جونسون يستعد لمواجهة مع أوروبا.. ويتحدى اسكتلندا: لن تحصلوا على استفتاء جديد
وكالات ـ الرأي ـ
وجه رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، أمس الجمعة، نداء لتوحيد بريطانيا التي تشهد انقسامات حيال الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال في خطاب مقتضب أمام 10 داوننغ ستريت “أدعو الجميع إلى طي الصفحة وتضميد الجراح”، بعد أكثر من ثلاث سنوات من التجاذبات منذ استفتاء 2016 حول بريكست.
ومد يده إلى المؤيدين لأوروبا الذين لم يصوتوا له، مشددا على رغبته في التركيز الآن على أولويات الناس كالطبابة والأمن والتعليم والبنى التحتية.
وفاز المحافظون بغالبية غير مسبوقة من حيث حجمها في الانتخابات التشريعية منذ مارغريت ثاتشر عام 1987 وحصدوا 365 مقعدا من أصل 650، حسب النتائج النهائية، بفضل انتزاعهم دوائر مؤيدة تقليديا لحزب العمال.
وسجلت نسبة المشاركة 67.23٪ في تراجع مقارنة مع اقتراع 2017.
ويرى جونسون في انتصاره مؤشرا إلى قرار البريطانيين «القاطع الذي لا يمكن مقاومته ولا التشكيك فيه» بطي صفحة الاتحاد الأوروبي، بعد 47 عاما من شراكة شهدت الكثير من التقلبات.
واستقبل جونسون في قصر باكنغهام لتكلفه الملكة إليزابيث الثانية رسميا بتشكيل الحكومة الجديدة.
وتراجع حزب العمال، أكبر أحزاب المعارضة، بشدة إلى 203 مقاعد (مقابل 262)، مسجلا أسوأ نتيجة منذ 1935، ما شكل ضربة موجعة لزعيمه جيريمي كوربن (70 عاما) الذي أعلن أنه لن يقود حزبه في الانتخابات المقبلة، معربا عن «خيبة أمل كبيرة» .
وأبدى الأوروبيون الجمعة «استعدادهم» لخوض مفاوضات البريكست، لكنهم أكدوا أن ذلك لن يحصل بأي ثمن كان.
أما الرئيس الأمیركي دونالد ترامب الداعم لجونسون، فوعد بـ«اتفاق تجاري جديد مهم، يمكن أن يكون أكبر وأربح بكثير من أي اتفاق قد يتم إبرامه مع الاتحاد الأوروبي» .
ولم تجد دعوات جونسون إلى وحدة الصف أصداء إيجابية لدى الحزب الوطني الاسكتلندي الذي عزز موقعه بفوزه بـ48 مقعدا مقابل 35 سابقا، ما من شأنه تشجيع الميول الانفصالية.
وقالت رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجن إن هذا النجاح «يعزز التفويض» من أجل تنظيم استفتاء جديد حول مستقبل اسكتلندا المعارضة لبريكست، بعدما فشل الانفصال عن بريطانيا في استفتاء أول عام 2014.
ورأت أنه يعود للاسكتلنديين أنفسهم أن يقولوا إن كانوا يريدون تنظيم مثل هذا الاستفتاء وليس للحكومة المركزية في لندن التي تعارض ذلك.
وأبلغ جونسون رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستيرجن أمس الجمعة بأنه لن يكون هناك استفتاء جديد على الاستقلال وأنه يتعين على حزبها احترام نتيجة الاستفتاء الذي أجري عام 2014.
وقال مكتب جونسون في بيان «أوضح رئيس الوزراء أنه ما زال يعارض إجراء استفتاء ثان على الاستقلال وأنه يقف إلى جانب أغلبية الشعب في اسكتلندا الذي لا يريد العودة إلى الانقسام وحالة عدم اليقين… وأضاف أن استفتاء عام 2014 كان حاسما ويجب احترامه».
أما في إيرلندا الشمالية، فتراجع الحزب الوحدوي الديمقراطي أمام الشين فين الجمهوري، ما يطرح هنا أيضا مسألة وحدة المملكة.