ما هو الدور الذي لعبه البعثیون في الاضطرابات الأخيرة التي شهدها العراق
شهدت بعض المناطق في جنوب العراق احتجاجات جماهيرية خلال الأيام الأخيرة الماضية، وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن نسبة كبيرة من المواطنين الذين شاركوا في تلك الاحتجاجات خرجوا للمطالبة بإيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والبطالة وضعف الخدمات الحكومية وعلى الرغم من أن جميع تلك المطالب شرعية ولا يمكن لأحد إنكارها، إلا أنه في نفس الوقت كانت هناك مجموعة من أحزاب المعارضة قامت بشكل غير مباشر، إلى جانب بقايا حزب “البعث” العراقي الموالي للتحالف الغربي – العبري – العربي، بتغير مسير تلك الاحتجاجات السلمية عن أهدافها السامية وقامت أيضاً بإثارة أعمال العنف بين المتظاهرين وإجبارهم على الدخول في اشتباكات مباشرة مع قوات الأمن.
وفي هذا الصدد هاجمت عناصر تدعمها سفارات بعض الحكومات الأجنبية في بغداد العديد من المراكز العامة والحكومية، كما قامت تلك العناصر بنشر أعمال الشغب والعنف بين المتظاهرين ورفع شعارات تدعو إلى الإطاحة بالحكومة المنتخبة من قبل مختلف الأحزاب الشيعية والسنية والكردية.
وفي سياق متصل، كشف مصدر ميداني عراقي، أن عدداً من وسائل الإعلام التابعة للأمريكيين والصهاينة والسعوديين والبريطانيين حاولت اغتنام الفرصة خلال تلك الاحتجاجات الشعبية العراقية، لنشر الفوضى وإثارة الرأي العام العراقي ضد الحكومة.
وأشار هذا المصدر الميداني إلى المجموعات التي شاركت في تلك احتجاجات التي خرجت خلال الأيام القليلة الماضية، قائلاً: “إن مجموعة كبيرة من المتظاهرين حملوا أعلام العراق والإمام الحسين (ع) وطالبوا بهدوء وبشكل سلمي بتحسين الوضع الاقتصادي للبلاد”.
ولفت إلى أن القضاء على البطالة وتحسين الخدمات العامة كانت من أهم المطالب الرئيسة لأولئك المتظاهرين وقال: “خلال تلك الاحتجاجات السلمية لم يشتبك المتظاهرون مطلقاً مع رجال الأمن أو الشرطة ولم يلحقوا أي ضرر بالمراكز الحكومية والمراكز العامة وذلك لأنهم كانوا يبحثون فقط عن حل مشكلاتهم”.
في السياق ذاته، أشار هذا المصدر الميداني إلى الأنشطة التي قامت بها مجموعة أخرى من المحتجين لنشر أعمال العنف وإثارة الشارع العراقي، حيث قال: ” لقد جاءت هذه المجموعة من منطقة مكتظة بالكثير من مسلحي الطرف الثالث الذين نشروا أعمال العنف في هذه الاحتجاجات، والذين اشتبكوا مع قوات الأمن وداهموا بعض المراكز الحكومية في الظلام”.
وأضاف: “إن الطرف الثالث من المتظاهرين هم “البعثيون” المعارضون للنظام السياسي العراقي والموالون للأمريكيين والسعوديين والصهاينة والذين تم تنظيمهم وتسليحهم ودسهم بين المتظاهرين لتغيير مسار هذه المظاهرات السلمية وتحويلها إلى أعمال عنف”.
كما أشار هذا المصدر الميداني إلى أن العناصر البعثية هاجمت واستهدفت رجال الأمن والشرطة بطلقات نارية حية وقال: “لقد أطلق البعثيون المسلحون النار على الناس أثناء المظاهرات الليلية وحاولوا إلقاء اللوم على قوات الأمن”.
وفي نفس هذا السياق، ذكر هذا المصدر الميداني بأن قوات الأمن العراقية لن تستفيد من إطلاق النار المباشر على الناس ولن تسعى أبداً إلى تعقيد الموقف وإثارة الفوضى، حيث قال: “إن رفع الشعارات ضد إيران وإهانة مراجع التقليد العراقية كانت المهمة الأخرى للبعثيين لخلق انقسامات داخل الشارع العراقي”.
وأوضح المصدر الميداني إن المتظاهرين العراقيين خرجوا في مظاهرات للمطالبة بإيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية والفساد وسوء الخدمات الحكومية، وقال: “الوضع المعقّد اليوم في العراق هو نتيجة للهجمات الأمريكية وعدم كفاءة الحكومات العراقية السابقة وهذا واضح للناس وبعض الأحزاب العراقية ولكن البعثيين وعدد من الجماعات السياسية المناهضة للحكومة يبذلون الكثير من الجهود لتبرئة الأمريكيين من الجرائم التي ارتكبوها في العديد من المناطق العراقية ونشر أكاذيبهم بوقاحة”.
كما كشف هذا المصدر الميداني، أن قرب الحكومة العراقية من روسيا والصين وزيادة التعاون الاقتصادي مع إيران وفتح معبر “القائم – البوكمال” الحدودي الذي قد يغيّر الوضع الاقتصادي في العراق ومنطقة غرب آسيا بدرجة كبيرة، قد أثار غضب الأمريكيين وحلفائهم في المنطقة، ولهذا يجب البحث عن جذور هذه الفتنة التي عصفت مؤخراً بالعراق في هذه الأمور.
وفي هذا الصدد أعرب قائلاً: “عندما أصبح واضحاً أن حوالي 80٪ من التغريدات التي انتشرت في الفضاء الالكتروني الداعية لإثارة الفوضى في العراق كان مصدرها من السعودية والكيان الصهيوني، أصبحت طبيعة البقايا البعثية الرجعية أكثر وضوحاً عند الرأي العام العراقي”.
إحصائيات المشاركين في تغريدات الاحتجاجات العراقية
ووفقاً لبعض المصادر الإخبارية، فقد أعاد نظام الإعلام البعثي في الفضاء الالكتروني ووسائل الإعلام السعودية ولا سيما قناة “العربية” في الأيام الأخيرة صوراً لاحتجاجات العام الماضي ولبعض المظاهرات التي خرجت في دول أخرى، لإشعال فتيل الاشتباكات وتشجيع المواطنين العراقيين على الاندفاع إلى المتاجر لشراء الطعام وخلق حالة من انعدام الأمن الاقتصادي ولكن هذه المؤامرة فشلت في النهاية من تحقيق أهدافها.
ووفقاً للمعلومات التي تم الحصول عليها، فلقد قامت عناصر تابعة لحزب “البعث” أيضاً بتركيب قناصات في العديد من المجمّعات السكنية في العاصمة بغداد وذلك كمحاولة لتفجير الوضع، وذكرت تلك المعلومات بأن عدداً من قوات الأمن والناس استشهدوا على أيدي تلك القناصات البعثية.
وإلى جانب التحركات الواسعة النطاق المناهضة للحكومة العراقية، قام أيضاً أشخاص مثل “غيث التميمي” و”ستيفن نبيل” و”عمّار الكبيسي” بالتسلل الإعلامي في الفضاء الالكتروني خلال الأيام الأخيرة ونشر الكثير من الصور والفيديوهات المفبركة لتأجيج الشارع العراقي ونشر الفوضى.
يذكر أن “غيث التميمي”، الذي عاش في لندن منذ خمس سنوات، يُعرف بأنه عدو لجبهة المقاومة وخاصة إيران، و”عمار الكبيسي”، الذي يعمل في الجزائر منذ عام 2003، يعارض بشدة الشيعة العراقيين وقوات الحشد الشعبية، كما أنه في عام 2008، دعم بشكل علني الهجوم الذي شنّته جماعة داعش الإرهابية على العراق.
في بداية الاضطرابات التي وقعت في بعض الأجزاء الجنوبية من العراق، لم تكن الصورة واضحة عمّا يدور خلف كواليس تلك الاشتباكات، لكن العناصر البعثية التي تديرها غرفة عمليات عربية غربية مشتركة، أظهرت في النهاية أنها لعبت دوراً مهماً في انتشار أعمال العنف تلك.
وفي الوقت الحالي، وعلى الرغم من استقرار الأوضاع في عدد من المدن العراقية، إلا أن تلك العناصر البعثية لا تزال تنشر الكثير الأكاذيب وذلك لخلق حالة من الانقسامات بين أبناء الشعب العراقي لتعطيل عجلة السلام في هذا البلد.
المصدر / الوقت