التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

المعارضة لـ«ورشة البحرين» تتسع: رفض شعبي عربي وتوقعات بفشلها 

سياسة ـ الرأي ـ

اتسعت رقعة المعارضة الشعبية والرسمية العربية لورشة المنامة الاقتصادية التي ستنطلق غدا الثلاثاء في العاصمة البحرينية، بتمثيل منخفض حتى على مستوى الدول العربية التي أعلنت مشاركتها رسميا وهي أربع دول… السعودية والإمارات والأردن ومصر وطبعا الدولة المستضيفة البحرين.

وتمهد هذه الورشة التي تحمل عنوان «الازدهار من أجل السلام» وترفضها السلطة الفلسطينية ومن ورائها الكل الفلسطيني بفصائله وتنظيماته الشعبية، لصفقة القرن الترامبية التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر حلول اقتصادية تتناقض مع مبادرة السلام العربية/ السعودية التي تبنتها قمة بيروت في عام 2002 وجرى التأكيد عليها في كل القمم العربية اللاحقة.

في غضون ذلك وافق وزراء المالية العرب في اجتماعهم الطارئ الذي عقد في القاهرة أمس على تفعيل شبكة الأمان المالي تنفيذا للقمم العربية، لإخراج السلطة الفلسطينية من مأزقها الاقتصادي الذي تسببت فيه حكومة الاحتلال باستقطاع المستحقات المخصصة لأسر الشهداء والجرحى والأسرى وتصل إلى حوالى 13 مليون دولار في الشهر، وترفض القيادة الفلسطينية تسلمها منقوصة.
وتشهد الضفة الغربية وغزة المحتلتان اليوم مسيرات شعبية عارمة نحو نقاط التماس، تعبيرا عن الرفض القاطع للمؤامرة الأمريكية الصهيونية. وتتواصل المسيرات في اليوم التالي الذي تبدأ فيه الورشة برئاسة جارد كوشنر مستشار الرئيس دونالد ترامب وصهره، بينما خصص بعد غد الأربعاء للمؤتمرات الشعبية واللقاءات الموسعة بحضور القوى والهيئات والفاعليات الشعبية والأطر النسوية والنقابية والأهلية والمهنية لتوجيه رسالة تؤكد رفض هذه القوى التعاطي مع كل ما سينجم عن «ورشة البحرين» وأيضا لـ «التطبيع العربي» والدعوة للتحرك عربيا مع انعقاد مؤتمر الأحزاب العربية لأوسع حراك شعبي لـ «إسقاط صفقة القرن» بكل ما تحمل من «مخططات عدوانية».
ودعت المحطات الإذاعية المحلية لفتح موجات بث موحدة ومفتوحة لتغطية ونقل الفعاليات والأنشطة، ونقل رسائل الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال «المدافع عن كرامة وعزة الأمة العربية برفضه الانغماس في المؤامرة. كما دعت إلى اعتبار يوم الجمعة المقبل يوما لـ «التصعيد الميداني والكفاحي».
وشهدت العاصمة المغربية الرباط تظاهرة شارك فيها عشرات الآلاف من مختلف الأطياف السياسية والنقابية والتيارات، حاملين الأعلام الفلسطينية والمغربية مرددين شعارات مثل «الشعوب قمعتوها، وفلسطين ضيعتوها»، و«فلسطين أمانة والصفقة خيانة «و» ياترامب يا ملعون فلسطين في العيون». وقال خالد السفياني المحامي والناشط الحقوقي والمنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي إن «ما يسمى بصفقة القرن أو صفقة العار، بداية الإجهاز على القضية الفلسطينية والقدس وكل الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني. والمغاربة يعتبرون أن أي تورط في صفقة القرن وكل أشكال التطبيع خيانة.»
وقال نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني «يخطئ الظن من يعتقد أن التلويح بمليارات الدولارات يمكن له أن يغري لبنان الذي يئن تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة على الخضوع أو المقايضة على ثوابت غير قابلة للتصرف وفي مقدمتها رفض التوطين». وأضاف في بيان له «نؤكد أن الاستثمار الوحيد الذي لن يجد له في لبنان أرضا خصبة هو أي استثمار على حساب قضية فلسطين وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
ورفض الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الورشة قائلا إن أي مشاركة فيها «تتعارض مع الثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية، بل والإنسانية العادلة». وأضاف مستنكرا: «بدلا من الرفض والمقاومة لهذه المؤامرة نرى هرولة لبعض قادة العرب بالأموال والمؤتمرات».
وقال المحلل المصري جمال فهمي «الأوطان لا تُباع، حتى مقابل كل أموال العالم… هذه الخطة هي من بنات أفكار سماسرة العقارات لا الساسة. حتى الدول العربية التي تُوصف بأنها معتدلة غير قادرة على التعبير علنا عن دعمها».
وقال عزام الهنيدي نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إن الورشة تمثل بيع فلسطين.
ووصف ماجد الأنصاري، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة قطر، الورشة بأنها مضحكة وغير واقعية. وقال «فكرة الانتقال من الأرض مقابل السلام إلى المال مقابل السلام تمثل إهانة للقضية الفلسطينية».
وتوقع الباحث الكويتي ميثم الشخص أن تعجز واشنطن عن تنفيذ الخطة من خلال الدبلوماسية وقد يتعين عليها فرضها بالقوة.
وحتى أستاذ العلوم السياسية الإماراتي عبد الخالق عبد الله، بتراجع ملحوظ عن موقف سابق، قال إن للفلسطينيين الحق في رفض خطة كوشنر لأنها لا تلبي الحد الأدنى من تطلعاتهم. وتابع «ليست الخطة مستساغة لدى الجمهور الأوسع في المنطقة. وستكون عملية بيع بثمن بخس لقضية عادلة».
ووصف إعلاميون وناشطون في موريتانيا «مؤتمر المنامة» بـ «باكورة يائسة لنبتة شريرة».، معتبرين أنه ليس سوى محطة فاشلة أخرى لتصفية القضية الفلسطينية.
وأبدى الشارع العراقي مخاوفه ورفضه لمؤتمر المنامة. وعبر عن ذلك الشاعر أبو سعد العراقي (72 عاما) للأناضول، «للأسف هناك بعض القادة والملوك العرب ليس لديهم ولاء لأوطانهم بالتالي كان لهم تأييد انعقاد مؤتمر المنامة الذي يعتبر تآمرا على القضية الفلسطينية».انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق