التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

عندما تسلّم الجبهة الدخلية بقاعدة “الآتي أعظم”! 

يتوالى القلق الإسرائيلي على الجبهة الداخلية فصولاً. فالخشية الإسرائيلية من “حزب الله” تزداد يوماً بعد آخر. آخر فصول هذا القلق تمثّلت بكلام قائد الجبهة الداخليّة في الجيش الإسرائيلي الجنرال تامير.

فقد حذّر الجنرال تايمر من تهديدات استراتيجية تطال الجبهة الداخلية، موضحاً أنه في السنوات الأخيرة لم يحدد المعنيون في الجيش التغييرات التي طرأت على قدرة العدو على تهديد الجبهة الداخلية خلال الحرب، لافتًا إلى أنّ هيئة الأركان العامة لم تأخذ في الحسبان الحاجة إلى الاستعدادات لساعة الطوارئ.

الجنرال تحدّث عن تحسّن محدود لم يحلّ المشكلة، كون أن القدرات الجديدة لدى المقاومة، وتحديداً حزب الله، أدت إلى تطوير مفهوم لدى العدو مفاده أنّ النيران لن تستخدم فقط من أجل التخويف، بل من أجل شلّ الجبهة الداخلية بإجبارها على المكوث المستمر في الملاجئ، وشل المرافئ والمطارات وإلى اختراق مظلة الدفاع الجوي التابعة للجيش الإسرائيليّ.

لم تقتصر التحديات على الشق الصلب، بل تحدّث الجنرال الإسرائيلي عن تهديدات تتعلّق بحرب السايبر (الحرب الالكترونيّة)، وهنا تجدر الإشارة إلى التالي:

أوّلاً: يؤكد كلام الجنرال تامير ان التحصينات التي أجرتها الجبهة الداخلية وهيئة الأركان وطالت عشرات المواقع الاستراتيجية غير كافيّة، باعتبار أن حزب الله لا يقف مكتوف الأيدي بل يعمد إلى تعزيز قدراته الصاروخية، وما وراء الصاروخيّة أيضاً. قامت الجبهة الداخلية سابقاً، بتحديد المنشآت الإستراتيجية التي قد تكون هدفًا لهجمات حزب الله، من خلال عملية مسح للمواقع المهمة والحساسة، وتقرر تحصين عدد من المواقع بما في ذلك بناء جدران خرسانية، وتعزيز الأسقف والبنايات وتثبيت أبواب مقاومة للأضرار لمنع إصابتها بشظايا صاروخية، بما في ذلك دفن بعد المواقع بحيث تكون تحت مستوى الأرض، وهنا نسأله: هل هناك إمكانية لدفن كافّة المنشآت الاستراتيجية تحت الأرض؟ ماذاً عن منشآت الغاز والكهرباء والمطارات وغيرها؟

ثانياً: كانت الحسابات الإسرائيلية تأخذ بالحسبان عددًا محدودًا من الصواريخ الدقيقة القادرة على تهديد البنى التحتية الحيوية في الكيان الإسرائيلي، ولكن ماذا بعدا خطابي الصواريخ الدقيقة والخارطة؟ الیوم، وبعد إعلان السيد نصرالله عن امتلاك الصواريخ الدقيقة، هل تكفي الخطوات السابقة لتحصين المنشآت الداخليّة. يدرك الداخل الإسرئيلي صعوبة الحرب القادمة، فقد أكدت القناة الثانية العبرية قبل عام تقريباً عبرية أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية تعاني من تهديدات حقيقية من أكثر من جبهة عسكرية، لتنقل عن لسان الجنرال تايمر نفسه بأنه لا يمكن للإسرائيليين تناول فنجان من القهوة في تل أبيب خلال هذه الحرب، نتيجة لخطورتها وأثرها السلبي على الأمن القومي الإسرائيلي. نعم، وليس ذلك فحسب، بل نزيدهم من الشعر بيتاً أنهم لا يمكنهم حتى السباحة في خليج العقبة فضلاً عن المتوسط.

ثالثاٌ: تکشف المتغیرات العسکرية عن سيناريوهات قاتمة جدّاً تنتظرالجبهة الداخلية. المعادلة التي كان الجيش الإسرائيلي لترسيخها منذ العام 1948 ستتبدّل، لن تكون المعركة على الأراضي العربية فحسب، بل ستطال العمق الفلسطيني المحتلّ، وستكون قاسية جداً. متغيّر آخر تحدّثت عنه الاستخبارات الإسرائيلي التي كشفت عن معلومات ترتبط بتنسيقٍ بين حزب الله والمُقاومة الفلسطينيّة في غزّة، وهو ما دفع بقائد الجبهة الداخلية إلى الحديث عن إمكانية أن يضطر الكيان الإسرائيلي إلى خوض حربٍ في الشمال ضدّ حزب الله، وفي الجنوب ضدّ المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، في آنٍ واحدٍ.

رابعاٌ: قد یرى البعض أن المتغیرات الآبرز ترتبط بالشق العسكري، لكن نفس الخشية الإسرائيلي والحديث الإسرائيلي عن واقع جديد محى صورة “الجيش الذي لا يقهر” يعدّ المتغيّر الأبرز الذي يؤسس لزوال هذا الكيان. في السابق، كنا كعرب نتغنى بكلمة أي جندي أو ضابط صف في الجيش الإسرائيلي حول قدراتنا. اليوم، بات كبار الضباط في رئاسة الأركان، إضافةً إلى الوزراء يتحدّثون عن الخطر الداهم للمقاومة. هم أقرّوا به من حيث يعلمون أو لا يعلمون، سواءً رضوا بذلك أم لم يفعلوا. الجيش الذي كان يشترط عدم امتلاك المقاومة لصواريخ الكاتيوشا، بات اليوم يسلّم لواقع الصواريخ الدقيقة القادرة على استهداف أي بقعة في فلسطين المحتلّة. لا بل على العكس بات هؤلاء الضباط ينتقدون أي اعتراض على التهديدا الاستراتيجي فقد قال قال مُراسِل الشؤون العسكريّة في صحيفة “​يديعوت أحرونوت” تعلیقاٌ علد کلام الجنرال تایمر حول فنجان القهوة فی تل آبیب: إنّه “لا يفهم لماذا هذه الضجّة، لقد قال الجنرال الحقيقة، وحاوَل أنْ يُخفّف من القادِم، والقادِم أعظم”، على حدّ تعبيره، لافتًا إلى أنّه إذا كانت هناك انتقادات على طريقة الإعلام، فإنّه يجب توجيهها إلى القائد العّام للجيش وإلى وزير الأمن ورئيس الوزراء، ​بنيامين نتانياهو​، لأنّها يمتنِعان عن التحدّث للجمهور الإسرائيليّ وإبلاغه بخطورة الوضع”.

لا نستبعد استمرار معادلات الصراع في التبدل، وسيشهد كهولنا اليوم الذي يخرج قادة الاحتلال محتفظين بحقّ الرد، وبعدها اليوم الذي يخرجون فيه من فلسطين المحتلّة.
المصدر: الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق