التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

ما سر تراجع عن تصعيده مع ايران؟ 

وكالات – الرأي –
خلال الايام القليلة الماضية، خفف الرئيس الاميركي دونالد ترامب، من حدة تصعيده ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، فما هو سر هذا التراجع والتخفيف من حدة التصعيد؟

فقد ترامب على هامش لقائه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي يعتزم زيارة طهران، أن الولايات المتحدة ترغب في الحوار مع طهران إذا رغبت فيه هذه الأخيرة. وتحدث عن إمكانية إجراء محادثات مع إيران، قائلا: أعتقد فعلا أن إيران لديها الرغبة في الحوار، وإذا رغبوا في الحوار فنحن راغبون فيه أيضا”. وأضاف “سنرى ما سيحدث، لكنني أعرف أمرا مؤكدا هو” أن آبي، الذي يفكر في زيارة إيران “على علاقة وثيقة مع القادة الإيرانيين”، مؤكدا أن “لا أحد يريد رؤية أمور فظيعة تحدث”.
وأوضح ترامب: “لا أتطلع إلى الإضرار بإيران إطلاقا، بل إلى دفعها للقول: لا للأسلحة النووية”، مضيفا: “أعتقد أننا سنبرم صفقة… أعتقد أن لدى إيران قدرات اقتصادية هائلة، وأتطلع إلى السماح لهم بالعودة إلى مرحلة سيستطيعون فيها إظهار ذلك”، واصفا الايرانيين بأنهم “شعب عظيم”، وان إيران يمكن أن تكون دولة عظمى مع نفس القيادة، وتابع: “لا نتطلع إلى تغيير النظام، وبودي أن أوضح ذلك. نتطلع إلى غياب السلاح النووي”.
نتساءل بشدة: إذا كانت طهران لا تبدي اي رغبة في التفاوض، ويبدو ان الراغب الوحيد في التفاوض هو ترامب، فعن أي رغبة ايرانية يتحدث ترامب؟ ام انه يريد ان يحفظ ما تبقى له من ماء الوجه، بعد ان فشلت ضغوطه وتصعيداته؟ ام انه حقق الهدف من وراء هذا التصعيد؟
يبدو ان الرئيس الاميركي وبما ان طبعه تاجر وسمسار، فانه عندما يطلق مشروعا او خطة، فإنه يفكر بالربح او التقليل من الخسارة، واذا تابعنا الاخبار جيدا، لرأينا ان وزير الخارجية الاميركي، مايك بومبيو اعلن عن مبررات لتجاوز الكونغرس للموافقة على 22 صفقة سلاح تبلغ قيمتها اكثر من 8 مليارات دولار للسعودية والامارات والاردن بذريعة مواجهة ايران. لعلمنا السبب وراء التصعيد، او لنقل احد الاسباب، لأنه وكما يبدو ان وراء التصعيد عدة اهداف، وايهما تحقق فهذا يعني نجاح الخطة.
وبما ان الضغوط الاقتصادية والحظر ومحاولة تصفير صادرات النفط الايرانية، لم تنجح خاصة مع حاجة الكثير من الدول للنفط الايراني، الامر الذي دفع ترامب الى ان يوافق على منح هذه الدول فرصة اخرى لتصل الى السقف المطلوب في توريد النفط الايراني. ومع تحقيق احد اهداف خطة التصعيد في حلب الانظمة الحليفة بالمنطقة، يبدو ان ترامب لم يعد بحاجة الى التصعيد، لانه يبحث اكثر من كل شيء عن صفقة مع ايران، تؤهله لولاية ثانية، ويحصل منها على امتيازات لم يتمكن اوباما من الحصول عليها.
لذلك، فإن هذا التخفيف من حدة التصعيد، انما هو تكتيك مؤقت، خاصة انه لم يرافقه تراجع في العداء المستأصل بين اميركا وايران. أذن من المتوقع ان يتكرر هذا التصعيد وهذا التخفيف حسب حاجة ترامب، لتحقيق بعض الاهداف وفي مقدمتها حلب الانظمة الخليجية، او تمرير صفقة ما.انته

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق