التقليصات النووية تفاجئ العالم.. كيف كانت ردود الفعل الغربية والعربية على هذه الخطوة ؟
أعلنت طهران قبل عدة أشهر بأنها سوف تقوم بتقليص التزاماتها النووية على عدة مراحل وذلك بسبب تخاذل الأطراف الأوروبية تجاه الاتفاق النووي عقب انسحاب أمريكا منه ولقد لاقت هذه القضية اهتماماً واسعاً من قبل العديد من وسائل الإعلام الغربية والمحللين السياسيين والمراقبين الدوليين.
وفي سياق متصل أعلنت طهران يوم أمس الأحد بأنها سوف تدشّن المرحلة الثانية من تقليص التزاماتها النووية، حيث صرّح المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة النووية “بهروز كمالوندىن”، بأن الرئيس “حسن روحاني” أمر بالبدء بالمرحلة الثانية من خطة خفض تعهدات إيران النووية، وقال إن إيران ستستأنف خلال ساعات تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى من 3.67%”، وهو الحد المسموح به في الاتفاق النووي، وأضاف بأن إيران منحت مهلة مدتها 60 يوماً إضافية، قبل أن تقدم على تنفيذ المرحلة الثالثة من تقليص تعهداتها النووية، معرباً عن أمله في أن تتوصل طهران إلى حل مع الأوروبيين لكي لا تضطر إلى تنفيذ هذه المرحلة.
ورغم ترك طهران الباب مفتوحاً أمام إنقاذ الاتفاق والعودة عن تقليصاتها الحالية واعتمادها نبرة هادئة، إلا أن المواقف الدولية ولا سيما الأوروبية سارعت إلى التعبير عن القلق من خطوة طهران.
إيران تعلن استعدادها لتنفيذ الخطوة الثالثة من تقليص التزاماتها النووية
أعرب مساعد الشؤون السياسية في الخارجية الإيرانية، “عباس عراقجي” في مؤتمر صحافي عقده مع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية “على ربيعي”، وشارك فيه المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة النووية، “كمالوندي”، بالقول: ” إن طهران ستعيد تشغيل مفاعل أراك في حال لم يلتزم أعضاء الاتفاق النووي بالجدول الزمني المتفق عليه بشأن تنفيذ تعهداتهم تجاه هذا المفاعل”، مشيراً إلى أنه ابتداءً من يوم أمس الأحد، ستعيد طهران النظر مرة أخرى في تخصيب اليورانيوم، فيما يتعلق بالنسبة والكمية، مشدداً على أن خفض التزامات طهران لا يعني الخروج من الاتفاق النووي.
كما اتهم بقية أطراف الاتفاق النووي بـ”التقصير” في تنفيذ التزاماتهم، مشيراً إلى أن ذلك دفع بلاده إلى “تقليص التزاماتها”، وأن الخطوات الإيرانية الحالية تهدف إلى الحفاظ على هذا الاتفاق، لافتاً إلى أن طهران أعطت الدبلوماسية وقتاً كافياً خلال عام كامل، وأن تقليص التزاماتها ليس انتهاكاً للاتفاق.
ومن جهته قال المتحدث باسم الوكالة الإيرانية للطاقة النووية، “كمالوندي”، “أن بلاده لا تنوي حالياً رفع نسبة التخصيب إلى 20%، وهي النسبة التي يحتاج إليها مفاعل طهران للبحوث الطبية”، مشيراً إلى أن إيران تمتلك القدرة الكافية لإعادة تشغيل مفاعل أراك للماء الثقيل، معتبراً أن ذلك يأخذ بعض الوقت من الناحية الفنية.
التعاطف الروسي مع إيران
على عكس معظم الدول الغربية، اتخذت الحكومة الروسية موقفاً متعاطفاً نسبياً مع تحرك إيران لخفض التزاماتها النووي، حيث أعربت بأن سياسات الحكومة الأمريكية الغبية هي التي دفعت طهران إلى البدء بتدشين هذه الخطوة.
وحول هذا السياق، علّق المندوب الروسي الدائم لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الدولية في فيينا، “ميخائيل أوليانوف”، على هذه الخطوة وقال بأنها كانت متوقعة، وغير مفاجئة، مضيفاً في تصريحاته: “الإيرانيون يتصرّفون بشفافية وأعلنوا خطواتهم مقدّماً ويقومون الآن بتنفيذها، لذلك لم يكن مفاجئاً لأحد”.
وكالة الطاقة الذرية، نحن نعلم بأن إيران رفعت مستوى التخصيب
صرّحت وكالة الطاقة الذرية، أنها على علم بالقرار الإيراني، مؤكدة أن المفتشين التابعين لها سيتحققون من التغيرات وذكرت الوكالة الدولية أن مفتشيها يواصلون عملهم في مراقبة أنشطة إيران النووية، وسيقدمون تقاريرهم إلى المركز بمجرد تأكيد التطورات الأخيرة. ولقد جاءت هذه التصريحات عقب اعلان إيران، أنها دخلت المرحلة الثانية من خفض التعهدات في الاتفاق النووي، وتأكيدها بأنها ستقوم برفع مستوى التخصيب، ردّاً على العقوبات الأمريكية الجائرة، وصمت الاتحاد الأوروبي.
الاتحاد الاوروبي يعيش في حالة من الارتباك
أعرب الاتحاد الأوروبي عن بالغ قلقه إزاء هذه الخطوة، داعياً طهران إلى عدم اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها تقويض الالتزام بالاتفاق النووي، فيما دعت “مايا كوتشيانتيتس”، المتحدثة باسم السياسة الخارجية في الاتحاد، إيران لعدم اتخاذ المزيد من الإجراءات التي من شأنها تقويض التزامها بالاتفاق النووي، وتابعت نحث إيران بشدة وبشكل عاجل على وقف جميع أنشطتها التي تتعارض مع التزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة، بما في ذلك إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب بما يتجاوز الحد المسموح به.
وأضافت “كوتشيانتيتس”، نحن في انتظار المزيد من المعلومات من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكدة بالقول: “نحن على تواصل مع أطراف الاتفاق النووي بشأن الخطوات التالية بموجب بنود الاتفاق”.
التصريحات الفرنسية المزدوجة
استنكر الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” الإعلان الإيراني، قائلاً: “إن القرار انتهاك للاتفاق بين إيران والقوى العالمية على الحد من تخصيب اليورانيوم”.
وأكد بأن الحكومة الفرنسية لا تعتزم تفعيل آلية فضّ النزاع المنصوص عليها في الاتفاق حالياً وستمهل نفسها أسبوعاً لمحاولة حمل جميع الأطراف على الحوار مرة أخرى.
ألمانيا تسعى لعقد اجتماع مشترك حول الاتفاق النووي
حثّت ألمانيا إيران على الكفّ عن اتخاذ خطوات تقوّض اتفاق حظر الانتشار وأعرب متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، قائلاً: “لقد دعونا إيران إلى الكفّ عن اتخاذ خطوات أخرى تقوّض الاتفاق النووي”.
وأضاف: “نحثّ إيران بشدة على وقف جميع الأنشطة التي تتعارض مع التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة والعدول عنها بما في ذلك إنتاج يورانيوم منخفض التخصيب بنسبة تتجاوز حد المخزون المنصوص عليه في الاتفاق”.
لندن تستمر في رقصها لـ”ترامب”
أعرب متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، قائلاً: ” لقد انتهكت إيران بنود الاتفاق وعلى الرغم من أن بريطانيا تبقى ملتزمة بالاتفاق بالكامل فإنه على إيران التوقّف على الفور والتراجع عن كل الأنشطة التي تخالف التزاماتها ونحن سوف ننسّق مع أطراف الاتفاق النووي الأخرى بشأن الخطوات التالية وفقاً لبنود الاتفاق”.
وسائل الإعلام الأجنبية والعربية تسلّط الضوء على إعلان “زيادة مستوى التخصيب الإيراني”
سلّطت الكثير من وسائل الإعلام الغربية الضوء على قرار جمهورية إيران الإسلامية بتقليص التزاماتها النووية، والبدء بتدشين المرحلة الثانية.
وحول هذا السياق، ذكرت صحيفة “رويترز”، أن السلطات الإيرانية تقول إنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 3.67 في المئة في المستقبل القريب.
وادّعت صحيفة “وول ستريت جورنال”، بأن إعلان إيران أنها ستتجاوز مستوى التخصيب المسموح به، يمثل انتهاكاً ثانياً للمواثيق الدولية.
ومن جهتها، زعمت قناة “بي بي سي” العربية بأن إيران انتهكت إطار التخصيب المسموح به لليورانيوم.
وكتبت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أيضاً: لقد قلصت إيران التزامها النووية وبدأت بتدشين المرحلة الثانية.
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة “الخليج”: “على الرغم من العقوبات، إلا أن إيران قلّصت من التزاماتها النووية”.
وقالت شبكة “النور” اللبنانية: إن إيران قلّصت التزاماتها النووية ومنحت الأوروبيين مهلة جديدة قبل اتخاذ خطوة ثالثة.
ومن جهتها، كتبت شبكة “العربية” السعودية أيضاً أن إيران أعلنت أنها ستتجاوز معدلات التخصيب لتصل إلى أكثر من 3.6 في المائة خلال الساعات القادمة.
وكتبت شبكة “الجزيرة” أيضاً: “أعلنت إيران تقليص التزاماتها النووية وزيادة مستويات تخصيب اليورانيوم”.
المصدر / الوقت