“الهجمات على ناقلات النفط في بحر عمان” من المتسبب وما هي أهدافها؟
كشف المؤرخ والمحلل السياسي، “عبدالله شهبازي”، بأن الهجوم على ناقلات النفط اليابانية والنرويجية في بحر عمان حدث في نفس الوقت الذي عقد فيه قائد الثورة الإسلامية اجتماعاً مع رئيس الوزراء الياباني “شينزو آبي”.
ولفت “شهبازي” إلى أنه بعد مرور ساعات قليلة على حادثة استهداف ناقلتي النفط بالقرب من مضيق هرمز وبحر عمان يوم الخميس الماضي، قامت أمريكا وبعض حلفائها الغربيين بتوجيه أصابع الاتهام نحو إيران، واتهموا عناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي النفط، مشددين بالقول بأن طهران عملت خلال الفترة الماضية على عرقلة تدفّق النفط عبر مضيق هرمز.
وأشار “شهبازي” إلى أن وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، صرّح في مؤتمر صحفي: “إن إيران هي من ارتكبت الهجوم ضد ناقلتي النفط في خليج عمان وهذا الهجوم هو الأحدث في سلسلة الهجمات التي شنّتها إيران وأذرعها ضد أمريكا وحلفائها” وأن “بومبيو” شدد على أن الأعمال الإيرانية الاستفزازية، تشكّل تهديداً للأمن الدولي، موضحاً أن التصرفات الإيرانية تشكّل تطوّراً غير مسبوق.
وفي سياق متصل، أكد “شهبازي”، إن الحجج والأدلة التي قدّمها بعض المسؤولون الأمريكيون والتي جاءت على لسان وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو”، الذي وجّه أصابع الاتهام لعناصر تابعة للحرس الثوري الإيراني بالوقوف خلف حادثة تفجير ناقلتي النفط التي وقعت يوم الخميس الماضي في بحر عمان، تؤكد شغف واشنطن لتشويه صورة طهران في المنطقة ولو بتقديم بعض الأدلة الضعيفة، ففي البداية يمكن القول بأن التقييم الأمريكي الذي جاء بناءً على معلومات غامضة وغير دقيقة، لا قيمة لها على الإطلاق، وذلك لأنه أولاً يفتقر إلى المصداقية، وثانياً لأن الغموض لا يزال يخيّم على نوع الأسلحة التي تمّ استخدامها لتفجير ناقلتي النفط في بحر عمان.
وذكر “شهبازي”، أن حكومة أمريكا التي لعبت دوراً نشطاً في توجيه أصابع الاتهام لإيران والادعاء بأن عناصر تابعة للحرس الثوري الايراني نفّذت هجمات ضد ناقلتي النفط في بحر عمان، تواجه الآن تحدّياً خطيراً وانتقادات واسعة من جانب الحكومات الأخرى والمنظمات غير الحكومية والمراقبين الدوليين المحايدين، خاصة عقب إعلان السلطات اليابانية بأن الهجوم على ناقلتي النفط، تم باستخدام جسم طائر كالصواريخ أو الطائرات المسيّرة ولم يكن باستخدام متفجرات كما ادّعت أمريكا.
وفي هذا الصدد، ينبغي الإشارة إلى النقاط التالية:
1- طبقاً لخبراء الأسلحة، فإن الألغام اللازمة لتفجير مثل هذه الناقلات الضخمة، يجب أن تكون كبيرة جداً ومختلفة تماماً عن الألغام التي ادّعى وزير الخارجية “مايك بومبيو” أنه تم إزالتها من جسم ناقلتي النفط.
يذكر أن النموذج الأولي لهذه الألغام هو نفسه الذي دمّر سفينة “بريجتون” في 2 أغسطس 1983 في الخليج الفارسي.
2. وفقاً للهيكل العسكري الإيراني، فإن منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز تقعان ضمن صلاحيات الحرس الثوري الإسلامي ومنطقة بحر عمان وبحر قزوين تقعان ضمن صلاحيات الجيش الإيراني وفي التقارير الإخبارية التي انتشرت خلال الأيام الماضية، رأينا أن عمليات الإغاثة نُفّذت من قبل القوات البحرية الأولى التابعة للجيش الإيراني، وليس الحرس الثوري.
3. بافتراض أن الفيديو الذي قدّمته وزارة الخارجية الأمريكية هو بالفعل لقارب إيراني، فهنا تجدر الإشارة إلى أنه عند حدوث هجوم على ناقلات في منطقة الخليج الفارسي أو داخل مياه الإقليمية الإيرانية للمياه، فإن القوارب الإيرانية سوف تقوم على الفور بعمليات الإنقاذ.
يجب تقسيم فرضية قيام إيران بتلك الهجمات على ناقلتي النفط إلى ثلاث فرضيات:
أولاً: تمّ تنفيذ العملية من قبل جمهورية إيران الإسلامية، وثانياً: تمّ تنفيذ العملية من قبل قوات تابعة لمنظمة داخل إيران، والتي نسميها “الشبكة”؛ ثالثاً: تمّ تنفيذ العملية من قبل متطوعين حقيقيين داخل الجيش أو قوات المخابرات الإيرانية.
إن الفرضية الثانية غير صحيحة وذلك لأن هذه المنظمة “الشبكة”، قامت بالعديد من العمليات من الماضي وكانت تترك وراءها بعض الأشياء والأدلة لتوريط الحكومة الإيرانية في تلك الهجمات والجرائم التي كانت تقوم بها، وهذا الأمر يؤكد حادثة مطعم ميكونوس، برلين (17 سبتمبر 1992)، وتفجير السفارة الإسرائيلية في دلهي، الهند (13 فبراير 2012).
وفي سياق متصل، كان ردّ فعل وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” غير العادي والسريع وتوجيه أصابع الاتهام نحو إيران وكذلك رد فعل أمريكا وبريطانيا السريع كما لو كانتا على علم بالعملية من قبل، وتشابه هذا الأمر مع هجمات 11 سبتمبر 2001، عندما أعلن “هنري كيسنجر” أنه يتعيّن عليهم مهاجمة العراق وأفغانستان، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن الفرضية الأولى أيضاً غير صحيحة، وأن إيران بريئة من هذه الاتهامات الغربية الباطلة.
وفي رأيي، إن الاعتداءين الأخيرين على ناقلات النفط (قصة الفجيرة وحادثة بحر عمان)، قامت بها جهات تابعة لدولة الإمارات أو السعودية أو “إسرائيل”، وهذا ما تؤكده تصريحات بعض مسؤولين في حكومة “ترامب” وفي سياق متصل، يمكن القول هنا بأن الإدارة الأمريكية بذلت خلال الفترة السابقة الكثير من الجهود لضم الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة الجماعات الإرهابية، وتشويه صورة الجيش الإيراني في المنطقة والعالم وذلك من أجل أن يستعين الرئيس “ترامب” بهذه الورقة للفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة ولهذا، فإننا يمكننا القول بأن الادعاءات الأمريكية ضد قيام جهات داخلية إيرانية لها صلة بالجيش الإيراني بتلك الهجمات ما هو إلا ضرب من الخيال.
المصدر / الوقت