“ترامب” العنصري يسقط في مسلخ منتقديه.. هل ستنخفض شعبيته داخل البيت الأمريكي؟
أثارت التصريحات العنصرية التي أطلقها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قبل عدة أيام موجة من الغضب داخل أمريكا وخارجها، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن الرئيس “ترامب” شنّ هجوماً على “بعض الديمقراطيات في الكونغرس” اللواتي جئن من دول تعتبر حكوماتهن “كارثة تامة”، وقال “ترامب” في سلسلة تغريدات نشرها يوم الأحد الماضي في “تويتر”، “إن هؤلاء “الديمقراطيات التقدميات” منحدرات من دول تعدّ حكوماتهن “أسوأ وأكثر فساداً وعدم كفاءة في العالم إن كانت لهنّ حكومات أصلاً”، مضيفاً: “الآن يتحدثن لشعب أمريكا، وهي أعظم وأقوى دولة في العالم، بصوت عالٍ وبضراوة إدارة حكومتهن”.
ودعا الرئيس الأمريكي المشرعات إلى العودة لمساعدة إصلاح الأماكن المدمرة تماماً التي جئن منها وتسودها الجريمة، ثم الرجوع إلى أمريكا لإظهار كيفية تحقيق ذلك للأمريكيين.
وأبدى “ترامب” قناعته بأن الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب الأمريكي، “نانسي بيلوسي”، ستنظّم الرحلات مجاناً لهؤلاء الديمقراطيات إلى بلدانهن.
ولم يحدد الرئيس الأمريكي في تغريداته أسماء هؤلاء المشرعات التقدميات، لكن يبدو أن الحديث يدور عن أول مشرعة مسلمة من أصول صومالية في مجلس النواب، “إلهان عمر”، وزميلتها المنحدرة من بورتوريكو، “ألكساندريا كورتيز”.
المفارقة بين الأسس الأمريكية وعنصرية “ترامب”
لطالما أكد الرئيس “ترامب” منذ توليه زمام الأمور داخل البيت الأبيض على ضرورة إعادة المهاجرين غير الراضين عن السياسات الأمريكية إلى أوطانهم، ووفقاً لتقرير صدر العام الماضي، يعيش حوالي 16.43 مليون شخص مولود خارج أمريكا كمهاجرين في العديد من المدن والولايات الامريكية، منهم 9.20 ملايين مهاجر حصلوا على الجنسية الأمريكية و7 ملايين مهاجر لا يملكون الجنسية الأمريكية ومن بين المهاجرين الذين لا يملكون الجنسية الأمريكية، هناك حوالي 1.2 مليون شخص يقيمون بصفة قانونية في أمريكا عن طريق البطاقة الخضراء و 6.6 ملايين مهاجر يعتبرون مهاجرين غير شرعيين.
وهناك أيضاً 7،1 ملايين شخص يعتبرون مواطنين أجانب يحملون تأشيرة مؤقتة وليسوا مهاجرين.
في الواقع، يمكن القول هنا إنه منذ عام 1965، زاد عدد المهاجرين المولودين خارج أمريكا (الجيل الأول من المهاجرين) إلى أكثر من أربعة أضعاف في هذا البلد وفي عام 2015، وصل عدد المهاجرين إلى نحو 13.5 ٪ من إجمالي سكان أمريكا.
وخلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي عقدت في أمريكا، دعمت الأغلبية الساحقة من المهاجرين ممن لهم الحق في التصويت، الحزب الديمقراطي وصوتوا لمرشحي هذا الحزب وعلى سبيل المثال، في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، التي فاز فيها “باراك أوباما” للمرة الثانية، صوّت له 71 في المئة من مهاجري أمريكا اللاتينية و 73 في المئة من المهاجرين الأمريكيين الآسيويين.
ردود الفعل على تصريحات رئيس البيت الأبيض العنصرية
لقد أثارت التصريحات العنصرية التي أطلقها الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قبل عدة أيام موجة من الغضب داخل أمريكا وخارجها، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن رئيسة مجلس النواب “نانسي بيلوسي” انتقدت يوم الأحد الماضي على موقع تويتر هجوم الرئيس “ترامب”، وقالت: “أرفض تعليقات ترامب التي تنمّ عن الرهاب من الأجانب وتهدف الى تقسيم أمتنا”.
وأضافت إن تعليقات ترامب تؤكد أن خطته “إجعلوا أمريكا عظيمة مجدداً” كانت دائماً حول جعلها بيضاء مجدداً، كذلك، دان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية تعليقات “ترامب” وقال “نهاد عوض” المدير التنفيذي للمجلس “من المحزن أن نرى نزيل البيت الأبيض ينتقل من دعم وتشجيع الأوصاف العنصرية إلى استخدامها بنفسه”.
وأضاف “إذا هتف ترامب بالعبارات نفسها في وجه امرأة ترتدي حجاباً في وولمارت، فإنه قد يتعرّض للاعتقال”.
ومن جهتها ردّت النائبة عن الحزب الديمقراطي، “رشيدة طليب”، من أصل فلسطيني، على ترامب، واعتبرت أن تصريحاته هذه تمثل فشلاً تاماً وواسعاً للرئيس”.
وشددت على أن ترامب بحدّ ذاته “أزمة”، محذّرة من أن “أيديولوجيته الخطيرة هي الأزمة، مؤكدة أن ترامب “يحتاج إلى عزله”.
ومن جانبها، وصفت “إلهان عمر”، الرئيس الأمريكي عبر حسابها على تويتر بأنه “الرئيس الأسوأ والأكثر فساداً والأقل كفاءة على الإطلاق”.
وأضافت: “إنك غاضب لأن أشخاصاً مثلنا يعملون في الكونغرس ويحاربون أجندتك المليئة بالكراهية”.
كما كتبت النائبة “أوكاسيو كورتيز” عبر تويتر: “أنت غاضب لأنه لا يمكنك تصوّر أمريكا التي تضمّنا، أنت تعتمد على أمريكا المخيفة”.
كما اتهم بيرني ساندرز، الذي يسعى للترشح للرئاسة، ترامب بالعنصرية وأضاف عبر حسابه على تويتر: “يجب أن نتحد جميعاً من أجل العدالة وكرامة الجميع”.
تراجع شعبية “دونالد ترامب” في استطلاعات الرأي
في أعقاب التصريحات المثيرة للجدل والعنصرية التي أدلى بها “دونالد ترامب”، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة انخفاضاً في شعبية رئيس البيت الأبيض.
في الواقع، لقد أظهرت نتائج الاستطلاع الجديدة أن شعبية “دونالد ترامب” أصبحت أقل من شعبية الثلاثة الديمقراطيين البارزين المشاركين في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في عام 2020، “جو بايدن” و”بيرني ساندرز” و”إليزابيث وارين”، ووفقاً لاستطلاع قامت به صحيفة “إن بي سي” نيوز ، فإن نائب الرئيس السابق “جو بايدن” يتقدّم على المرشحين الآخرين وتُظهر نتائج الاستطلاع الذي نُشر يوم الأحد الماضي أن “بايدن” حصل على 51٪ من الأصوات بينما حصل “ترامب” على 42٪ فقط.
كما حصل السناتور “بيرني ساندرز” على نسبة تصل 43 في المئة من الأصوات، كما حصلت السناتورة “وارن” على نسبة وصلت إلى نحو 43 في المئة من الأصوات، ويرجع الفارق الكبير بين الأصوات المؤيدة لـ”بايدن” والأصوات المؤيدة لـ”ترامب”، إلى الأداء العنصري لهذا الأخير فيما يخص المهاجرين وأصحاب البشرة السوداء.
المصدر / الوقت