وفد عسكري إيراني رفيع يزور قاعدة “تشوتشو” الصينية.. ما هي الرسائل التي تحملها هذه الزيارة ؟
توجّه رئيس الأركان العامة للقوات المسلّحة الإيرانية اللواء “محمد باقري” فجر يوم الأربعاء الماضي إلى العاصمة الصينية “بكين” على رأس رفد عسكري رفيع المستوى تلبية لدعوة من رئيس أركان الجيش الصيني.
وكان في استقبال اللواء “باقري” في مطار “بكين” عدد من كبار المسؤولين العسكريين الصينيين.
وتهدف زيارة رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية إلى إجراء محادثات مع كبار المسؤولين العسكريين الصينيين وبحث تطورات المنطقة وتعزيز العلاقات الدفاعية وتطوير التعاون الثنائي.
ولدى وصوله إلى الصين، أعرب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، عن ارتياحه بهذه الزيارة، مهنّئاً في ذات الوقت بالذكرى السنوية السبعين لاستقلال هذا البلد.
ووصف اللواء “باقري”، جمهورية الصين الشعبية بأنها ذات أهمية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وخلال الاجتماع الرسمي، تباحث الجانبان الإيراني والصيني بشأن القضايا الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك.
ووفقاً للعديد من المصادر الإخبارية، فإن اللواء “باقري” قام بزيارة قاعدة “شانغهاي” البحرية التي تعدّ جزءاً من الأسطول الشرقي التابع للبحرية الصينية.
كما يضم هذا الأسطول الشرقي أيضاً أربع قواعد أخرى تحتوي على مجموعة متنوعة من السفن السطحية وتحت السطحية، من بينها مدمّرات من النوع “تايب 052” وسي ودي، ومدمرات من النوع “تايب 054آ” ومن النوع “تايب 056″، ومدمرات من فئة “ساورمني” والتي تعود إلى الحقبة السوفيتية والتي قام الصينيون بشرائها في ثمانينات القرن الماضي، وغواصات من طراز “كيلو” و”سانغ”.
وأشارت تلك المصادر الإخبارية إلى أن اللواء “باقري” أعرب عن سعادته لزيارة هذه القاعدة الصينية ومشاهدته كل أنواع الأسلحة والمدمّرات وحاملات الطائرات الصينية المهمة في عمليات الإنقاذ البحرية واللوجستية.
اللواء باقري يزور الفرقاطة الصينية الجديدة
تظهر الصور أن رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء “باقري” زار الفرقاطة الصينية الجديدة “تشوتشو”، وهي من فئة الفرقاطة 056 التي تمتلك منصات لإطلاق الصواريخ وهذه الفئة من السفن هي واحدة من أكبر السفن القتالية المصنعة من قبل وحدات الصناعة العسكرية الصينية، وحتى الآن تم تصنيع أكثر من 5 سفن من هذا النوع.
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن الصينيين يسعون إلى نشر خمس منها في مناطق مختلفة ولفتت تلك المصادر إلى أن بكين باعت خمساً من هذه السفن لبنغلاديش وخمساً منها إلى نيجيريا.
ويبلغ وزن الفرقاطة “تشوتشو” حوالي 1360 طناً، ويبلغ طولها 89.5 متراً وعرضها 11.5 متراً، وعدد أفرادها حوالي 78 شخصاً ودخلت هذه الفرقاطة في الخدمة البحرية الصينية في نوفمبر 2014.
وفي قسم تسليح هذه الفرقاطة، هناك أربعة صواريخ كروز مضادة للسفن تم تركيبها على هذا الزورق الحربي، وقاذفة صواريخ قصيرة المدى ومدفع 76 ملم ومنظومتان مضادتان للطائرات، وقاذفتا طوربيدات 324 ملم.
واعتماداً على هذا النموذج، يمكن أن يصل مدى الصواريخ إلى 200 كيلومترات ويزن الرأس الحربي تقريباً 190 كجم وتبلغ سرعته 0.9 كلم.
ويستخدم نظام دفاع الفهد المركب على هذه الفرقاطة، نظام توجيه رادار غير نشط بالأشعة تحت الحمراء وطبقة دفاع قصيرة المدى تحميها من تهديدات الطيران مثل المروحيات والمقاتلات وصواريخ كروز ويصل المدى النهائي لهذا النظام تقريباً 9 كيلومترات.
الجدير بالذكر هنا، أن التعاون بين طهران وبكين في المجالات العسكرية والاقتصادية شهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات القليلة الماضية وذلك بسبب العقوبات التي فرضتها أمريكا على إيران والصين، وفي هذا الصدد ذكر اللواء “باقري”، أثناء زيارته للصين، أن امريكا تهاجم وبشتى الوسائل أي بلد أو شعب يسعى إلى حماية استقلاله والحفاظ على سيادته الوطنية، وهي تنتهك جميع الالتزامات والمعايير الدولية، وأكد بأن اجتياز هذه الظروف المريرة والخطرة والهشة، يتطلّب عزماً وإرادة عالمية.
وقال: يجب على الحكومات والأمم الحرة والمفكرين والمثقفين، اعتماد استراتيجيات مناسبة تتسم بالحكمة والذكاء، لمواجهة حازمة لأطماع بعض القوى، ورسم مستقبل مشرق للسلام والاستقرار والأمن في العالم.
وأعلن اللواء “باقري” أن السياسة العامة لإيران بشأن القضايا الإقليمية وقضايا غرب آسيا تقوم على الدفاع عن نهج المشاركة الفاعلة لجميع دول المنطقة في بناء هيكل أمني جماعي وإقليمي وقال إن إيران لا تسمح بسياسة الهيمنة والتدخل الأجنبي في قضايا المنطقة .
وأشاد بالجهود الصينية في المفاوضات النووية وندد بالمقابل بتنصل أمريكا من جميع تعهداتها في الاتفاق النووي، وتكريسها كل طاقاتها لتهديد إيران وفرض الحظر عليها قائلاً إن إيران مازالت ملتزمة بتعهداتها لكن في حال عدم التزام الأطراف الأخرى بتعهداتها تستأنف جميع إجراءاتها النووية من جديد.
كما أعلن اللواء “باقري” استعداد جامعة الدفاع الوطني الإيراني لنقل خبراتها إلى جامعة الدفاع الوطني الصيني في سياق تعزيز علاقاتها الدفاعية مع الصين، قائلاً: “إن علاقات الصين وإيران خلال السنوات الماضية قد تحوّلت إلى علاقات استراتيجية وهي تتطوّر يوماً بعد يوم وإن القوات المسلّحة للبلدين تربطها علاقات متميّزة مع بعضها البعض في مختلف المجالات ولاسيما على صعيد التأهيل العلمي”.
تجدر الإشارة هنا إلى أن زيارة اللواء “باقري” إلى بكين عقب زيارة كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين والصينيين، تُعدّ تأكيداً على رغبة البلدين في تعزيز التعاون العسكري والدفاعي في إطار العلاقات الجيدة والوثيقة القائمة منذ فترة طويلة بين الجانبين، ولطالما سعت إيران والصين إلى تعزيز العلاقات في مجموعة متنوعة من المجالات بطريقة عقلانية وشرعية، وحتى العقوبات الأمريكية أحادية الجانب والجائرة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فشلت في خلق حاجز لتوسيع التعاون في مجال الدفاع العسكري بين الجانبين.
المصدر / الوقت