التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

الإخوان المسلمين جماعة إرهابية… إلى ماذا يتطلع “ترامب” وما هي نواياه الخبيثة ؟ 

كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي، أن إدارة الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، تدفع باتجاه إدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض “سارة ساندرز” في بيان لها: “لقد استشار الرئيس ترامب فريق الأمن القومي وقادة المنطقة الذين يشاركونه قلقه، وهذا التصنيف يسير في طريقه من خلال عملية داخلية”.

وأوضحت الصحفية “ساندرز” أن هذه الخطوة تحمل في طياتها عقوبات اقتصادية وتقييدات سفر واسعة النطاق على الشركات والأفراد الذين يتعاملون مع الجماعة المستهدفة.

وحول هذا السياق، أفادت العديد من المصادر الإخبارية بأن هذا القرار الأمريكي جاء عقب زيارة قام بها الرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي” لواشنطن قبل عدة أسابيع ولقائه بالرئيس الأمريكي “ترامب” وبعض المسؤولين في البيت الأبيض ومن جهته قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية “عمر تشليك”: “إن استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية يأتي تلبية لطلب من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي”.

وفي سياق متصل، لفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن هذا الطلب لم يكن الأول من نوعه، فلقد طلبت السعودية والإمارات ومصر في عام 2017 بمثل هذا الأمر من البيت الابيض، لكن هذا الطلب لم يكن على جدول أعمال قادة البيت الأبيض في ذلك الوقت، ولهذا لم يُتخذ أي إجراء يتعلق بهذا الطلب، ومع كل هذا يمكن بلورة أهداف البيت الأبيض من طرح هذا الموضوع على طاولة النقاش وإدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الجماعات الإرهابية في وقتنا الحالي، بأنها تتعلق بالأحداث والتطورات الحديثة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط.

الجبهة الأخيرة المتبقية لتنفيذ صفقة القرن

من المؤكد أن أحد الأهداف الرئيسة لبرنامج الرئيس “ترامب” في منطقة غرب آسيا، الذي يسعى إلى تنفيذه قبل البدء بسباقه الرئاسي، يتمثل في إبرام صفقة القرن المشؤومة.

إن تنفيذ هذه الخطة من جانب واحد بما يتماشى مع مصالح وأهداف الصهاينة يمكن أن يمهد الطريق لجعل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 أكثر سلاسة، وهذا الأمر سوف يصب في مصلحة الرئيس “ترامب”.

ومع ذلك، فإن تنفيذ هذه الخطة غير ممكن بسبب الانتقادات الدولية والإقليمية ورفض الفلسطينيين لها، وفي هذه الحالة يسعى الرئيس “ترامب” إلى فرض الكثير من الضغوط على المعارضين الرئيسيين له من أجل تنفيذ صفقة القرن، فمن ناحية، قام الرئيس “ترامب” باتخاذ إجراءات خبيثة مثل تكثيف الضغوط الاقتصادية على إيران، وإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية، وفرض عقوبات على حزب الله اللبناني، ومحاولة الإطاحة بقوات الحشد العشبي وحلها، وترك أيدي السعودية والإمارات مطلقة لقتل أبناء الشعب اليمني و…، ومن ناحية أخرى، أعلن عن نيته بإدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الجماعات الإرهابية وذلك من أجل أن يستمر الكيان الصهيوني بفرض المزيد من الضغوط اللا إنسانية على سكان غزة وحركة حماس، التي تعتبر من أهم المعارضين لصفقة القرن.

ومن جهة أخرى، يمكن القول هنا بأن هذا الإعلان الأمريكي بإدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الجماعات الإرهابية جاء كمكافأة لدول مثل مصر والسعودية والإمارات مقابل موافقتهم على صفقة القرن المشؤومة.

وحول هذا السياق، صرّحت عدد من المصادر الإخبارية يوم الثلاثاء الماضي بأن وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير”، أعلن خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في العاصمة الأردنية “عمّان” للتشاور حول قرار أمريكا بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ “إسرائيل”، حيث قال: “يجب إقامة دولة إسرائيل وحّل السلطة الفلسطينية في رام الله”.

إعادة الحياة للناتو العربي

لقد تعمّد قادة البيت الأبيض إدراج الجهات المعارضة لهم في المنطقة على قائمة الجماعات الإرهابية، بما في ذلك فيلق الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله اللبناني، وربما جماعة الإخوان المسلمين، وذلك من أجل ضمان مصالحهم الإقليمية في المنطقة ومصالح حلفائهم الإقليميين.

لقد حدثت الكثير من التطورات الميدانية في منطقة غرب آسيا خلال العقد الماضي، وبشكل عام يمكن القول هنا بأن تلك التطورات تعارضت مع مصالح أمريكا وحلفائها الإقليميين وأصبحت الثورات العربية وموجة الصحوة الإسلامية تهديداً خطيراً لبقاء هذه الأنظمة الموالية لأمريكا في المنطقة، وخاصة في السعودية والإمارات وتنظر أمريكا إلى الترويج لأي مفهوم عن الإسلام السياسي في منطقة الخليج الفارسي بأنه سوف يضر بمصالحها الخاصة في المنطقة، ونظراً إلى أن الإخوان المسلمين هم الركن الأول في الترويج لأيديولوجية الإسلام السياسي المبنية على الحريات السياسية والاجتماعية بين الدول العربية والإسلامية، فلقد كانت دائماً جزءاً من قلق شيوخ وأمراء الخليج الدكتاتوريين والاستبداديين.

من ناحية أخرى، لقد أدّت هذه التطورات والأزمات التي وقعت في المنطقة إلى انخفاض حاد في العامل الأمني ​​للكيان الصهيوني الحليف الأبرز لأمريكا، وهذا الانخفاض الأمني يرجع إلى أن محور المقاومة الإسلامية أصبح محيطاً بالأراضي المحتلة من جميع الجهات وفي ظل هذه الظروف، توصلت واشنطن إلى أن الحل الجذري لهذه المعضلة يتمثّل في تشكيل جبهة عسكرية – أمنية مشتركة من حلفائها لكي تحمي مصالح أمريكا في المنطقة.

ولكن هذا التحالف انهار تقريباً بعدما أعلنت مصر عن نيتها بالانسحاب منه وذلك لأن مصر تعدّ واحدة من أكبر الشركاء الاستراتيجيين لواشنطن في المنطقة وتعتبر الدولة الوحيدة التي لها علاقات مع “إسرائيل” منذ 40 عاماً.

ولهذا فلقد أعلن الرئيس الأمريكي “ترامب” عن نيته بإدراج جماعة الإخوان المسلمين التي تعدّ من أبرز الأحزاب المعارضة لحكومة “السيسي”، في قائمة الجماعات الإرهابية وذلك من أجل أن يكسب وّد “السيسي” وموافقته على الرجوع إلى ذلك التحالف المسمى بـ”الناتو العربي”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق