التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

افتتاح أكبر قاعدة بحرية… لماذا تسعى الدوحة لإقامة توازن عسكري مع الدول العربية المقاطعة لها؟ 

افتتحت الدوحة يوم الأحد الماضي قاعدة “الظعاين” البحرية التي تُعدّ أكبر قواعدها البحرية والمتخّصصة بأمن الحدود وحراسة الموانئ والمنشآت النفطية وتقع قاعدة “الظعاين” البحرية، التي افتتحها رئيس الوزراء القطري “عبد الله آل ثاني”، بمنطقة “سميسمة” على الساحل الشرقي للبلاد وشارك في مراسم افتتاح هذه القاعدة البحرية كبار المسؤولين القطريين وسفراء وعسكريون أجانب، بينهم اللواء بحري “جيم مالوي” قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية.

كما حضر قائد أمن السواحل التركي عميد بحري “أحمد كندير”، والمدير العام لخفر السواحل الكويتية “مبارك العميري” ويأتي هذا الافتتاح في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الخليج الفارسي الكثير من التوترات ولهذا، فإنه يجدر بنا التساؤل حول ما هي الأهداف التي تسعى الدوحة لتحقيقها في وقتنا الحالي وما هي النتائج المترتبة على هذا الحدث في المنطقة.

القوات البحرية القطرية

القوات البحرية القطرية تضم ثلاثة أجزاء: خفر السواحل والشرطة البحرية والمدفعية الساحلية، وهنا تجدر الإشارة إلى أن قطر لم يكن لديها قوات بحرية في بداية استقلالها عام 1971، وفي التسعينيات من القرن الماضي، شكّلت قطر أول سلاح بحري لها من خلال شراء بعض المعدات البحرية من فرنسا وأمريكا، لكن تلك القوات البحرية لم تكن قادرة على الدفاع عن المياه الساحلية والأصول التجارية القطرية بالكامل ولهذا فلقد قررت قطر تعزيز خفر السواحل منذ عام 2014.

يذكر أنه عندما انقطعت العلاقات بين قطر والسعودية وبعض الدول العربية، لم يكن لدى قطر القوة البحرية الكافية للدفاع عن نفسها في حالة نشوب حرب بينها وبين تلك الدول العربية، ولهذا فلقد اتخذت الحكومة القطرية عام 2017 استراتيجية بحرية جديدة من أجل تحسين وزيادة قواتها البحرية خلال السنوات القادمة، وحول هذا السياق، أعرب وزير الدفاع القطري، “خالد عطية”، بالقول: “لا يمكننا أن نعتمد على أصدقائنا وحلفائنا دائماً، بل يجب علينا أن نكون قادرين على الدفاع عن أنفسنا”.

وبافتتاح قاعدة “الظعاين” البحرية، تكون قطر قد مضت قُدماً في استراتيجيتها الجديدة.

يذكر أن هذه القاعدة البحرية تضم جميع المتطلبات الأمنية البحرية المتطورة بما يسهم في تأمين الحدود البحرية للدولة، وإحكام الرقابة والحماية الأمنية لكل سواحلها من خلال تسيير الدوريات البحرية في نطاق الاختصاص لمنع عمليات التسلل وتهريب المواد الممنوعة وضبط المخالفات البحرية، فضلاً عن تقديم خدمات بحرية للمواطنين والمقيمين بنفس المستوى من حيث كفاءة الأداء ولقد تم إنشاء هذه القاعدة وفق نموذج يراعي مهام واختصاصات الإدارة العامة لأمن السواحل والحدود، ويستوعب كل إداراتها، فضلاً عن ميناء بحري متطوّر بعمق ستة أمتار إلى جانب المرافق الأخرى الرياضية والتدريبية والطبية، والدفاع المدني، وورش التصنيع والصيانة، وغرف العمليات، وسكن الضباط، وغيرها من المرافق.

الأهداف القطرية

تسعى قطر إلى خلق توازن في القوى بينها وبين الدول العربية المقاطعة لها، وفي الوقت نفسه تحاول زيادة نطاق قدرات دفاعاتها الساحلية، وبتجهيز تلك القاعدة التي تم افتتاحها يوم الأحد الماضي بمنظومات صاروخية مضادة للسفن “اقسوس بلوك 3” التي اشترتها قطر من فرنسا قبل عدة أشهر، فإن قدرة الدفاع الساحلي القطري سوف تزداد وتصل إلى أكثر من 180 كم.

يذكر أن مراسم الاحتفال باليوم الوطني القطري الذي عقد في ديسمبر من العام الماضي، كان يحمل الكثير من الرسائل الواضحة للدول العربية التي قطعت علاقاتها مع الدوحة قبل عامين.

وتمتلك قطر أكبر حدود بحرية في المنطقة وحدودها البرية الوحيدة هي مع السعودية، وفي وقتنا الحالي يمكن القول بأن 90٪ من واردات قطر تأتي عبر البحر، ولهذا يجب أن تكون قطر قادرة على تأمين حركة السفن التي تدخل البلاد يومياً لإيصال المواد الغذائية واللحوم.

وفي سياق متصل، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن الحكومة القطرية دشّنت قبل عدة أشهر خطاً رابعاً لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، سيزيد طاقة الإنتاج إلى 110 ملايين طن سنوياً، وبذلك تبلغ الزيادة المستهدفة في إنتاج الغاز المسال 43% مقارنة بالإنتاج الحالي المقدر بـ 77 مليون طن.

وحول هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة الغاز القطرية، “سعد الكعبي” : “إنه بناء على النتائج الجيدة التي تم الحصول عليها مؤخراً من خلال أعمال التقييم والاختبارات في حقل الشمال، فقد قررنا زيادة الإنتاج بشكل أكبر بإضافة خط رابع جديد لإنتاج الغاز الطبيعي المسال” مشيراً إلى أن ذلك سيزيد إجمالي طاقة إنتاج قطر من 4.8 إلى 6.2 ملايين برميل من المكافئ النفطي يوميا”.

ومن المتوقع أن يكون الإطار الزمني للانتهاء من الوصول إلى الطاقة الإنتاجية الجديدة بحلول نهاية عام 2023 أو أوائل 2024.

كما أن قطر بذلت الكثير من الجهود خلال الفترة الماضية لردّ اعتبارها وهيبتها في المنطقة، وحول هذا السياق ذكرت العديد من المصادر الإخبارية بأن قطر استطاعت أن تفشل الحصار وتحاصر المحاصرين بالإنجازات التي حققتها محلياً وإقليمياً ودولياً، كما استطاعت كسب احترام وثقة المجتمع الدولي بصمودها، حيث تحدت الحصار بالحفاظ على اقتصاد قوي وإقامة العديد من الصناعات الوطنية التي ازدهرت خاصة الصناعات الغذائية والدوائية والمواد وغيرها من الصناعات التي ساهمت في تحقيق الاكتفاء للسوق المحلي، كما أفشلت مخططات دول الحصار لضرب النسيج الاجتماعي القطري، ولفتت تلك المصادر إلى أن نجاحات قطر خلال أزمة الحصار التي دخلت عامها الثالث، توالت في كل المجالات لتعلن للعالم أجمع أن قطر ستبقى حرة أبية ومستقرة وآمنة ومزدهرة، وتواصل تحقيق إنجازاتها داخلياً وخارجياً رغم المكائد والمؤامرات والمخططات الشيطانية، وتخوض معركة الكرامة والاستقلال الاقتصادي مرفوعة الهامة، كما أن قطر المحاصرة ظلماً وجوراً قد أصبحت أقوى على من تآمروا عليها بعد عامين من الحصار الجائر بشهادة العديد من التقارير الدولية المحايدة، الأمر الذي أثار جنون دول الحصار التي تعيش الهزيمة والفشل فيما تعيش قطر نشوة الانتصار على البغي والعدوان والتآمر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق