التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

تقرير : الاصول السرية للعلاقات الكردية الامريكية تفسر الكارثة الحالية 

وكالات ـ الرأي ـ
كشف تقرير لمجلة فورين بوليسي الامريكية أن بذور تخلي واشنطن عن الاكراد تعود الى وثيقة سرية كتبها وزير الخارجية الامريكية الاسبق هنري كيسنجر في السبعينيات من القرن الماضي .

وذكر التقرير أنه ” وفي 30 حزيران 1972 ، وصل رجلان كرديان ، إدريس برزاني ومحمود عثمان ، بشكل غير منتظم إلى مقر وكالة المخابرات المركزية الامريكية وتم نقلهما إلى مكتب المدير ريتشارد هيلمز، حيث كان هناك تحول مذهل في سياسة الولايات المتحدة، حيث اذن هنري كيسنجر ، مستشار الأمن القومي للرئيس ريتشارد نيكسون شخصيًا لهيلمز للتعبير عن تعاطف الولايات المتحدة مع محنة الأكراد وطمأنتهم بـ “استعداده للنظر في طلباتهم للحصول على المساعدة”. لأكثر من عقد من الزمن ، كان الأكراد يقاتلون ضد الحكومة العراقية وقدمت نداءات لا تعد ولا تحصى من أجل المساعدة الأمريكية دون جدوى”.

واضاف أن ” التاريخ الطويل لتخلي الولايات المتحدة عن الأكراد مفهوم جيدًا من قبل معظم المراقبين وما نسي في الغالب هو أن مثل هذه الخيانات في نهاية المطاف كانت متوقعة تمامًا بالنظر إلى الطريقة التي تجمع بها الجانبان في المقام الأول،و لذا فان من المستحيل فهم قرار الرئيس دونالد ترامب بدعم تركيا في شن حرب في سوريا ضد الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة دون فهم الأصول التي لا توصف إلى حد كبير للعلاقة الأمريكية الكردية”.

وتابع أن ” المشكلة الرئيسية لدى الاكراد تكمن في انهم كدولة هي مشكلة جغرافية. فمن المؤكد أن تكون كردستان المستقلة غير ساحلية ، مما يجعلها غير قادرة على المشاركة في الاقتصاد الدولي دون الاعتماد على قوى خارجية وعدائية مثل تركيا وإيران والعراق وسوريا. على سبيل المثال ، إذا أراد الأكراد تصدير النفط أو الغاز الطبيعي ، فسيتعين عليهم اجتياز الأراضي المجاورة عبر خط أنابيب للوصول إلى الأسواق الدولية. إذا لم توافق أي من هذه الدول ، فسيتم القضاء على الاقتصاد الكردي. حتى الخدمات الأساسية مثل السفر الجوي ستعتمد على رواد خارجيين لأن الرحلات الجوية المتجهة إلى كردستان ستضطر إلى السفر عبر المجال الجوي لدول معادية ، وهي دول تربطها بالفعل علاقات مع الولايات المتحدة. لهذا السبب ، على الرغم من التقارب العميق للأكراد وقضيتهم ، كانت الولايات المتحدة دائمًا واضحة – لنفسها ، إن لم تكن دائمًا في العلن – بشأن ترددها في دعم الاستقلال الكردي”.

وتابع أنه ” ومنذ ستينيات القرن الماضي كانت الاستراتيجية الاسرائيلية والايرانية في عهد الشاه بسيطة باستخدام الاكراد، فطالما كان الأكراد يمثلون خطراً واضحًا وحاضرًا على بغداد ، فلا يمكن نشر الجيش العراقي بقوة ضد إسرائيل في حالة نشوب حرب أو تهديد الطموحات الإيرانية لدى الشاه في العراق والخليج العربي. وقد أثمر هذا في عام 1967 ، عندما كان العراق غير قادر على نشر قواته في الحرب العربية ضد إسرائيل ، وفي حرب عام 1973 ، عندما كان بإمكانه حشد فرقة مدرعة واحدة لأن 80 بالمائة من الجيش العراقي كان مقيدًا في شمال العراق”.

واشار الى أن الاستراتيجية الامريكية تجاه الاكراد لخصتها مذكرة كيسنجر الى السفير الامريكي في طهران عام 1974 والتي تضمنت اولا : إعطاء الأكراد القدرة على الحفاظ على قاعدة معقولة للتفاوض على الاعتراف بحقوق حكومة بغداد، وثانيا إبقاء الحكومة العراقية مقيدة ، لكن مع عدم تقسيم العراق بشكل دائم لأن منطقة كردية مستقلة لن تكون قابلة للحياة اقتصاديًا وليس للولايات المتحدة ودول المنطقة مصلحة في تخريب العلاقات الجيدة مع العراق تحت قيادة معتدلة ، وثالثا أن دعم الولايات المتحدة لحكومة كردية على المدى الطويل لم يكن ممكناً لأنه لا يمكن الحفاظ عليها سرا وكانت هناك مخاوف عميقة داخل حكومة الولايات المتحدة بشأن جدوى دولة كردية ” وهو ما استمر عليه الحال الى هذا اليوم . انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق