التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

جهود مكثّفة ضد الحشد الشعبي.. من الدور الذي لعبته “تل أبيب” إلى الحقد الدفين عند “آل خليفة” 

كشفت التطورات الميدانية في المنطقة بأن الكيان الصهيوني لعب دوراً خبيثاً في سلسلة الانفجارات والهجمات التي وقعت في العراق خلال الفترة الماضية وذلك من أجل استهداف قوات الحشد الشعبي العراقية وتشويه صورتها أمام الرأي العام العراقي وذلك لأن هذا الكيان الغاصب لديه استراتيجية قديمة تستهدف أعضاء المقاومة في الدول الداعمة لمحور المقاومة في المنطقة مثل العراق ولبنان وغيرهما.

وحول هذا السياق، أكد “كريم عليوي”، عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية وجود شكوك كبيرة بأن الطائرات الإسرائيلية التي قصفت مقرات قوات الحشد الشعبي في العراق انطلقت من مدن سعودية.

وقال “عليوي”: “إن أحد أعداء العراق هي السعودية وهذا واضح، فهي من قدّم الدعم لتنظيم داعش الإرهابي خلال فترة الأربع سنوات الماضية وما زالت تقدّم لهذا التنظيم الإرهابي الكثير من الدعم حتى الآن، ولقد كانت المفخخات والانتحاريون يأتون من الأراضي السعودية”.

وبيّن “عليوي” أن السعودية اليوم لا تريد الخير للعراق، وخصوصاً للقوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي، ولذلك فإنها تريد أن تقوّض عمل الحشد الشعبي في العراق.

وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بالقول: إن “هناك شكوكاً بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية التي قصفت مواقع تابعة لقوات الحشد الشعبي في العراق، انطلقت من الأراضي السعودية وذلك لأن هذا الكيان الغاصب والرياض يقفان في خط واحد ويكنّان عداءً واحداً للشعب العراقي”.

ومن جهته، ذكر “فالح الفياض”، رئيس هيئة الحشد الشعبي، أن الاعتداءات التي تعرّض لها الحشد مؤخراً هي في جانب منها محاولات لجرّ قوات الحشد ومنظومة الدفاع الوطني إلى الانشغال عن الدور المهم المتواصل من أجل القضاء على فلول داعش والتخلص نهائياً من الإرهاب، وأكد على أن القصف على معسكرات الحشد الشعبي كان من قبل “إسرائيل”.

وفي سياق متصل، أكد وزير الدفاع العراقي “نجاح الشمري” أن أي اعتداء على أي جهة عراقية يعدّ اعتداءً على العراق، مبيناً أنه سيتخذ الإجراءات العسكرية الكفيلة من أجل حماية العراق.

وقال “الشمري” في بيان له: إن “الوزارة ستتخذ الإجراءات الأمنية والعسكرية للدفاع عن البلاد تجاه أي اعتداء على أي جهة عراقية”، مشدداً على “ضرورة أخذ الحيطة والحذر من أي مساس بسيادة وكرامة العراق”.

وأضاف: “إن أي اعتداء على أي جهة عراقية يعدّ اعتداءً على العراق”.

وأكد “الشمري” على ضرورة التكاتف والتلاحم بين القوات المسلحة بكل أصنافها وتشكيلاتها من الجيش والشرطة الاتحادية وقوات الحدود ومكافحة الإرهاب والحشد الشعبي وقوات حرس الإقليم البيشمركة من أجل عراق موحّد تحت راية واحدة بوجه من يريد زعزعة أمن العراق.

وفي السياق ذاته، أشار المتحدث باسم رئاسة جمهورية العراق، “حسن جهاد”، إلى أنه إذا استمرت الهجمات الإسرائيلية، على قوات الحشد الشعبي فستكون الأوضاع خارج السيطرة، مبيناً أن الحشد الشعبي قوة عسكرية مستقلة ولرئيس الوزراء دمجها مع القوات العسكرية الأخرى.

وأضاف إن رئيس الجمهورية يتابع الأوضاع في المناطق المتنازع عليها، وقام بتشكيل لجنة عليا للوقوف على هذه الأوضاع ويقول “إن عدم وجود قوات البيشمركة في هذه المناطق قد أدّى إلى حصول فراغ أمني في هذه المناطق.

مشيراً إلى أن “إسرائيل” قد قالت وعلى لسان رئيس وزرائها بأنها قامت باستهداف الحشد الشعبي، ونشرت صور طائراتها المسيرة التي قصفت مقار للحشد، وإذا استمر هذا القصف فستكون الأوضاع خارج السيطرة.

وهنا يمكن القول بأن الهدف الرئيس وراء قيام الكيان الصهيوني بتنفيذ هجمات واسعة النطاق على مواقع تموضّع قوات الحشد الشعبي، يتمثل في إضعاف جماعات محور المقاومة في المنطقة.

في الواقع، يلاحظ الصهاينة بوضوح أن جماعة الحشد الشعبي أصبحت حزب الله ثانية في المنطقة، ومن الواضح أن الأعمال الصهيونية الجشعة ضد الجماعات الشيعية يتم تنفيذها بالضوء الأخضر من أمريكا.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس تيار الحكمة الوطني في العراق السيد “عمار الحكيم”، أن المبررات الحكومية إزاء الخروقات والانتهاكات المتكررة من قبل الكيان الإسرائيلي لسيادة العراق غير مقبولة مطلقاً، وأن التهاون الحكومي أمام هذه الحوادث مرفوض رفضاً شديداً.

كما ذكر السيد “الحكيم”، أن الحشد الشعبي أوقف اكتساح تنظيم “داعش” الإرهابي للمنطقة، مشيراً إلى أن العراق ينعم بالأمن والأمان بفضل مجاهدي الحشد الشعبي والتضحيات التي قدموها.

وقال السيد “الحكيم”: “إن ما قام به أبناء الحشد الشعبي محطّ فخر واعتزاز لجميع العراقيين والأمة الإسلامية، ويستحق منّا الشكر والعرفان لأنهم حفظوا العراق والعراقيين والمقدسات من خطر الإرهابيين”، مشيداً بـ”شجاعة وتضحيات متطوعي الحشد الشعبي التي باتت واضحة للمنصفين في كل دول العالم، بعدما حققوا الانتصار ووقفوا بوجه اكتساح داعش للمنطقة”.

وفي سياق متصل، وصف وزير الخارجية البحريني “خالد بن أحمد آل خليفة”، في تغريدة له على حسابه بتويتر، يوم أمس الإثنين، الهجمات الجوية الإسرائيلية على بيروت والعراق ودمشق بأنها من قبيل “الدفاع عن النفس”.

وتابع وزير خارجية البحرين بشكل حقير ووضيع قوله، إن “المادة الواحد والخمسين من الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة تؤكد، وبكل وضوح، حق الدول في الدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو اعتداء”.

وفور انتشار هذه التغريدة البحرينية، أعلن العراق رفضه وإدانته لوزير خارجية البحرين “خالد بن أحمد آل خليفة” التي أيّد فيها القصف الإسرائيلي الأخير على مواقع للحشد الشعبي في العراق وأهداف أخرى في سوريا ولبنان، بذريعة الدفاع عن النفس.

وقالت الخارجية العراقية في بيان إن “الحشد الشعبي وقف إلى جانب قواتنا المسلحة، والشرطة والبشمركة، ومقاتلي العشائر، للدفاع بكلّ شرف عن أراضينا، وقدّم تضحيات كبيرة لتحرير مُدُن العراق، وهزيمة عصابات داعش”.

وفي النهاية يمكن القول بأنه، في الوقت الذي يبذل فيه الكيان الصهيوني الكثير من الجهود لتشويه صورة قوات الحشد الشعبي العراقية، يقوم أيضاً أذناب هذا الكيان الغاصب في المنطقة، بما في ذلك نظام “آل خليفة”، باتخاذ مواقف وضيعة وحقودة لدعم تلك الجهود الإسرائيلية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق