التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

آخر استطلاعات الرأي الأمريكية.. السياسات الأمريكية هي السبب الرئيس للتوتر في الشرق الأوسط 

أجرت جامعة “ماريلاند” الأمريكية دراسة استقصائية على مستوى الشعب الأمريكي خلال الفترة بين الـ3 سبتمبر و الـ20 سبتمبر وخلال الفترة بين الـ4 والـ10 من أكتوبر الماضي، ولقد كانت نتائج تلك الدراسة التي دارت حول التطورات الأخيرة في العلاقات بين أمريكا وإيران مثيرة للاهتمام. يذكر أن القائمين على تلك الدراسة قاموا بوضع عدد من الأسئلة وعرضها على 3016 شخصاً بشكل عشوائي عبر الهاتف والبريد الإلكتروني داخل أمريكا ومن أبرز ما جاء في تلك الدراسة هو طرح السؤال القائل هل ينبغي على القوات الأمريكية مغادرة سوريا، وماذا ستعمل واشنطن مع إيران خلال الفترة المقبلة، ولماذا ازداد التوتر في الشرق الأوسط؟.

التعامل مع إيران

قبل هجوم الطائرات من دون طيار اليمنية على منشآت نفط “أرامكو” السعودية في الـ14 سبتمبر الماضي، أيّد 44 ٪ من الأمريكيين سياسة “ترامب” تجاه إيران، بينما عارض 51 ٪ هذه السياسية، ولكن بعد هذا الهجوم، أضيف 6 ٪ من أولئك المؤيدين لسياسة “ترامب” إلى أولئك المعارضين. ومع ذلك، هذا لا يعني أن المؤيدين الأمريكيين يفضّلون ردّاً أكثر حزماً من جانب “ترامب” لشنّ حرب ضد إيران. حيث إن 75 ٪ من المواطنين الأمريكيين لا يزالون يقولون، “بأنه يجب على أمريكا الاعتماد على أداة غير الحرب فيما يتعلق بإيران”.

وحتى إذا تم الحصول على “أدلة كافية على مسؤولية إيران عن مهاجمة أرامكو”، إلا أن 66 ٪ من الأمريكيين ما زالوا يعارضون اقتراح الهجوم على إيران وهذا الأمر يشمل أيضاً الجمهوريين الذين يدعمون غالباً التدخل العسكري، حيث اقترح 45 ٪ فقط منهم شنّ هجوم على إيران إذا كان هناك دليل كافٍ لتورطها في مهاجمة “أرامكو” السعودية، و 53 ٪ يعارضون العمل العسكري.

كما أن الديمقراطيين الذين يعتبرون أكثر ليونة، لا يزال 77 ٪ منهم يعارضون خيار الحرب وأما بالنسبة للمواطنين المستقلين، فإن 70 ٪ منهم يعارضون خيار الحرب و 25 ٪ منهم يؤيدونها. وفي هذا الصدد كشفت هذه الدراسة أن 39 ٪ من الأمريكيين كانوا يعتقدون أن أمريكا كانت ستقوم بحملة عسكرية ضد إيران خلال السنوات الثلاث الماضية. وبعد هجوم الـ14 سبتمبر الماضي زادت النسبة المئوية لأولئك الذين يعتقدون بأن واشنطن سوف تشن هجوماً على إيران ووصلت نسبتهم إلى حوالي 51 ٪ من أولئك المواطنين المستقلين و 71 ٪ من أعضاء الحزب الديمقراطي.

إن هذه الزيادة في الاحتمال ليست مرتبطة فقط بهجوم الطائرات من دون طيار اليمنية على مصافي شركة “أرامكو” السعودية، وإنما بما تم طرحه في تلك الدراسة حول التطورات الميدانية في المنطقة خلال السنوات الثلاث الماضية.

والسؤال الآخر المثير للاهتمام: “ما هو الهدف الأكثر أهمية بالنسبة لسياسات ترامب الحالية تجاه إيران؟” وفي الإجابة على هذا السؤال، قال حوالي 30 ٪ من الأمريكيين أن هدف “ترامب” هو منع إيران من امتلاك أسلحة نووية، لكن في نفس الوقت، قالوا إن “ترامب” يريد العمل عكس سياسات أوباما فقط!

التوتر في الخليج الفارسي

“ما هو أهم سبب للتوترات في الخليج الفارسي؟” هذا هو السؤال الذي طرحه خبراء هذه الدراسة التي قام بها عدد من أعضاء جامعة “ماريلاند” الأمريكية، حيث أجاب 74 ٪ من المواطنين الأمريكيين أن السياسات الأمريكية هي العامل الرئيس في نشوب تلك التوترات في منطقة الخليج الفارسي، بينما قال 5 ٪ إن القتال في اليمن هو السبب، وقال 36 ٪ إن انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي هو السبب وأعرب 34 ٪ منهم بأن فرض واشنطن للكثير من العقوبات على طهران هو السبب الرئيس في حدوث تلك التوترات في الخليج، بينما ألقى 22 ٪ باللوم على “طبيعة النظام الإيراني” واعتبروها هي السبب وراء هذه التوترات.

وهناك رقمان آخران في هذا القسم من هذه الدراسة مثيران للاهتمام. أولاً: اختار 51 ٪ من الديمقراطيين مغادرة أمريكا من بين الخيارات الأربعة التي أدّت إلى نشوب التوترات في منطقة الخليج الفارسي. وثانياً: عارض 40 ٪ من الجمهوريين العقوبات التي فرضها “ترامب” ضد إيران وقالوا بأنها السبب الرئيس وراء حدوث تلك التوترات.

الانسحاب من سوريا

منذ الإعلان عن قرار “ترامب” بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، تغيرت وجهات نظر الكثير من المواطنين الأمريكيين، حيث وافق 27 ٪ منهم على هذا الانسحاب عندما أجريت الدراسة في الـ 7 وال، 8 أكتوبر الماضي، ولكن في اليوم الـ9 أكتوبر و الـ10 كانت نسبة أولئك الموافقين قد انخفضت ووصلت إلى 21 ٪. وبدلاً من ذلك، زادت معارضة هذا القرار من 42 ٪ ووصلت إلى 46٪ خلال نفس الفترة.

التواجد في أفغانستان

وفيما يتعلق بالتواجد الأمريكي في أفغانستان دعا ” 34 ٪ من المواطنين المستقلين، و 38 ٪ من الديمقراطيين، و 34 ٪ من الجمهوريين” إلى ضرورة بقاء القوات الأمريكية في الأراضي الافغانية، بينما دعا 23 ٪ منهم بتخفيض عدد القوات الأمريكية في افغانستان وطالب 22 ٪ بالخروج الكامل للقوات الأمريكية و18 ٪ منهم امتنع عن التصويت.

الخلاصة

لقد أظهرت نتائج هذه الدراسة الاستقصائية التي قامت بها جامعة “ماريلاند” الأمريكية، أن الشعب الأمريكي لا يعارض فقط الهجوم على إيران، بل يعارض أيضاً سياسات أمريكا الحالية تجاه المنطقة. كما أن الكثير من المواطنين الأمريكيين يرون بأنه حتى لو كان هناك دليل واضح على تورط إيران في الهجمات الأخيرة على مصافي شركة “أرامكو” السعودية، فإنه لا ينبغي على قادة البيت الأبيض الاستعانة بالخيار العسكري ضد طهران, ومع ذلك، فإن الكثير من المواطنين الأمريكيين يعتقدون أن الحكومة الأمريكية لن تهتم بوجهات نظرهم وأنها تعدّ العدة لتوجيه ضربه عسكرية على إيران.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق