صهر ترامب هو المسؤول عن نقل التكنولوجيا النووية إلى السعودية
وكالات – الرأي –
كشف تقرير صادر عن مجلس النواب أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد سرّعت عملية نقل التكنولوجيا النووية “الحساسة للغاية” إلى السعودية.
وبحسب التقرير فإن مجلس النواب قال إن أعضاء لجنة الرقابة البرلمانية قد كشفوا أن ادارة دونالد ترامب تحاول إعطاء السعودية تكنولوجيا شديدة الحساسية ومتقدمة، دون إعارة انتباه إلى الاعتبارات القانونية والأمنية.
كما وأبدى التقرير قلقه بشأن سرّ استجابة إدارة ترامب السريعة لطلبات السعودية، ووفقاً للتقرير الذي يتألف من 25 صفحة، والذي أصدره رئيس لجنة الرقابة والإصلاح داخل مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) “ألاياها كامينغز” فإن نقل هذه التكنولوجيات قد يؤدي إلى انتشار الأسلحة النووية وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وحسب التقرير، فإن نقل هذه التكنولوجيا، بغض النظر عن القضايا الأمنية، يمكن أن يشكّل تهديداً لأمريكا أيضاً.
وقال التقرير إنه من أجل تسريع عملية نقل التكنولوجيا النووية من الممكن أن تقوم حكومة ترامب بالالتفاف على القانون كما حصل في قضية حالة الطوارئ على الحدود الأمريكية المكسيكية من أجل بناء الجدار.
وبحسب اللجنة، فإن رأس حربة مشروع بناء محطة الطاقة النووية في السعودية هو “آي بي 3 إنترناشونال”، المجموعة التي كان الجنرال الأمريكي مايكل فلين في العام 2016 مستشاراً لإحدى الشركات التابعة لها، وشغل الجنرال فلين لفترة وجيزة منصب مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، قبل أن يُجبر على الاستقالة بسبب كذبه بشأن اتصالات مع روسيا، وهي جناية أحيل إلى المحاكمة بسببها، وأقرّ بذنبه بها، وينتظر معرفة العقوبة التي ستصدر بحقّه، وبحسب مصادر اللجنة، فإنّه منذ الأسبوع الأول لتولّي ترامب السلطة، سارعت إدارته للحصول على الموافقة لكي تتولّى “آي بي 3” بناء هذه المحطات النووية، قبل أن يعلن مستشار قانوني أن هناك تضارباً في المصالح بين فلين وهذه المجموعة.
ومن أجل التكلم حول هذا الموضوع أجرينا حواراً مع الأستاذ حسين العسكري، الذي شغل مناصب مهمة وعديدة في السعودية، حيث عمل مستشاراً لوزير المالية السعودي عام 1978 ومستشاراً للملك السعودي السابق، وهو ملقب باسم “معمر الاقتصاد السعودي”، وفي الوقت الحالي يشغل العسكري منصب أستاذ التجارة الدولية في جامعة جورج واشنطن، وهو رئيس المعهد العالمي للأبحاث والإدارة، كما وشغل في السابق رئاسة قسم التجارة الدولية بجامعة جورج واشنطن، وركز خلال تجاربه العلمية والاقتصادية حول قضايا الاقتصاد، والتنمية السياسية والبشرية في الشرق الأوسط، والخلافات والحروب في الشرق الأوسط، واقتصاديات النفط، والاقتصاد الإسلامي.
وجاءت المقابلة على الشكل التالي:
وفقاً لبعض الأخبار الأمريكية، تم نقل التكنولوجيا النووية إلى السعودية، وبالنظر إلى الرفض القوي لهذا الاتفاق وإمكانية محاكمة ترامب بسببه، برأيكم من المسؤول عن نقل هذه التكنولوجيا إلى الرياض؟
أعتقد بداية أن الأمر قد طرحه الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولكن الآن أعتقد أن ابن سلمان استدرك هذا الموضوع مرة جديدة وذلك بالتنسيق مع صهر الرئيس الأمريكي جارد كوشنر.
أعتقد الآن أن المؤيد الرئيسي لهذا العمل هو كوشنير، صانع محطات الطاقة النووية في أمريكا، مثل وستنجهاوس وجنرال إلكتريك، وربما أولاد ترامب هم مؤيدون لذلك أيضاً، القصة قصة مال.
هل تسمح هذه التكنولوجيا الحساسة للسعودية بصناعة أسلحة نووية؟
نعم، هذا يسمح للسعودية بإنتاج الأسلحة النووية، لكن هناك قضايا أخرى، وهذا ليس الخيار الأفضل للسعودية، وأعتقد أنها قد تشتري اثنين أو أكثر من الرؤوس النووية من باكستان، العلاقة بين السعودية وباكستان هي علاقة تاريخية، حيث إنه بعد الاستيلاء على المسجد الحرام من قبل المتطرفين، طلبت السعودية المساعدة من الجيش الباكستاني لطردهم منه.
كما أن باكستان أيضا كانت حاضرة في الآونة الأخيرة في البحرين ضمن ما يسمى بدرع الجزيرة، والأهم من ذلك، أن باكستان تواجه مشكلات اقتصادية خطيرة، كما أن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان مستعد أن يفعل أي شيء للحصول على 10 مليارات دولار.
ويجب عدم غضّ الطرف عن الزيارة الأخيرة التي قام به محمد بن سلمان إلى باكستان، كما نذكر أيضاً أن السعودية تمتلك صواريخ صينية تم شراؤها في الأصل دون علم أمريكا، وهي الصواريخ التي تستخدم بشكل أساسي في حمل رؤوس حربية نووية، ومما تقدم، ما هو أسرع وأسهل طريق لأن تصبح السعودية نووية؟.
هل تعتقد أن الكونغرس الأمريكي يمكن أن يوقف مثل هذا القرار؟
أنا أعتقد أن مؤيدي هذا القرار مهتمون بذلك بسبب المال الذي سيكسبونه من هذه العملية، لكنني أعتقد أن الكونغرس الأمريكي سيوقفه.
وبعيداً عن كل ذلك أعتقد أن نتنياهو سوف يعيد النظر مع نفسه وسيختبر علاقته العاطفية مع ابن سلمان، فلو امتلك ابن سلمان رؤوسا ًنووية ستكون “إسرائيل” في خطر غير مسبوق لذا أعتقد أن “إسرائيل” سوف تنتبه لهذه العلاقة غير المدروسة بين نتنياهو وابن سلمان وستسعى لكي يعرقل ترامب والكونغرس هذه القضية ولا يُسمح بانتقال التكنولوجيا النووية إلى الرياض، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن القصة الباكستانية قصة أخرى!
سيفوز الكونغرس في هذه المعركة، أنا واثق في هذا، آمل أن يصوت الجمهوريون ضد قرار ترامب، فلا يزال قتل “خاشقجي” في أذهان الناس، ولقد فقد ابن سلمان الكثير من الدعم في الكونغرس وبات يُنظر إليه هناك بنظرة المطرود وغير المرحب به.
إضافة إلى ذلك، يُعرف ترامب وكوشنر وابن ترامب البكر بأنهم أشخاص غير متوازنين، وعلى ما يبدو أنهم يفعلون أي شيء لكسب المال والتفوق السياسي.
ونتيجة لذلك، وبالنسبة لهم فإن أي عمل ضد إيران مرحّب به في العادة، لكنني متأكد من أن الكونغرس لن يسمح بنقل هذه التكنولوجيا ولن يفوز ترامب في هذه القضية الحساسة جداً.
المصدر: الوقت
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق