبيدي أن نقطة التحوّل الأخرى كانت التنظيم غير الناجح للحج، وخاصة بعد أن وقع حادث التدافع للحجاج الإيرانيين قبل عامين، الأمر الذي استدعى قيام إيران بمنع سفر مواطنيها للحج، ما ألحق أضراراً بالاقتصاد السعودي، فإيران من أكثر البلدان التي ترسل حجيجاً ومعتمرين على مدار العام.
وبيّن الكاتب أن العلاقة المتوتّرة بين إيران والسعودية دفعت المنطقة إلى عدم الاستقرار، وأن الأفضل أن تكون العلاقات ودّية بين البلدين، ما سيزيد من عامل الأمن في دول غرب آسيا والشرق الأوسط.
وأضاف: “ومع ذلك فإن تحقيق مثل هذا الأمر ونجاح وجود علاقة بين البلدين بحاجة إلى شروط؛ منها أن تقوم السعودية بتغييرات جوهرية في أساليبها، سواء في التعامل مع الغرب ولبنان وسوريا واليمن، أو في تعامل المملكة مع قطر”.
التحديات التي تواجه بن سلمان، بحسب ما يرى الكاتب، كثيرة وكبيرة، خاصة أنه ليس لديه منهج منظّم ومتَّسق، فلقد أدّى سلوكه إلى تفاقم الأوضاع السياسية في البلاد، فهو لا يعتمد ذات الأساليب الهادئة التي درج عليها حكام السعودية، واستبدل بذلك كثيراً من السياسات غير المدروسة، ومن ثمّ فإن زيادة التوتر مع إيران ستؤدي بالضرورة للتأثير في الأوضاع الداخلية للمملكة.
المصدر / فارس