التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

الإصلاحات الكاذبة… تذكرة بن سلمان الذهبية لفتح باب العلاقات على مصراعيه مع الغرب 

واصلت المملكة العربية السعودية مسيرة الاصلاحات التي دعا لها ولي العهد الامير “محمد بن سلمان” وخلال الفترة الماضية بدأت جولة جديدة من التدابير لرفع بعض القيود الاجتماعية، وخاصتاً فيما يتعلق بالمرأة السعودية، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأن الحكومة السعودية سمحت خلال الفترة الماضية باقامة ديسكو اسلامي ترفيهي على الطراز الغربي وقبل عدة أيام سمحت الحكومة أيضا للمرأة السعودية السفر خارج البلاد وداخلها بدون محرم وبدون إذن من ولي أمرها. ولقد أعلنت السعودية يوم الخميس الماضي، عن تعديلات جديدة ترفع بعض القيود عن سفر المرأة، وذلك بالسماح للنساء فوق 21 عاماً، بالسفر خارج البلاد واستصدار جواز السفر دون الحاجة إلى ولي الأمر، وذلك امتداداً لسلسلة من إصلاحاتولي العهد السعودي وقضت هذه التعديلات أيضا بالسماح للمرأة بالتبليغ عن المواليد حالها حال الرجل، وجاء في التعديلات تكليف أي من “والدي الطفل” بالتبليغ عن الولادة بعد أن اقتصرت في السابق على “والد الطفل”. وشملت التعديلات إضافة المرأة من ضمن الأشخاص المكلفين بالتبليغ عن حالات الوفاة والزواج أو الطلاق أو المخالعة، في وقت كانت هذه المسؤولية حكرا على الزوج، بعد تعديل مواد في القانون، وكذلك حق طلب الحصول على سجل الأسرة من إدارة الأحوال المدنية.

أهداف “بن سلمان” من جولة الإصلاحات الجديدة

لقد تمكنت عائلة آل سعود الحاكمة في السعودية من غرس اُسس التمييز العنصري ضد المرأة في المجتمع السعودي على مدى العقود الماضية وذلك بمساعدة حكمت أسرة آل الشيخ الوهابية وتم حرمان المرأة السعودية خلال تلك الفترة من العديد من حقوق المواطنة الأساسية، ولا سيما في مجال الشؤون الاجتماعية والسياسية وبسبب التغيرات الأخيرة في البنية الديموغرافية السعودية، وكذلك نمو الاتصالات العالمية والثورة التكنولوجية في مجال إنشاء تكنولوجيا المعلومات وإنشاء العديد من شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، شهدت المملكة العربية السعودية، حركة معارضة مكثفة من قبل الناشطين السياسيين والاجتماعيين. ولهذا فإنه يمكن القول أن النهج المزدوج للحكومة السعودية تجاه حقوق المرأة، وتجاه النشطاء الاجتماعيين القابعين في العديد من سجون آل سعود، أدى إلى اثارة الكثير من التكهنات بأن هذه الاصلاحات الخاصة بالمرأة يكمن خلفها العديد من الاعتبارات السياسية.

وفي سياق متصل، كشفت الناشطة السياسية والاجتماعية/ “لجين الهذلول” بأن السلطات السعودية احتجزت العديد من النشطاء الاجتماعيين والسياسيين في مارس 2019، ووضعتهم في الحبس الانفرادي وعرضتهم للتعذيب والمضايقة. ومن جهتهاكتبت الناشطة السعودية “علياء الهذلول”، المولودة في بلجيكا، في تغريدة على تويتر للمغني الأمريكي الذي كان من المقرر أن يسافر إلى المملكة العربية السعودية لافتتاح مراكز ترفيهية في ذلك الوقت، أن شقيقتها “لجين الهذلول” موجودة في سجن سعودي منذ عام 2018 وجريمتها هي أنها دعمت مع ناشطين آخرين حق قيادة النساء في المملكة العربية السعودية وبالطبع سُمح للنساء السعوديات بقيادة السيارات، لكن الناشطين الذين طالبوا بهذا الحق لا يزالون قابعين في السجن. وفي سياق اخر، تقول الناشطة السعودية “أماني العيسي” والتي تعيش في أستراليا: “إن احتفالات النجوم الغربيين في المملكة العربية السعودية يمثل مشكلة لأن الانفتاح الاجتماعي لا يعكس حقيقة حياة النساء السعوديات”. وتضيف “العيسي”، إن المرأة لها دور ثانوي في عملية الانفتاح الحالية وإن ما نراه ليس انفتاحًا اجتماعيًا حقيقيًا، بل هو مجرد قطاع ترفيهي مرتبط بالانفتاح الاقتصادي ولا يستفيد منه سوى جزء صغير من المجتمع السعودي.

في الواقع، إن إصلاحات “بن سلمان” قد احدثت تغييرات جوهرية في الهيكل الاجتماعي والاقتصادي للمملكة العربية السعودية، ولكن على الرغم من تقديمها كهدف رئيسي لرؤية 2030 السعودية، إلا أن العديد من المحللين والنقاد للحكومة السعودية ولأبن سلمان شخصيا يقولون بأن تصرفات وجهود “بن سلمان” هذه جاءت من أجل جذب الانتباه الغربي واكتساب شعبية بين الشباب في المملكة العربية السعودية من أجل تمهيد الطريق لتولي العرش وذلك نظرا لوجود منافسة شرسة بينه وبين “محمد بن نايف” وآخرين من أبناء الاسرة الحاكمة.

الترحيب بـ”بن سلمان” بأسلوب حقوق الإنسان الأمريكية

أعلن المسؤولون الأمريكيون مرارًا وتكرارًا دعمهم لهذه الإصلاحات التي يقوم بها ولي العهد السعودي “بن سلمان”، بدون الإشارة فعليًا إلى عمليات القمع المتواصلة التي يقوم بها داخل وخارج السعودية وقتله للالآف من اليمنيين الأبرياء ومحاولاته لاغتيال المعارضين له في داخل البلاد وخارجها، ونهجه المزدوج فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية. وفيما يتعلق بالاصلاحات الاخيرة المتعلقة بالمرأة، قامت ابنة الرئيس الأمريكي “إيفانكا ترامب”، بكتابة تهنئة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، للمسؤولين السعوديين لإصلاحات التي قاموا بها فيما يتعلق بحقوق المرأة السعودية ورفع القيود التي كانت مفروضة على سفرها إلى الخارج وأضافت أن الخطوات الأخيرة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في نظام جوازات السفر وقانون الأحوال المدنية تعتبر “خطوة كبيرة للتحرك بالبلاد نحو الأمام”.

وقبل يومين، ذكرت مجلة “فانيتي فير” في تقرير لها، أن الرياض واصلت عمليات الاختطاف في حق العديد من معارضيها الذين يعيشون خارج البلاد وقامت بإعادتهم إلى الوطن وفي العديد من الحالات قامت الحكومة السعودي باغتيال أولئك المعارضين. وحول هذا السياق، كشفت هذه المجلة بأن “خالد بن فرحان آل سعود”، أمير سعودي يعيش في مدينة “دوسلدورف” الالمانية، و”عمر عبد العزيز” الذي يعيش في كندا، هما من بين الأفراد الذين قالوا بأن الحكومة السعودية حاولت لعدة مرات اغتيالهم ولكنها فشلت. ووفقًا للتقرير، فإن الأهداف التي تسعى الحكومة السعودية إلى إخراسها، عادة ما تكون تلك التي ينتقدون ويعارضون سياسات آل سعود القمعية داخل البلاد وخارجها؛ كالمعارضين الاعلاميين، والطلاب، ورجال الأعمال البارزين والأعداء الشخصيين لـ”محمد بن سلمان”، الذين يعيشون حياة غير أمنة داخل المملكة وفي عدد من دول العالم.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق