التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

من الذي حرض على اندلاع أعمال العنف والشغب في العراق؟ 

خرج عدد من المواطنين العراقيين خلال الايام الماضية إلى شوارع العاصمة العراقية بغداد ومدن أخرى لتنظيم مظاهرات ضد الحكومة “عادل عبد المهدي”، وفي بعض المناطق تحولت الاحتجاجات إلى اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين ورجال الشرطة. وعلى الرغم من أن احتجاجات بعض المواطنين العراقيين ضد الحكومة أصبحت أكثر وضوحًا منذ يوم الثلاثاء الماضي، إلا أن العديد من الشواهد تؤكد بأن المظاهرات التي خرجت في الأيام الأخيرة الماضية تم التخطيط لها منذ حوالي ستة أشهر، عندما قام عدد من المواطنين العراقيين بالاعتصام أمام وزارة العمل.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الاخبارية بأنه منذ بداية هذا الصيف، احتشد عدد من الخريجين العراقيين لعدة مرات للتظاهر ضد البطالة ونقص الوظائف في وزارة العمل، لكن الحكومة العراقية لم تعالج تلك القضية وهذا الامر تسبب في غضب اولئك الخريجين الذين اشتبكوا مع رجال الشرطة في ذلك الوقت. ولفتت تلك المصادر بأن بعض القوى الداخلية والخارجية استغلت الاوضاع المتشنجة التي اشتعلت يوم الثلاثاء الماضي، عندما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين في منطقة “العلاوي” ببغداد وعندما لم تتعامل بشكل جيد مع النساء المحتجات. ولقد اقتنصت الجهات العراقية المعارضة التي عانت من العديد من الضربات القاتلة منذ تنصيب رئيس الوزراء “عادل عبد المهدي”، الفرصة لإدارة الرأي العام في الفضاء الإلكتروني وإثارة المشاعر الشعبية، وتأجيج الاحتجاجات من خلال إعادة إرسال ونشر صور اشتباكات رجال الشرطة مع المحتجين.

وفي حين أن غضب المواطنين العراقيين من هجوم قوات الأمن على النساء لم يهدأ، ومع استمرار الحراك الواسع النطاق المناهض للحكومة في الفضاء الإلكتروني، تم تناقل الأنباء حول إقالة القائد العسكري البارز “عبد الوهاب السعدي” من منصبه وهذا الامر نقل الاحتجاجات إلى مستوى جديد. و”عبد الوهاب السعدي” هو قائد عراقي بارز شارك في القتال ضد جماعة “داعش” الإرهابية وساعد على تطهير المناطق التي كانت تسيطر عليها تلك الجماعات الارهابية وهنا تذكر العديد من المصادر الاخبارية بأن رئيس الوزراء العراقي أقال “السعدي” من منصبه وهذا الامر خلق حالة من عدم الرضا لدى أنصار “السعدي”.

وهنا استغل معارضو الحكومة العراقية، الذين كانوا يحاولون بشكل يائس إشعال فتيل الاحتجاجات، بتصفح أخبار إقالة “السعدي” ونشرها على نطاق واسع، وذلك من أجل تصعيد حالة السخط في الفضاء السيبراني عند الرأي العام العراقي. كما قام المعارضين بنشر بعض المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الكثير من أبناء الشعب العراقي على الفضاء السيبراني، بما في ذلك البطالة والفساد وضعف الخدمات العامة، ودعوا المواطنين العراقيين إلى النزول إلى الشوارع مرة أخرى.

يذكر أن الاحتجاجات بدأت في العراق يوم الثلاثاء الماضي في العديد من المدن الجنوبية وكذلك في العاصمة العراقية بغداد وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية بأن تلك الاحتجاجات لا تزال مستمرة حتى اللحظة، وأشارت تلك المصادر إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى في تلك الاحتجاجات ولقد هتف المتظاهرون العراقيون بشعارات تطالب الحكومة العراقية بتحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل للشباب ومكافحة الفساد، كما احتج المتظاهرون على السياسات الاقتصادية لحكومة “عادل عبد المهدي” وطالبوا باستقالة رئيس الوزراء.

ووفقًا لمصادر ميدانية، فإن الأشخاص الذين نظموا المظاهرات في وقت قصير، حولوا تغيير مسار الاحتجاجات والانتقال من المطالب الاقتصادية إلى القضايا السياسية، بما في ذلك الإطاحة بالحكومة والنظام العراقيين، مما أدى إلى حدوث اشتباكات مع قوات الأمن بعدما قام عدد من المتظاهرين باحراق بعض المراكز الحكومية، مما جعل نوايا اولئك المحتجين واضحة بالنسبة للرأي العام العراقي الذي أصبح على علم من هي الجهات الاجنبية التي تقوم بدعم اولئك المحتجين.

ومن تلك الوجوه الرئيسية التي حولت المظاهرات السلمية إلى مظاهرات عنيفة، يصدع أسم “رغد صدام”، ابنة الدكتاتور العراقي السابق، و”ستيفن نبيل”، و”غيث التميمي”، و”عمار الكبيسي”، و”أنور الحمداني”، و”أحمد البشير” و … ” ووسائل الإعلام الرجعية مثل” العربية، والحرة، والشرقية “.

“رغد صدام “، ابنة الدكتاتور العراقي السابق، تدعم مثيري الشغب

وفي سياق متصل، كشفت بعض المصادر الميدانية، عن تحركات مشبوهة قام بها التحالف العربي الصهيوني في الأشهر الأخيرة لحشد وتشجيع المواطنين العراقيين للخروج في مظاهرات مرة أخرى. وأضافت تلك المصادر الميدانية، بأن الأمريكيين والصهاينة والسعوديين وبعض الدول الأوروبية، بما في ذلك بريطانيا، كانوا غاضبين من أداء الحكومة العراقية، ولهذا فلقد قدموا الكثير من الدعم في الأيام الأخيرة للعديد من الجماعات المثيرة للشغب، بما في ذلك البعثيون. كما ذكرت تلك المصادر الميدانية، إن الأمريكيين وحلفائهم كانوا يخططون لشهور لإخراج الناس إلى الشوارع، وذلك من أجل توجيه ضربة موجعة لحكومة “عبد المهدي”.

ولفتت تلك المصادر الميدانية، بأن الهدف الرئيسي لأمريكا والسعودية والكيان الصهيوني والوكلاء الداخليين المقربين من هذه البلدان، مثل فلول حزب “البعث” وبعض الشيعة العلمانيين الموالين للسفارة الأمريكية، هو أن تنتشر أعمال العنف في معظم المدن العراقية ومواصلة ذلك حتى مراسم الأربعين الحسينية وذلك من أجل سفك الدماء وإثارة الفتن بين القبائل والعشائر العراقية. مشيرة إلى أنه في الأشهر الأخيرة، قاوم السيد “عادل عبد المهدي” ضغوط واشنطن لقطع علاقات بلاده مع طهران، ومن ناحية أخرى سافر إلى الصين وتفاوض مع الصينيين، وخاصة في المجال الاقتصادي وهذه العوامل جعلت أمريكا غاضبة للغاية من أداء حكومة “عبد المهدي” ولهذا فإنها تسعى حالياً إلى الإطاحة بها، لكن حكومة “عادل عبد المهدي” هي حكومة قوية ومسيطرة على الأوضاع داخل العراق مقارنة بالحكومات العراقية السابقة.

وفي الختام، يمكن القول بأن جزء كبير من العراقيين خرجوا للاحتجاج على الاوضاع الاقتصادية المتردية وتفشي البطالة وضعف الخدمات العامة، وهذا أمر لا يمكن إنكاره، ولكن في الوقت نفسه، تجدر الاشارة إلى أن بعض القوى والجهات الغربية والعبرية والعربية استغلت هذه الاوضاع وقاموا بتقديم الكثير من الدعم لبعض الجماعات الداخلية المعارضة لحكومة “عبد المهدي” لإثارة الرأي العام العراقي وتصعيد موجة الاحتجاجات القيام بالكثير من اعمال الشغب للإطاحة بالحكومة العراقية الحالية.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق