التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

ما علاقة تلوث الهواء بتساقط الشعر 

خلصت دراسة اختبرت تأثير جزيئات الغبار والمحروقات على خلايا فروة رأس الإنسان، إلى أنّ تلوّث الهواء يمكن أن يتسبب في تساقط الشعر. واكتشف باحثون أنّ التعرض للملوثات الشائعة يتسبّب بتراجع مستويات أربعة بروتينات مسؤولة عن نمو الشعر والحفاظ عليه.
كذلك اكتُشفت الدراسة نفسها أنّ ذلك التأثير يرتفع كلّما ازدادت نسبة الجزيئات المتناثرة في الجو، ما يعني أنّ الذين يقطنون المدن أو يعيشون على مقربة من مناطق صناعية يواجهون احتمالات أكبر في الإصابة بالصلع.
وقد ثبت بالفعل أنّ تلوّث الهواء يزيد من خطورة الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والرئتين. وتشير التقديرات إلى أن ذلك يؤدي أيضاً إلى 4.2 مليون وفاة مبكرة سنوياً، ويرتبط أيضاً بالاكتئاب وضعف الخصوبة.
ووُصِفَتْ الدراسة الأخيرة التي موّلتها شركة مستحضرات تجميل من كوريا الجنوبية، بأنها أولى من نوعها في إيجاد صلة بين ملوثات تنتقل عبر الهواء من جهة، وتساقط الشعر من جهة ثانية.
في المقابل، أشار هيوك تشول كووك، الباحث الرئيسي في الدراسة الذي كشف عن تلك النتائج خلال المؤتمر الـ28 لـ”الأكاديمية الأوروبية للأمراض الجلدية والتناسلية” في مدريد، إلى الحاجة لإجراء مزيد من البحوث بهدف التأكد من تكرار هذا الأثر خارج المختبر.
وأضاف، “دقّقت دراستنا في التفسير العلمي بشأن ما يحدث للخلايا الموجودة في قاعدة بصيلات الشعر، بعد تعرّضها إلى الملوثات الشائعة في الهواء… وأجرينا البحوث داخل المختبر، ويجب إجراء المزيد منها كي نكتشف مدى سرعة تأثر الأشخاص المعرّضين للملوثات بانتظام في حياتهم اليومية… ويمكن أن نفترض أن التعرض إلى مستويات معينة (منها) يؤدي إلى الإصابة بالصلع، لكن يتعين إجراء مزيد من البحوث على مجموعات سكّانية كي نؤكد تلك النظرية”.
وأثناء الدراسة، جرى تعريض خلايا بصيلات الشعر البشرية إلى مستويات تركيز مختلفة لجزيئات الغبار الدقيقة التي يبلغ قطرها 10 ميكرومتراً أو أقل، إضافة إلى جزيئات الديزل. ثم طبّق الباحثون تقنية تُعرف باسم “لطخة ويسترن” من أجل التعرّف على مستويات البروتين في الخلايا. واكتشفوا تراجعاً في مستويات الـ”بيتا كانيتين” وهو بروتين معني بنمو الشعر وعملية تكوّن بصيلاته وتنظيمها.
كذلك تأثرت ثلاثة بروتينات اخرى من تلك المسؤولة عن نمو الشعر والحفاظ عليه، “سايكلين دي1″ و”سايكلين إي” و”سي دي كاي 2″، وتبيّن تراجع معدلاتها بشكل أكبر مع تعرّض الخلايا لمستويات أعلى من الملوثات.
وذكر هيوك تشول كون أنّه “عندما تعرّضت خلايا فروة الرأس البشري إلى ملوثات شائعة في الهواء تنتج عن حرق الوقود الأحفوري، تراجعت مستويات البروتينات في الخلايا المسؤولة عن نمو الشعر والحفاظ عليه، بشكل لافت. وتفاقم هذا الأثر على الخلايا مع الزيادة في نسبة الملوثات التي تعرضت لها تلك الخلايا. وبالتالي، تشير تلك النتائج إلى أنّ هذه المسألة بالتحديد ربما تتسبب بتساقط الشعر”.
وفي المقابل، لم تبحث الدراسة في وجود تفاوت محتمل في تساقط الشعر بين الجنسين أو بين الفئات العمرية. وأوضحت جيني بايتس من منظمة “أصدقاء الأرض” الناشطة في مكافحة تلوث الهواء، أنّ “هذا الإثبات العلمي يشكّل الحلقة الأخيرة ضمن سلسلة من الدلائل التي تبيّن الأثر المقلق لتلوّث الهواء على أجسامنا وصحتنا… ويتوجّب على الوزراء أن يعملوا بالقوة والسرعة المطلوبتين من أجل التصدي لأزمة الصحة العامة هذه التي تكلّف الاقتصاد البريطاني 20 مليار جنيه استرليني سنوياً كذلك. ويجب مساعدة الناس على الانتقال إلى استعمال وسائل نقل أقل تلويثاً. نحتاج على طرقاتنا إلى مركبات أكثر نظافة وأقل عدداً، مع زيادة الاستثمار في تحسين وسائل النقل العام وأمن الدراجات الهوائية والتنقل سيراً على الأقدام”.
وخلصت إلى القول بأن ذلك “لن يؤدي ذلك مجرد زيادة نظافة المدن وصحتها، بل تخفيض الانبعاثات التي تضر في المناخ أيضاً”.

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق