فضيحة من العيار الثقيل؛ الكشف عن خطة سعودية للإطاحة بحكومة إردوغان
كشف موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أعد خطة من أجل الإطاحة بحكم الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”؛ انتقامًا من الأخير لموقفه المتشدد ضد ولي العهد السعودي في قضية مقتل الصحفي “جمال خاشقجي” في مقر القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر 2018م. وحول هذا السياق، كتب الصحفي البريطاني “دايفيد هيرتس” مقالاً، قال فيه: إن “الخطة السعودية تستهدف في الأساس الاقتصاد التركي، وتأتي رداً على تعامل أنقرة مع ملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي”. ولفت “هيرتس” إلى أن الخطة تقوم على إشغال “أردوغان” بالقضايا الداخلية على أمل أن تسقطه المعارضة، مشيراً إلى أن تفاصيل الخطة تستند إلى معلومات استخبارية أعدتها حكومة دولة الإمارات الحليفة الاقرب للسعودية.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن هذه الخطة السعودية استندت بالأساس إلى تقارير استخباراتية ضمن سلسلة شهرية أعدها مركز الإمارات للسياسات، وهو مركز أبحاث على صلة وثيقة بحكومة أبوظبي وأجهزتها الأمنية. وقال هذه الموقع البريطاني إنه حصل على نسخة من التقرير السري الذي جاء تحت عنوان “التقرير الشهري عن السعودية، العدد 24، مايو 2019”. ويكشف هذا التقرير أن الرياض أصدرت أوامر بتنفيذ الخطة الاستراتيجية في مايو الماضي بهدف مواجهة الحكومة التركية.وبحسب هذا التقرير الاستخباري فإن الهدف من الخطة، يتمثل في استخدام جميع الأدوات الممكنة للضغط على حكومة “أردوغان”، وإضعافه، وإبقائه مشغولاً بالقضايا الداخلية على أمل أن تسقطه المعارضة، أو إشغاله بمواجهة أزمات متتالية ودفعه لارتكاب أخطاء ودعم المؤسسات الإعلامية لشن هجوم على الحكومة.
وفي سياق متصل، أعرب هذا الموقع البريطاني، بأن السعودية ستبدأ استهداف الاقتصاد التركي بالإنهاء التدريجي للاستثمارات السعودية في تركيا، والحد من تدفق السائحين السعوديين نحو تركيا، وخلق وجهات بديلة لهم وتقليل الواردات السعودية من البضائع التركية، والأهم من ذلك مواجهة النفوذ التركي في المنطقة دينياً وسياسياً. ووفقاً للتقرير الذي أعده الصحفي “هرتس” فقد اتخذ “محمد بن سلمان”، الحاكم الفعلي للمملكة، قراراً بمواجهة تركيا عقب اغتيال “خاشقجي” على أيدي فريق من العملاء السعوديين في قنصلية بلدهم في إسطنبول. يذكر أن قضية مقتل الصحفي السعودي، “جمال خاشقجي” قد أثارت غضباً دولياً ويرجع ذلك إلى إصرار تركيا على نقل القضية إلى المجتمع الدولي، ولا تزال أنقرة تطالب بمحاكمة المتورطين في إسطنبول وتتهم الرياض بالتستر على القتلة، ومنهم ولي العهد “بن سلمان” وحول هذا السياق، زعمت وثيقة مركز الإمارات للسياسة أن تركيا لم تقدم معلومات محددة وصادقة للمحققين السعوديين في جريمة القتل، لكن بدلاً من ذلك تسربت معلومات مضللة إلى وسائل الإعلام، جميعها تهدف إلى تشويه صورة المملكة ومحاولة تدمير سمعة ولي العهد.
ولكن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وأعضاء بارزون في الكونغرس الأمريكي، أجروا تقييماً لتقارير المخابرات التركية حول مقتل “خاشقجي”، وخلصت تلك التقارير إلى أن الجريمة نُفذت بعلم “محمد بن سلمان” وتحت إشراف المقربين منه في الديوان الملكي وبحسب هذا الموقع البريطاني فإن السعودية بدأت، الأسبوع الماضي، أول مؤشرات تنفيذ الخطة الإماراتية ضد تركيا، حيث منعت السلطات 80 شاحنة تركية تنقل منتجات ومنسوجات ومواد كيميائية من دخول المملكة عبر ميناء ضبا، لأكثر من 10 أيام. كما احتجزت السعودية 300 حاوية في ميناء جدة تحمل الفواكه والخضروات من تركيا. ويشير هذا الموقع البريطاني أيضاً إلى انخفاض عدد السياح السعوديين الذين يزورون تركيا بنسبة 15٪ من 276 ألفاً إلى 234 ألفاً في الأشهر الستة الأولى من عام 2019، وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن وزارة السياحة التركية. ولقد دعا التقرير الإماراتي، القيادة السعودية إلى قطع علاقتها مع “أردوغان” ومعاملته كعدو، إذ وافق الملك “سلمان” دون تردد على توصية من لجنة استشارية بعدم إرسال دعوة رسمية لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي في مكة، كذلك فقد أضيف اسم الرئيس التركي إلى قائمة المستبعدين من القمة.
ونقل هذا الموقع البريطاني عن مسؤول تركي رفيع، قوله: “إن وجود استراتيجية سعودية لمعاقبة تركيا بسبب موقفها من قضية خاشقجي لم يكن مفاجئاً بالنسبة لها”. وأضاف: “نحن على دراية بما يفعلونه؛ إنه علني تقريباً، إلى حد أنه يمكنك رؤية أنشطتهم على وسائل التواصل الاجتماعي المدعومة من السعودية ووسائل الإعلام السعودية”، مشيراً إلى أنهم يدعون صراحةً إلى المقاطعة. وهنا نرى بأن عدد السياح الوافدين من السعودية يتقلص ونواجه مشكلات تتعلق بالصادرات التركية. نحن نتابع الموقف عن كثب”. وأضاف المسؤول التركي: “إن أنقرة لا تعتقد أن المواطنين السعوديين سيغيرون موقفهم من تركيا على الرغم من جهود حكومة الرياض المخالفة لتوجهات الشعب السعودي وهنا نرى أن إسطنبول، لا تزال مليئة بالسياح السعوديين، يجب على المسؤولين السعوديين التحقق من استطلاع “بي بي سي” حول شعبية أردوغان في الشرق الأوسط، ليدركوا أن خططهم ستقودهم إلى الفشل”.
يذكر أن الرئيس التركي “أردوغان” اتصل يوم الخميس الماضي، هاتفياً بالملك “سلمان” وخلال ذلك الاتصال أثار “أردوغان” مشكلة الصادرات التركية المحتجزة في الموانئ السعودية ليتم الإفراج عنها لاحقاً. وحول هذا السياق، قال مسؤول تركي آخر، إن مكالمة “أردوغان” مع الملك السعودي كانت ودية وركزت على التطورات الإقليمية، مثل سوريا والقضية الفلسطينية وذكر ذلك المسؤول أن الملك كان واضحاً بدعمه للمخاوف التركية فيما يتعلق بسوريا. ولفت ذلك المسؤول أن الرئيس “أردوغان” وجه دعوة رسمية لملك السعودية للقيام بزيارة ودية لتركيا.
المصدر/ الوقت