غارات على قاعدة بالقرب من معبر “البوكمال”.. هل تهدف لمنع إعادة فتح الطريق بين طهران ومنطقة البحر المتوسط؟
قامت الحكومتان العراقية والسورية خلال الأشهر الأخيرة، بتسريع الأنشطة التنموية والعمرانية لإعداد وتشغيل معبر “القائم البوكمال” الاستراتيجي، وقامتا بتأمين 90 في المئة من البنية الأساسية التحتية اللازمة لإنجاز ذلك العمل.
ووفقاً لما صرّح به بعض المسؤولين العراقيين، فإنه سيتم فتح المعبر الحدودي رسمياً في الأيام الأولى من شهر سبتمبر الحالي وذلك لإعادة الحياة للتجارة بين العراق وسوريا بعد سبع سنوات من التوقف.
ومع بدء العد التنازلي لافتتاح لمعبر “القائم – البوكمال” الحدودي الاستراتيجي، واستعداد الحكومتين العراقية والسورية لاستكمال انتصاراتهما على من تبقّى من فلول الجماعات الإرهابية، أعلنت بعض وسائل الإعلام عن قيام بعض الأطراف الغربية بشنّ غارات جوية مكثّفة على مواقع عسكرية تقع بالقرب من هذا المعبر الاستراتيجي.
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام تلك، فلقد وقعت غارات جوية على قاعدة عسكرية جنوب غربي بلدة “البوكمال” السورية الحدودية في وقت متأخر من يوم الاثنين 9 سبتمبر الماضي، ما أثار مرة أخرى احتمال تأخير عملية افتتاح معبر “القائم – البوكمال” الحدودي بين العراق وسوريا.
وحول هذا السياق، أفادت وسائل الإعلام بأن تلك الهجمات الغادرة استهدفت أربع مجموعات عسكرية تابعة لقوات الجيش العراقي ولقد أدّت تلك الهجمات التي استهدفت القاعدة العسكرية الواقعة بالقرب من معبر “القائم – البوكمال” الحدودي، إلى استشهاد وجرح أكثر من 18 مدنياً.
وبعد وقوع تلك الهجمات، سارعت العديد من وسائل الاعلام الغربية والعربية والصهيونية للقول بأن تلك الهجمات استهدفت مستودعات لصواريخ بعيدة المدى تابعة للقيادة الإيرانية، لكن مصادر ميدانية كذّبت تلك الادعاءات وقالت بأن القاعدة العسكرية التي ضُربت كانت قيد الإنشاء ولم يكن بداخلها صواريخ أو معدّات عسكرية.
ووفقاً لبعض المصادر الميدانية، فإن القاعدة العسكرية شبه الجاهزة والتي ما زالت قيد الإنشاء والواقعة بالقرب من معبر “البوكمال” الحدودي كانت خالية من القوات ولم تقع إصابات في صفوف القوات العسكرية ولم تتسبب الغارات الجوية إلا بحدوث خسائر مالية فقط. كما أن صور الأقمار الصناعية أظهرت بوضوح مدى الضرر الذي لحق بالعديد من المباني التي لا تزال قيد الإنشاء، ولو أنه كان هناك صواريخ في هذه القاعدة العسكرية، لكان حجم الانفجارات أكبر بكثير مما حدث.
ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن الغارة الجوية تسبّبت فقط في تأجيل الحكومتين العراقية والسورية تدشين افتتاح معبر “القائم – البوكمال” الاستراتيجي المهم الذي كان من المقرر افتتاحه هذا الأسبوع ولكن تلك الغارات أدّت إلى تأجيل ذلك الافتتاح.
وفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فإن الغارة الجوية على القاعدة العسكرية التي لا تزال قيد الإنشاء، والتي تقع بالقرب من معبر “البو كمال” الحدودي تم تنفيذها من قبل سلاح الجو التابع للكيان الصهيوني وبالتعاون مع القوات الأمريكية وبعض الأنظمة الرجعية في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقاً لبعض المصادر الإخبارية، فلقد شنّت مقاتلات الجو الاسرائيلية غارة جوية بمساعدة القوات الأمريكية المتمركزة في منطقة “التنف” الواقعة جنوب شرق محافظة “حمص” السورية ولفتت تلك المصادر الإخبارية إلى أن مقاتلات الجو الإسرائيلية عبرت من الأجواء الأردنية ووصلت إلى معبر “البو كمال” الحدودي.
وفي السياق ذاته ذكرت مصادر ميدانية أن افتتاح معبر “القائم – البوكمال” الحدودي، يأتي بمعنى افتتاح طريق استراتيجي مهم بين “طهران – بغداد – دمشق – بيروت – البحر المتوسط”، ولهذا فلقد نفّذت مقاتلات الجو الإسرائيلية العديد من الهجمات على مواقع تابعة لجبهة المقاومة في سوريا وذلك من أجل إفشال هذا المشروع المهم. ولفتت تلك المصادر إلى أن تدشين وافتتاح طريق “طهران- البحر الأبيض المتوسط” سوف يُحدث تغييراً اقتصادياً كبيراً في منطقة غرب آسيا، وسوف يجلب الكثير من الرخاء التجاري لإيران والعراق وسوريا، وقد يؤثر على المعادلات السياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم في المستقبل القريب، ولهذا فإن النظام الرأسمالي في الغرب خائف كثيراً من هذا المشروع العظيم.
وفي هذا الصدد، ذكر العديد من الخبراء الاقتصاديين بأنه مع تدشين حركة المرور على طريق “طهران – البحر المتوسط”، سوف تصبح عمليات تبادل البضائع بين إيران والعراق وسوريا سلسة وسهلة، وسوف تتمكن طهران من نقل نفطها عبر هذا الطريق إلى سوريا ومن ثم إلى دول أخرى في المنطقة، وهذا الأمر هو الذي صدم التحالف الغربي العربي الصهيوني.
ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فقد قدم الأمريكيون والصهاينة الكثير من الدعم المالي والعسكري للخلايا النائمة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” المتواجدين في صحراء “دير الزور” السورية وفي غرب محافظة “الأنبار” العراقية، لمنع تدشين وافتتاح طريق “طهران – البحر المتوسط”.
ولفتت تلك المعلومات إلى أن التحركات الغربية والعربية والصهيونية التي عملت خلال الفترة الماضية على زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق القريبة من الحدود العراقية السورية المشتركة، أدّت إلى قيام مقاتلي جبهة المقاومة وقوات الجيش السوري بتنفيذ هجمات مباغتة في شرق محافظة “دير الزور” بين مدينة “الميادين” ومنطقة “الفضة” ضد عناصر تنظيم “داعش” المتخفية هناك.
وفي الختام يمكن القول بأن الأمريكيين والصهاينة يبذلون الكثير من الجهود للقيام بتنفيذ عمليات المشتركة ضد جبهة المقاومة لمنع تدشين معبر “القائم – البوكمال” الحدودي وافتتاح طريق “طهران – البحر المتوسط”.
المصدر / الوقت