التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

صفقة القرن؛ هل تستجيب الاردن وفلسطين لضغوط المملكة؟ 

تنتشر تفاصيل تلو الأخرى عن خبايا “صفقة القرن” التي اقترب موعد الاعلان عن بنودها “حزيران المقبل” ولا نعلم إن كان الأمريكيين سيقدمون على هذه الخطوة في هذا الموعد أم سيؤجلون هذا الامر كما فعلوا في السابق لإحداث أكبر قدر ممكن من البلبلة في المنطقة العربية وادخال نوع من الاثارة إلى هذا الحدث بهدف تضخيمة قدر الامكان واحباط الشارع العربي ليتم تنفيذ بنود هذه الصفقة دون حدوث اي طارئ يعكر صفو “الامريكيين والاسرائيليين” خاصة وأن بعض الانظمة العربية تساهم في تحقيق ما تريده واشنطن وتنفذ لها مشاريعها بمنتهى الوفاء والاخلاص.

صفقة القرن والمملكة السعودية

عندما نقول “صفقة” هذا يعني ان الحديث يجري عن موضوع “اقتصادي_تجاري” بحت أكثر منه سياسي لأن هذه الكلمة تترادف دائما مع العقود التجارية التي يتشارك فيها طرفين أو أكثر، وهذا الامر طبيعي جدا لطالما أن صاحب هذه الصفقة ومطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتعاطى مع جميع الملفات السياسية على أساس “ربح وخسارة” اي “صفقات” على اعتبار أن هذا الامر يتماشى مع اختصاصه الذي نجح فيه لعدة عقود وهو “التجارة”.

اذا نحن نتكلم عن “صفقات” وليس عن “تسويات” او “مبادرة سلام” ولكون ولي العهد السعودي محمد بن سلمان متيم بالرئيس ترامب سنجد أنه من دواعي سروره أن يشارك ترامب بمثل هذه الصفقة ليحقق عدة أمور:

1- كسب الرضا الأمريكي وتأمين الحماية التي لطالما كانت موجودة إلا أن ترامب قد يرفع هذه الحماية في حال لم تقدم السعودية له خدمة كبيرة لتمرير مشاريعه.

2- يطمح ولي العهد السعودي لكي يتولى عرش المملكة خلفا لوالده دون مضايقات او انقلابات من اي طرف داخل العائلة المالكة لذلك فإن الاقدام على مساعدة واشنطن في تمرير “صفقة القرن” سيجعل من ابن سلمان بطلا أمام الامريكي وسيحقق له ما يريد.

3- ابن سلمان كان يريد أن يصنع من نفسه “امبراطورا” للمنطقة وليس فقط للسعودية لكن جميع المشاريع التي عمل عليها ولي العهد لم تجد طريقها إلى النجاح، وخسرت المملكة جراء سياسة ابن سلمان الكثير من أوراقها وعلاقاتها، وربما يظن الأمير الشاب حاليا أن تنفيذه لمشاريع ترامب ستساعده بالخروج من الأزمات التي ورط نفسه فيها وتضعه على المسار الصحيح من جديد، ولكن هل يمكن أن يتحقق ذلك على حساب الشعوب العربية والشعوب الصديقة؟.

ابن سلمان والضغط على الاردن والسلطة الفلسطينية

جميعنا يعلم بأن كل من الاردن وفلسطين يمر بظروف اقتصادية ومعيشية صعبة، لذلك يمكن الضغط على كلتا الدولتين عبر هذا الموضوع، وهذا ما يقوم به ابن سلمان بالضبط، وأكثر من ذلك حيث يمتنع ولي العهد حاليا عن اجراء أي مشاورات أو لقاءات أو اتصالات مع سياسيين أو مسئولين أردنيين وفلسطينيين في هذه المرحلة، بحسب دبلوماسي غربي نقل هذه المعلومات لمسؤولين في السلطة الفلسطينية.

وكشف الدبلوماسي الأوروبي أمام “رأي اليوم” عن معلوماته وقناعته بأن توجيه الامير السعودي للقياديين في طاقمه ومكتبه عدم ترتيب أي لقاءات تشاورية له مع مسؤولين من الأردن أو السلطة الفلسطينية، ولم تتضح الأسباب. لكن يعتقد أن لها علاقة بقرار الأمير السعودي ترقب ما سيحصل على صعيد القضية الفلسطينية.

ويبدو أن هذه المقاطعة للمشاورات ذات الطابع السياسي لها علاقة بالضغوط التي تمارسها السعودية بشأن عملية السلام. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أنّ ولي العهد السعودي امتنع عن ترتيب لقاءات لوفدين رسميين في الاردن زارا مؤخرا الرياض كما أنه رفض ترتيب لقاء تشاوري لمسؤولين فلسطينيين كان ينوي الرئيس محمود عباس ابتعاثهم للتشاور.

وتحدثت تقارير إعلامية مؤخرا عن اقتراحات غير مؤكدة نقلت على لسان الأمير للرئيس عباس. لكن الجانبان لم يؤكدا أو ينفيا ما نقل بالمضمون حول صفقة سياسية اقترحها الأمير السعودي الشاب.

ويزيد برأي المراقبين غموض الموقف السعودي الرسمي من ترتيبات الإدارة الأمريكيّة التي ستُعلن بعد شهر رمضان ما يسمى بصفقة القرن. وترى أوساط سياسية بأن الأمير السعودي لم يلتق فعلا ومنذ اشهر بأيّ مسؤولين من الأردن أو فلسطين.

رشاوي مالية

تشير التقارير المُرسلة من الممثلية الأردنية في رام الله، إلى وزارة الخارجية والمغتربين في عمّان، إلى عرض بقيمة 10 مليارات دولار قدمه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لقبول الصفقة للقرن.

وخلال اللقاء الأخير بين بن سلمان ومحمود عباس ، أعلن ولي العهد أن السلطة الفلسطينية ستوفر دعماً مالياً بقيمة 4 مليارات دولار، من جانبه اكد عباس أنه لن يقبل بإعطاء أي ميزات للصهاينة وخاصة موضوع المستوطنات وحل الدولتين.

وقال التقرير إن عباس أكد أن الولايات المتحدة لن تقدم أي اقتراح جاد وأن أي ضغط على السلطة الفلسطينية سيؤدي في النهاية إلى حل مؤسساتها وسيكون الكيان الصهيوني مسؤولاً عن إدارة الوضع في الأراضي المحتلة.

وخلال اللقاء تحدث بن سلمان عن تفاصيل صفقة القرن وطلب من عباس التعامل مع هذه الصفقة.

الاردن

كشف رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، خالد مشعل، عن “مخطط خطير تتعرض له الأردن”، مؤكداً على أن المملكة الأردنية الهاشمية “تتعرض لعقوبات وتجويع، ونوع من الحصار، لتطويع موقفها السياسي، وقبول صفقة القرن”. وأوضح مشعل، خلال ندوة ضمن الملتقى “الآفروآسيوي” في تركيا، أن الأردن “يواجه خطرا حقيقيا، وهو أحد الأطراف المستهدفة ضمن صفقة القرن”، كاشفاً عن تواصل بينه وعدد من قيادات الحركة، وبين الجهات الرسمية في عمان.

وأضاف أن “المملكة مستهدفة بأرضها، وبفرض التوطين عليها، ونزع دورها في المسجد الأقصى المبارك”، مشيداً بموقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والشعب الأردني، من قضية القدس المحتلة، بحسب صحيفة “المنار” الفلسطينية.

بالفعل يجري الحديث حاليا عن ضغوط كبيرة تتعرض لها الاردن من قبل السعودية، ؛ اذ يبحث ابن سلمان عن سحب الوصاية الهاشمية عن المسجد الأقصى لتحقيق مكاسب سياسية في إستراتيجيتها بتوثيق العلاقات مع إسرائيل. وكانت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية قد كشفت خلال العام الماضي عن وساطة ومقترحات مصرية لجعل الحرم القدسي الشريف منطقة دولية، وذلك لتسهيل صفقة القرن الأميركية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق