سفاح نيوزيلندا.. متطرف معاد للإسلام استلهم أفكاره من ترامب
وكالات ـ الرأي ـ
أعلن القاتل في بيانه تأثره بالرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”؛ باعتباره “رمزا لإعادة الاعتبار لهوية البيض”، رغم أنه لا يعتبره صانع سياسة أو زعيم.
وقال “تارانت” إنه استوحى هجومه من “أندرس بيهرينغ بريفيك” مرتكب هجمات النرويج عام 2011، كما زعم أن جريمته تأتي أيضا انتقاما لهجوم بالسويد في أبريل/نيسان 2017.
وقال كذلك إنه تأثر بـ”كانديس أوينز”، وهي ناشطة مؤيدة بشدة للرئيس الأمريكي.
واعتبر أن الفترة الممتدة بين أبريل 2017 ومايو/أيار من العام نفسه غيرت وجهة نظره بشكل كبير، قائلا: “لم يعد بإمكاني أن أدير ظهري للعنف.. كان هناك شيء مختلف هذه المرة”.
وقال إنه كان يعتزم في البداية استهداف مسجد في “دنيدن”، وهي مدينة تقع جنوبي نيوزيلندا، لكنه تحول إلى مسجد “النور” لأن الكثير من “الغزاة” يرتادونه، حسب وصفه.
ورغم أنه وصف جريمته بالعمل الإرهابي إلا أنه اعتبرها “عملا متحيزا ضد قوة محتلة”.
وأضاف أنه لم يخطط قط لارتكاب هذه المذبحة في نيوزيلندا، لكنه سرعان ما اكتشف أنها بيئة مستهدفة من قبل المهاجرين مثل أي مكان في الغرب.
كما أنه “من شأن أي هجوم في نيوزيلندا أن يلفت الانتباه إلى حقيقة الاعتداء على حضارتنا”، حسب قوله.
واعترف المجرم أنه يخطط للقيام بهجوم كهذا منذ عامين، لكن قرار التنفيذ في مدينة كرايست تشيرتش اتُخذ قبل 3 أسابيع فقط.
وأكد أنه لا ينتمي لأي حركة سياسية، وأنه نفذ الهجوم بدوافع شخصية؛ فهو “يمثل ملايين الأوروبيين الذين يتطلعون للعيش على أرضهم وممارسة تقاليدهم الخاصة”.
ولفت إلى أنه “تبرع للعديد من الجماعات القومية وتفاعل معها، إلا أنه تصرف بمفرده دون أن تأمره أي منظمة بتنفيذ الهجوم”.
واعترض الكثير من رواد التواصل الاجتماعي على بيان الإرهابي؛ حيث حث البعض على عدم نشر اسمه وعدم نشر البيان المحرّض على المسلمين.
من جهتها، أكدت السلطات النيوزيلندية أنها تجري التحقيقات اللازمة للكشف عن الجهة المسؤولة عن التخطيط لهذا الهجوم الذي وصفته بـ”الإرهابي”.
ونشر حساب “تارانت” على “تويتر”، الأربعاء، صورا لبندقية استخدمت فيما بعد في الهجوم على المسجدين.
وظهرت صورة البندقية وقد غطتها حروف بيضاء اللون لعبارات عنصرية هاجم فيها الدولة العثمانية والأتراك، إضافة إلى أسماء أشخاص آخرين ارتكبوا أعمال قتل على أساس عرقي أو ديني وإشارات سلفية وأرمينية وعبارة تسخر من كتيب أعدته الأمم المتحدة لكيفية التعامل مع المهاجرين.
وكُتب على جانب البندقية أيضا رقم (14) في إشارة إلى شعار يستخدمه العنصريون البيض يتألف من 14 كلمة.
ومن بين العبارات العنصرية التي كتبها منفذ المذبحة، على سلاحه “Turcofagos” وتعني باليونانية “آكلي الأتراك”، وهي عصابات نشطت باليونان في القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت تشن هجمات دموية ضد الأتراك.
أيضا، كتب على سلاحه، الذي نفذ به المذبحة، “1683 فيينا” في إشارة إلى تاريخ معركة فيينا التي خسرتها الدولة العثمانية ووضعت حدا لتوسعها في أوروبا، وتاريخ “1571” في إشارة واضحة إلى “معركة ليبانتو” البحرية التي خسرتها الدولة العثمانية أيضا.
كما كتب على سلاحه: ” اللاجئون، أهلا بكم إلى الجحيم؟”.
كذلك، لعبت الموسيقى الخلفية في الفيديو المباشر للمذبحة، الذي بثه السفاح، دورا في إظهار نواياه العدوانية ودوافعة العنصرية.
إذ كان يبث أغنية باللغة الصربية تشير إلى “رادوفان كاراديتش”، الملقب بـ”سفاح البوسنة”، وهو سياسي صربي مدان بجرائم عدة بينها، “ارتكاب إبادة جماعية” و”ارتكاب جرائم ضد الإنسانية” و”انتهاك قوانين الحرب”، ضد المسلمين إبان حرب البوسنة (1992-1995).
وعلى أنغام الموسيقى، بدأ تارانت بتصوير جريمته بدم بارد من داخل سيارته، مرتديا دروعا واقية وزيا عسكريا وخوذة، قائلا “دعونا نبدأ هذه الحفلة”، ثم سحب واحدة من البنادق الآلية وعددا من خزائن الذخيرة، متوجها مباشرة صوب مسجد النور بالمدينة حيث كانت شعائر صلاة الجمعة قد بدأت للتو.
ولم يتوقف إطلاق النار تقريبا طوال المقطع المصور الذي استمر لنحو 15 دقيقة، والذي بثه القاتل عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث أطلق النار على كل من قابله، وطارد الفارين من المسجد، ودخل مصلى السيدات، ليسقط ما لا يقل عن 50 قتيلا، والعديد من الجرحى، حسب أحدث الإحصائيات.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق