التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

موقف العراق من الحظر على ايران؟ 

سياسة – الرأي –
يحظى العراق بميزة خاصة بالنسبة للجمهورية الاسلامية الايرانية، فهو يشكل عمقها الاستراتيجي، وأقرب جيرانها، فضلا عن انه يشكل احد منافذها لتجاوز الحظر، فما هو موقف العراق من الحظر على ايران؟

من جهة الموقف الرسمي، العراق يرفض ان يكون جزءا من الحظر على ايران، فقد أكد رئيس الوزراء العراقي، عادل عبدالمهدي، خلال زيارته الى طهران، وخاصة لدى لقائه مع قائد الثورة الاسلامية، آية الله السيد علي الخامنئي، وكذلك خلال استقباله محافظ البنك المركزي الايراني في بغداد، ان العراق لن يكون جزءا من منظومة الحظر ضد ايران.
كما أكد المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد أن بغداد ستواصل شراء الغاز الإيراني لحين الوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز، وأن طهران ما زالت تزود العراق بالغاز والكهرباء.
وقال جهاد رداَ على سؤال إن كان العراق سيواصل شراء الغاز الإيراني رغم “العقوبات”: “بالتأكيد، لأن العراق يحتاج لذلك، والعراق يحاول أن يجد بدائل، لكنها ليست كافية، وتبقى الحاجة للغاز الإيراني”.
وأكد رئيس تيار الحكمة بالعراق السيد عمار الحكيم، أن العراق لن يكون منطلقا للاعتداء على الآخرين، داعيا إلى ضرورة الابتعاد عن التصعيد القائم وتجنب تداعياته الخطيرة التي تؤثر سلبا على شعوب المنطقة.
وقال الحكيم في بيان صدر عن مكتبه عقب استقباله مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد إن “العراق يرفض ان يكون منطلقا للاعتداء على الآخرين”، مؤكدا “انفتاح العراق على دول المنطقة والعالم وسعيه الجاد لبناء علاقات متوازنة قائمة على اساس المصالح المشتركة”.
الامر ليس مقتصرا على بغداد، إذ أن إقليم كردستان الذي تمثل التجارة مع ايران 40 بالمائة من تجارته الخارجية، لن يتماشى مع الحظر الاميركي على ايران، وقد اكد هذا المعنى القنصل الايراني في الاقليم، مرتضى عابدي، الذي رأى ان المسؤولين الاميركان قد توضح لهم ان اقليم كردستان لن يلتزم بالحظر على ايران.
واضاف، ان المسؤولين الاميركان خلال زياراتهم لاقليم كردستان يحاولون اخافة التجار في الاقليم من التجارة مع ايران، لكن كل هذه المحاولات كانت بلا فائدة وذهبت سدى.
واوضح، ان نحو 40% من جميع تجارة ايران مع العراق، تتم عبر اقليم كردستان من خلال 7 منافذ حدودية.
وأما موقف الشخصيات الدينية، فإنه ايضا داعم لإيران ضد اميركا، وعلى سبيل المثال، أكد امام جمعة النجف صدر الدين القبانجي ان العراق حكومة وشعبا سيقف مع ايران في اي عدوان ضدها.
واشار السيد القبانجي في خطبة الجمعة السياسية الى التصعيد الاميركي ضد ايران واعلان حالة الطوارئ، مبينا سماحته ان العراق اعلن انه لن يقف مع اجراءات الحظر الاميركي ضد ايران واليوم سيقف حكومة وشعبا مع ايران في اي عدوان ضدها.
واضاف: كيف تبرر امريكا نقضها الاتفاقات وتؤجج المنطقة ، مؤكدا ان اميركا يجب ان تصطدم بصخرة صماء تعيدها الى موقعها الطبيعي البعيد عن فرض الوصاية على العالم.
ويمكن القول ان الاواصر التي تجمع بين ايران والعراق حكومة وشعبا، هي اكثر من غيرها من الدول الاخرى، حتى ان هناك تداخل في النسيج الاجتماعي من زيجات وصداقات بين الجانبين، كما ان العراقيين يقدرون الجميل الذي قدمته الجمهورية الاسلامية الايرانية لهم على مدى السنوات الماضية، وخاصة في محاربة الارهاب. لذلك لا يمكن للعراق ان يتخلى عن جارته وشقيقته ايران. انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق