التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

موقع أمريكي: تقرير يكشف همجية أمريكا وبربريتها 

قال موقع: “انتي وور” الأمريكي مستهزئاً أن الاغتصاب والقتل والضرب والطعن والتشويه والحرق العمد وسط مناشدات طلب المساعدة، وتلطخ جدران السجناء المحتجزين في الحبس الانفرادي بالدماء، أن هذا ليس وصف غرفة التعذيب في مصر السيسي أو السعودية، ولا يتعلق الأمر بإساءة معاملة المعتقلين في سجن أبو غريب سيئ السمعة في العراق، أو معسكر الاعتقال في خليج غوانتانامو أو موقع أسود تابع لوكالة الاستخبارات المركزية.

وتابع الموقع قائلاً أن هذه هي ظروف الكابوس في نظام السجون في ولاية ألاباما، الموصوفة في تقرير لوزارة العدل الذي صدر هذا الأسبوع، حيث تم تسجيل خمسة عشر حالة انتحار خلال الـ 15 شهراً الماضية وإن هذه الظروف تشكل انتهاكاً صارخاً لحظر التعديل الثامن للدستور الأمريكي للعقوبة القاسية وغير العادية. حيث إن أكثر من 2000 صورة من سوء المعاملة في أحد سجون ألاباما التي قدمها مركز قانون الفقر الجنوبي إلى وسائل الإعلام قبل إصدار التقرير، وتصور الواقع البشع للظروف المفصلة في مئات المقابلات مع السجناء وعائلاتهم التي أجراها محققون اتحاديون على مدى أكثر من سنتين.

وأضاف الموقع: وفي حين أن هذه الظروف مروعة بشكل خاص، فهي ليست فريدة من نوعها على الإطلاق، وتتكرر في أشكال مختلفة في سجون كل ولاية ومقاطعة في جميع أنحاء أمريكا، وهناك أكثر من 2.3 مليون شخص مكتظون كالماشية في السجون الأمريكية الفدرالية والسجون الفيدرالية والسجون المحلية ومعسكرات احتجاز المهاجرين، بما في ذلك أولئك الذين يخضعون للمراقبة أو الإفراج المشروط، فإن ما يقرب من سبعة ملايين أمريكي عالقون فيما يُطلق عليه “نظام العدالة الجنائية”.

ففي أمريكا تعادل نسبة المحتجزين أكثر من ربع سكان العالم، لكل 100،000 شخص، هناك 698 شخصاً رهن الاحتجاز، أكثر من 540،000 من المحتجزين في السجن في أي يوم من الأيام لم يتم إدانتهم بأي جريمة، يتم احتجاز الكثير منهم لمجرد أنه رواتبهم متدنية للغاية بحيث لا يمكنهم دفع الكفالة المتوسطة البالغة 10000 دولار، ويقضي نصف مليون شخص آخر، واحد من كل خمسة سجناء، أحكاماً بالسجن لمدد طويلة بسبب إدانتهم بالمخدرات.

وتابع الموقع: يقدر الباحثون أن 61000 سجين محتجزون في الحبس الانفرادي، وهو شكل من أشكال السجن حيث أعلنت الأمم المتحدة أنه بمثابة تعذيب، وإن ما لا يقل عن 4000 من المحتجزين في عزلة تامة عن العالم الخارجي يعانون من مرض عقلي شديد، فمن المعروف أن الحبس في هذه التوابيت الحية يدفع السجناء إلى الانتحار.

في حين أن سجن المدينين محظور رسمياً، فإن العمال الفقراء يحتجزون بشكل روتيني بسبب ديونهم، حيث اعتقلت أم في إنديانا لمدة ثلاثة أيام في شباط داخل سجن قذر إلى جانب مجرمين بسبب فاتورة سيارة إسعاف غير مدفوعة الأجر، لم تتلقها في البريد، حيث باتت هذه القصص شائعة وكثيرة الانتشار.

وتحت إدارة ترامب، وتوسيع نطاق السياسات التي وضعها أوباما، تشنّ الحكومة الفيدرالية حرباً على المهاجرين، فقد احتجزت الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في ظروف مهينة، وتم اعتقال حوالي 77000 شخص في شباط لسعيهم لعبور الحدود الجنوبية، كما يتم تعقب العمال المهاجرين وإلقاء القبض عليهم في منازلهم وفي أماكن عملهم.

وقد ظهرت قسوة الحكومة الأمريكية بشكل كامل هذا الأسبوع عندما تم احتجاز 280 عاملاً من دون وثائق من قبل عملاء فيدراليين في ألين، تكساس، حيث كانت أكبر حملة من هذا النوع منذ أكثر من عقد.

ثم هناك موجة لا تنتهي من عمليات القتل التي تقوم بها الشرطة، حيث يتم إطلاق الرصاص أو الضرب أو الموت كل عام في شوارع المدن الأمريكية، والتهم الجنائية في جرائم قتل الشرطة هي نادرة والإدانات لم يسمع عنها، ويتم إعطاء رجال الشرطة الضوء الأخضر لعمليات قتل وتشويه وحشية مع الإفلات من العقاب.

مع النفاق الذي لا حدود له، حين يعلن الديمقراطيون والجمهوريون عن غضبهم إزاء انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في أي بلد تستهدفه الطبقة الحاكمة الأمريكية عن طريق تغيير النظام أو الغزو، في حين أن أمريكا واحدة من أكثر المجتمعات قسوة وعدم مساواة في العالم، حيث يسيطر أغنى ثلاثة أمريكيين على ثروة أكبر من النصف من السكان، ويدّعون أنها منارة للديمقراطية في العالم، فلو تم الكشف عن الظروف الموجودة في السجون الأمريكية على أنها في روسيا أو الصين، فستكون هناك صيحة وصراخ في الصحافة وقاعات الكونغرس لفرض عقوبات اقتصادية وتدخلات عسكرية “إنسانية” ستتردد في وسائل الإعلام.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق