التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

الحلبوسي بقمة بغداد: لم يعد العراق قلقاً من المحاور والإنحياز لأحد 

سياسة – الرأي –
أكد رئيس مجلس النوابن محمد الحلبوسي، ان العراق لم يعد قلقاً تجاه ‏فكرة المحاور والإنحياز بل انه اليوم بصدد بناء شراكات استراتيجية واعدة مع جميع دول الجوار دون حرج من طرف او محاباة لآخر”.
وقال الحلبوسي في كلمته بقمة بغداد لبرلمانات دول الجوار “أنه ليوم تاريخي حافل بالفخر والاعتزاز ان يشرفنا جميعُ جيراننا في زيارة عزيزة على قلوبنا فأهلا وسهلا ومرحباً بكم جميعا في بغداد دار السلام عاصمة اللقاء والمحبة”.
وقال في نص كلمته: مرحبا بكم في أرض وادي الرافدين مهبط الأنبياء وموئل أهل بيت النبي والصحابة الكرام والأولياء والصالحين والشعراء والأدباء ، مرحبا بكم في عراق الآشوريين والأكديين والسومريين والبابليين.
أهلا وسهلا بكم في عراق التضحيات والشهداء وملتقى الديانات والأعراق والقبائل وبلد الأفكار والفن والأدب والثقافة .
ها هو العراق يقف من جديد شامخا عزيزاً قويا بعد ان خاض معركة الشرف وقاتل قتال الأبطال نيابية عن جيرانه وأشقاءه وأصدقاءه بروح الشجاعة والإقدام وحقق النصر العظيم بفضل تكاتف شعبه ودعم مرجعياته الدينية وترابط عشائره وأطيافه ومكوناته.
لقد صبر العراق طويلا على مرارة الحرب والظروف الصعبة ‏وعانى شعبنا العراقي ظروفاً قاسية تمثلت بالتضحيات الجسيمة التي قدمها من أبناءه واحتلال الإرهاب لمساحات واسعة من أرضه ونزوح الملايين من مناطقهم ، ‏ولكنه بقي شامخاً صامداً قويا عزيزا مرفوع الرأس وها هو اليوم يستعيد مكانته بين دول المنطقة التي وقفت معه وساندته ودعمته في مواجهته التاريخية ضد الإرهاب ، ومن هنا فإنني وباسم شعب العراق أقدم الشكر الجزيل لجميع جيراننا وأصدقائنا وشركائنا الدوليين الذين وقفوا معنا وساندونا في الظروف الصعبة ‏حتى استطعنا أن نقضي على الوجود العسكري للإرهاب ومازلنا نعمل على القضاء عليه فكرا من خلال التنسيق المتبادل مع جميع الأصدقاء والداعمين الإقليميين والدوليين ليعود العراق آمنا مستقرا من أقصى شماله في اقليم كردستان الى أقصى جنوبه في بصرة الخير والعطاء ، ويعود جميع النازحين الى مناطقهم بعد أن يتم أعمارها ما سيجعلنا في مأمن من عودة فكرة الارهاب من جديد .
‏لم يعد العراق قلقاً تجاه ‏فكرة المحاور والإنحياز بل انه اليوم بصدد بناء شراكات استراتيجية واعدة مع جميع دول الجوار دون حرج من طرف او محاباة لآخر ‏فما يربطنا بجيراننا هو المصير الجغرافي المشترك والمصالح المشتركة ‏والترابط الاجتماعي والديني الوطيد، ‏ففي الوقت الذي يوقع العراق فيه على حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع الجمهورية الاسلامية فأنه يوقع مذكرات اخرى في ‏ السعودية وعلى أعلى المستويات، إضافة الى علاقات عراقية كويتية مهمة وحيوية وتفاهمات واسعة واتفاقات اقتصادية في مرحلة الإعداد والتهيئة ، بعد ان كانت الكويت منطلقا لمؤتمر اعادة إعمار العراق الذي نتطلع لإنجاز مخرجاته ، كما ان العلاقات العراقية التركية اليوم في افضل حالاتها المتميزة ولدى بغداد خطط اقتصادية واعدة مع انقرة سيتم الشروع بها قريبا بعون الله وهي تتقدم في إطار مرسوم ودقيق، اضافة الى انفتاح واضح على الجمهورية العربية السورية واستعداد لفتح المعبر التجاري معها بعد ان أتممنا توقيع اهم الاتفاقيات مع الاردن، ‏وكل ذلك يجري بتوازن تام وتوزيع دقيق لأبواب المصالح المشتركة بيننا وبين جيراننا.
تنطلق الحاجة من هذا اللقاء التاريخي الى إطار تنظيمي متواصل يتم انعقاده بشكل منتظم في البلدان ذات العلاقة لمناقشة المستجدات ووضع الحلول العاجلة والموضوعية ، وهنا تظهر الحاجة الماسة الى مثل هذا الإطار التعاوني بين دول جوار وادي الرافدين ، الامر الذي سينعكس ايجابا على امن واستقرار دولنا ما سيكون له الأثر الإيجابي المباشر على شعوب المنطقة بأسرها ، وكل ذلك يتطلب التزامات متبادلة بيننا في حماية الامن الإقليمي بشكل تضامني متماسك ، ومن هنا فإننا نؤكد ان العراق حريص على أمن واستقرار جواره والمنطقة .
‏الأمل معقود بكم بعد الله في أن تنتج هذه الاجتماعات رؤية موحدة بين العراق ودول الجوار وأن نبدأ معاً مشروعاً تشاركياً يبدأ بتشريعات تمنح السلطات التنفيذية في بلدانناً أفقاً رحبا لتطوير العلاقات من خلال دعم الاتفاقيات التي تتطلبها إجراءات تعزيز العلاقات والتصويت عليها في برلمانات دولنا وحث وزارات الخارجية لبذل جهد استثنائي لربط دبلوماسي حيوي قادر على خلق شراكات اقتصادية وتجارية وثقافية واجتماعية من خلال الوزارة ذات الصلة في حكومات بلداننا .
‏أكرر الترحيب بكم في بلدكم الثاني العراق ‏وأتمنى لكم إقامة طيبة في بغداد وهي ترفل بربيع مزهر ودجلتها ممتلئة على عكس السنوات الماضية كإشارة وبشارة لقادم أفضل بعون الله تعالى.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق