من هي الجهات التي نفّذت الهجوم على ناقلة النفط الإيرانية
كشفت العديد من المصادر الإخبارية، بأن انفجاراً وقع يوم أمس الجمعة في ناقلة نفط إيرانية كان تمرّ من مياه البحر الأحمر، على بعد 60 ميلاً من ميناء جدة السعودي، ما أدّى لاندلاع حريق فيها قرب ميناء جدة السعودي.
وفي هذا الصدد، ذكر قسم العلاقات العامة والشؤون الدولية التابع لشركة البترول الوطنية الإيرانية أن الانفجارات ربما تكون ناجمة عن إطلاق صاروخين أصابا سفينة النفط الإيرانية في الساعة 5:20 صباحاً.
ومن جهته، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية، بأنه سيتم الكشف عن تفاصيل هذه الحادثة في المستقبل القريب، ولتسليط الضوء أكثر على أبعاد هذه الحادثة، أجرى موقع “الوقت” الإخباري مقابلات صحفية مع عدد من الخبراء السياسيين والاقتصاديين.
الأيدي الخفية لأمريكا والسعودية والكيان الصهيوني
وحول هذا السياق، أعرب “جعفر غندباشي”، الخبير في القضايا الإقليمية، قائلاً: “إن المحور المعادي لإيران والمتمثل بأمريكا والسعودية والكيان الصهيوني، هو الذي قام بهذا الهجوم الإرهابي على ناقلة النفط الإيرانية، وذلك لأن تلك الدول زادت مخاوفها خلال الفترة الماضية نتيجة للنجاحات والإنجازات التي حققتها قوات محور المقاومة في المنطقة، ولهذا فلقد بذلت تلك الدول الكثير من الجهود لمنع استمرار تلك النجاحات، وهنا يمكن القول بأن هذه العملية ليست ذات أهمية عسكرية كبيرة، ولو افتراضنا أنها جاءت ردّاً على هجمات قوات أنصار الله اليمنية على أرامكو السعودية وانفجار ناقلات النفط في ميناء الفجيرة الإماراتي، فإنه لا يمكن اعتبارها نصراً لأولئك الأغبياء وذلك لأنه لا يمكن مقارنة ضربات صواريخ قوات أنصار الله اليمنية وغارات الطائرات من دون طيار على السعودية بهذا الهجوم الإرهابي”.
وأضاف هذا الخبير الإقليمي أيضاً، قائلاً: “على الرغم من أن هذا الإجراء صغير بما يكفي لإعطاء رسالة تحذيرية لطهران، إلا أنه يمكن قراءته من ثلاثة محاور: المحور الأول، هو أن مرتكبي هذا الهجوم يسعون لإظهار دعمهم العملي لعقوبات النفط الأمريكية التي فرضتها في وقت سابق واشنطن على طهران.
والمحور الثاني، هو محاولة أولئك المهاجمين للتعبير لشعوبهم أن بإمكانهم تهديد مصالح إيران في المنطقة.
وفي المحور الثالث، يمكن أيضاً قراءة الهجوم كعلامة على عدم مهاجمة الأمن والاستقرار في الخليج الفارسي.
استهداف الوساطة الباكستانية بين طهران والرياض
قال “حسين رافاران”، خبير شؤون غرب آسيا، لـ”الوقت”: “إن أولئك الذين قاموا بتنفيذ هذا الهجوم الإرهابي، هم أولئك الأشخاص الذين لا يريدون أن تكون هناك أي فرصة لحل النزاعات بين إيران والسعودية.
ولقد كان من المقرر أن يصل رئيس الوزراء الباكستاني إلى طهران في الساعات القليلة القادمة للمضي قدماً لنزع فتيل التوترات بين طهران والرياض.
وهنا يمكن القول بأن الجهات التي قامت بهذا الهجوم بذلت الكثير من الجهود لمنع تحقيق أهداف هذه الزيارة الباكستانية، وهذا يعني أن الغرض الرئيس من هذا الهجوم هو إفشال وساطة إسلام أباد بين طهران والرياض.
إذن، من هم الأشخاص الذين يتوقون إلى إفشال تلك الوساطة؟
وللإجابة على ذلك السؤال، يمكن القول إن هناك جهات داخل السعودية وخارجها تريد إفشال تلك الوساطة، وعلى المستوى المحلي السعودي، هناك تيارات وأفراد لا يريدون خفض مستوى التوتر بين إيران والسعودية، ومن الممكن أن تتخذ هذه التيارات مثل هذه الهجمات لمنع تحسّن العلاقات بين طهران والرياض، وعلى الرغم من هذا، لا يمكن إلقاء اللوم على السعودية في الهجوم والقول بأنها هي من قامت بتنفيذ ذلك الهجوم الإرهابي.
وعلى المستوى الإقليمي، هناك أيضاً جهات لا تريد حل التوترات بين طهران والرياض، وهنا يمكن الإشارة إلى الكيان الصهيوني، الذي بذل خلال السنوات الماضية ولا يزال يبذل الكثير من الجهود لتوسيع رقعة الخلافات بين طهران والرياض، وهنا يمكننا القول بأن ذلك الكيان ربما كان هو الذي قام بذلك الهجوم الإرهابي”.
ينبغي على من قاموا بذلك الهجوم الإرهابي أن يتنظروا الرد الإيراني القاسي
قال “حسين رافاران” الخبير في شؤون غرب آسيا: “على الرغم من أن جمهورية إيران الإسلامية لم تحدد حتى الآن المسؤول عن ذلك الهجوم الإرهابي، إلا أن التحقيقات ستكشف قريباً ماذا دار وراء الكواليس وسوف تتخذ طهران بالتأكيد ردّاً حاسماً، وذلك لأن إيران ليست دولة يمكن ضربها، وكما قامت السلطات البريطانية باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق قبل عدة أسابيع، قامت طهران أيضاً باحتجاز ناقلة نفط بريطانية في مياه الخليج الفارسي. إن إيران لديها القدرة والقوة للرد، لذلك، إذا انخرطت المنطقة في توترات جديدة، فإن الخاسر الرئيس سيكون الأمن الإقليمي”.
الحرب على ناقلات النفط سوف تضر بالمصالح السعودية
وفي هذا الصدد، أعرب “حسين رافاران” الخبير في شؤون غرب آسيا، قائلاً: “حتى لو افترضنا أن هذا الإجراء من جانب السعودية كان ردّاً على هجمات أنصار الله على أرامكو، فإن إيران لن تقبل ذلك لأن هجمات أنصار الله انطلقت من الأراضي اليمنية وليس من إيران، لذلك ليس من حق الرياض أن توجّه ضربة موجعة للمصالح الإيرانية ردّاً على ذلك الهجوم الذي استهدف شركة أرامكو النفطية. وأما إذا قامت السعودية بمهاجمة أنصار الله فإن ذلك يعدّ موضوعاً أخر، وبالنظر إلى أن إيران تقبع تحت مظلة العقوبات الأمريكية وليس لديها القدرة على تصدير الكثير من مواردها النفطية وبالنظر إلى السعودية تصدر أكثر من 10 ملايين برميل يومياً، فإنه لا يبدو من المنطقي استمرار الرياض بمتابعة لعبة الحرب الخطيرة المتمثلة في الحرب على ناقلات النفط في المنطقة.
المصدر/ الوقت